دين و دنيا

د. حسنى ابوحبيب يكتب : من ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة الدعاء

“مَتى أطْلَقَ لِسانَكَ بِالطَّلَبِ فَاعْلَمْ أنَّهُ يُريدُ أنْ يُعْطِيَكَ”.بمعنى: أن الله تعالى أجل وأكرم من أن يطلق لسان عبده بالدعاء له والتضرع إليه ثم لا يعطيه سؤله ومراده ولله در القائل:
لو لم ترد نيل ما أرجوه من طلب من فيض جودك ما ألهمتني الطلبا.
فمن ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة ، لكن الإجابة يكون لها صور: منها أن يعجل الله تعالى تلبية طلب عبده أو يدخرها له ليوم القيامة او يصرف عنه من السوء بمثلها. وفي الحديث الصحيح :”عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة أو أن يصرف عنه من السوء بمثلها. قالوا إذا نكثر قال الله أكثر”.

لكن اقتضت رحمة الله بعباده ألا يستجيب لهم دعوة اشتملت على إثم أو قطيعة رحم رحمة بهم ولطفا منه لأن بعض الناس ربما دعا ربه بشىء يترتب عليه شر له وصدق الله تعالى في قوله: “ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم” وقوله تعالى: “ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا”.

نسأل الله تعالى ان يجيب دعاءنا ويغفر لنا ويرحمنا أجمعين

زر الذهاب إلى الأعلى