آراء

وائل الغبيسي يكتب : ماذا جرى لخلق الله؟!

كنت جالساً مع من ابتلى بفقد ولده ، وكان المصاب جللاً، كان الرجل واجماً كأنما يستجلب ذكريات خلت.

كان الناس حوله منهم من استهواه هاتفه الخلوى فانبطح عليه، و منهم من قد عكف يراجع معاملاته المالية الأخيرة، و منهم من شرع يطالع عناوين الصحف المختلفة على جواله، وكان الدنيا قد ضنت عليهم   بأوقاتها.

 وسط هذا الزخم كله داهمنا فتى يافع. بأسف قال: كل عام وانتم بخير- و كان الوقت عقب عيد الأضحى المبارك. استطرد بتعجل: والدى يستأذن منكم أن يقيم عرس لأخى فى الساحة الشرقية بعد الغد.

ولم يمهل الفتى الشيخ الكبير ولا المحيطين أن ينطقوا ببنت شفة.

 وانصرف سريعاً ، ثم عاد لتوه. قال: آه …نسيت شيئاً …أبى سيحضر بعض الراقصات و الفنانين المشاهير لإحياء الحفل ….رجاء لا تحزنوا.

.ضربت كفاً بكف ثم قلت لنفسى بصوت خفيض: ” ماذا جرى لخلق الله؟”

ضربتني حين أبصرتك

بصرت به و هو يهشم هامته، و كنت بعيدا ،فدنوت. تلاحق الناس من حوله.

–           ماذا جري؟

–           دعوني.. دعوني.

–           لقد اشتكى منه طوب الأرض قديمًا.

وأبت لنفسي.. فلكم أستحق أن أهشم رأسى مرات!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى