عايدة عوض تكتب: ما وراء اعتداء إسرائيل على 3 دول عربية
قف واقتل اولاً Stand and kill first.. بعد يومين من الهجمات الإسرائيلية بالدرونز على كل من سوريا والعراق ولبنان بدأت تتضح بعض الحقائق من وراء هذه الاعتداءات.
في غضون أسبوعين ستجرى انتخابات في اسرائيل يخوضها نتنياهو لانه اخفق في تكوين حكومة إئتلاف ولذا لابد من إعادة الانتخابات العامة. ومن اهم العوامل التي تساند حزب الليكود في الفوز في إسرائيل هو عامل الامان.
وليشعر الناخبين بذلك فلابد من وجود تهديد لإسرائيل ويرى الناخبين ان الحكومة وعلى رأسها نتنياهو تقوم بعمل شجاع وقوي في الحفاظ على امن اسرائيل – حتى قبل ان تقوم اي دوله بالهجوم عليها. وهذه إحدى اكبر الأكاذيب التي تمارسها إسرائيل وهي الدفاع بالهجوم المسبق. ولا عجب لذلك لان من مبادئ التلمود : قف واقتل اولاً stand and kill first.
الرواية الإسرائيلية هي ان ايران كانت تدبر هجوماً بـ الدرونز على اسرائيل من سوريا فقامت اسرائيل “بالدفاع” عن نفسها بالهجوم المسبق قبل أن يحدث. وعرضت فيلم ابيض واسود وغاية في ردأة الصورة. وقالت انه لبعض الإيرانيين يحملون درون “قاتل” سوف يستخدمونه في الاعتداء على اسرائيل. ولا شئ يظهر في هذا الفيلم ولا يعرف المكان غير ما تقوله إسرائيل ولا توجد اي مصادر أخرى تؤكد ذلك.
ولكن لا تقول اسرائيل اي شئ عن اعتداءاتها على كل من العراق ولبنان ايضاً بالدرونز ولا تقول اي شئ عن اعتدائها على غزة. وهذا هو اعتداء جديد على غزة الذي اسفر عن إصابة ١٢٢ فلسطيني منهم ٥٠ بنيران اسرائيلية.ولابد من الأخذ في الاعتبار الخلفية السياسية لما يحدث الان.
ونجد ان امريكا تعلن انها سوف تعرض جزء اخر من “صفقة القرن” في خلال أيام – وقبل الانتخابات الاسرائيلية – هذه الصفقة التي قام بوضع كل تفاصيلها ثلاثة من اعتى الصهاينة الأمريكيين، چاريد كوشنر صهر ترامب ودافيد فريدمان السفير الامريكي الصهيوني اليهودي لدي اسرائيل وچيسون جرينبلات الصهيوني اليهودي ومستشار ترامب.
ومن المنتظر ان تكشف هذه الجزئية من صفقة القرن عن كيفية إزاحة الفلسطينيين من على أراضيهم ونقلهم لدولة جوار. ومن المنتظر ان يجئ مع هذا الاعلان عرض بأموال غاية في السخاء لهذا البلد من خزانة الدول العربيه الخليجية. ومن المنتظر ان تكون الخطة هي اخلاء ليس غزه فقط بل وضم الضفة الغربية لاسرائيل.
والدليل على ذلك ان وزارة الخارجية الامريكيه قامت بمحو كلمة الأراضي الفلسطينية من على كل مكاتباتها الرسمية والان لا وجود لكلمة فلسطين في وزارة الخارجية الأمريكية وكأن هذا يمحو وجود الارض والشعب والحق.
وكل هذا لإعطاء نتنياهو فرصة احسن للفوز في الانتخابات القادمه ولترسيخ الخطة الأصلية نحو اسرائيل الكبري.
ولابد من لفت النظر هنا الى ان في مقابلته لترامب في بياريتز على هامش اجتماع مجموعة السبع دول اكد السيسي على حل الدولتين وان فلسطين تكون دوله مستقلة على حسب الشرعية الدوليه وفي داخل حدود ٤ يونيه ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. ، ولذا فغالباً الدولة التي سيقدم لها هذا العرض ستكون الاردن ، لانه من المعروف ان الاردن هي الثانية على قائمة اسرائيل لاحتلالها في خطتها لاسرائيل الكبري.
واخطر ما جاء في الموضوع حتى الان هو خبر عن طريق ستيفن بن نون في برنامجه Israeli News Live حيث أورد خبر عن لسان احد العاملين في المخابرات المركزية الامريكيه ان اسرائيل على وشك القيام بضربة مباشرة على ايران تستخدم فيها أسلحة بها جزئية نووية وهي لضرب المباني في عمق الارض.
ويكمل ستيفن بن نون ان هذا يتماشى مع ما قد ابلغه به مصدره في الCIA قبل ذلك ان خطة الهجوم النووي على أمريكا قادمه سريعاً وان امريكا ستضرب بقنابل نوويه محدودة وانه ستطبق الأحكام العرفية وستقوم الحكومة بمقتضاه بأخذ الأسلحة من الشعب ثم يبدأ التطهير العرقي في امريكا بمقتضى قانون نوح الذي اصبح الان القانون رقم ١٤-١٠٢ لسنة ١٩٩١.
وكان ستيفن بن نون قد عرض بالتفصيل هذه الخطة منذ عدة اشهر في حديث مطول أجراه معه أدم جرين مقدم برنامج Know More News .
كل ما يحدث على الارض الان يدل على محاولات قويه لاحتواء التوتر والتصعيد نحو الحرب ومحاولات ماكرون لتقريب الوجهات بين امريكا وإيران نجدها في تضارب كامل مع تصرفات اسرائيل في الشرق الاوسط. لقد بدأت اسرائيل بالاعتداء العسكري على كل من سوريا والعراق ولبنان .
وفعلاً قامت بقتل عدد من المواطنين في هذه البلاد. والخطير في الموضوع انه يبدو ان هجماتها على العراق كانت من داخل القواعد العسكرية الامريكية الموجوده في العراق والتي يطالب المسؤلين العراقيين امريكا بإخلائها.
والإشارات المتضاربة التي تصل للعالم من كل من اسرائيل وامريكا تتركه في حيرة من امر ما يحدث على الساحة الان. فترامب يوافق على إمكانية الاجتماع مع الإيرانيين للتفاهم بالنسبة للاتفاقية النوويه واسرائيل تقوم بهجمات ممنهجه ومنظمة على ثلاث بلاد عربيه وتقتل فيهم أفراد على الارض وتقوم بهجمة شرسه على غزة تستخدم فيها النيران الحية. فهل كل هذا مقدمات لضمان فوز نتنياهو في الانتخابات القادمه ام اننا فعلاً بدأنا الحرب الساخنه في الحرب العالمية الثالثة؟
وفي روسيا يقوم اردوغان بحضور معرض الطائرات الحربيه الروسيه وفي المؤتمر الصحفي الذي تلاه أشار بوتن الى التعاون الكبير بين البلدين في مجال السلاح والمجال التجاري حيث تبني روسيا لتركيا مفاعل نووي لتوليد الكهرباء وتبني روسيا خطها لتوصيل الغاز لاوروبا عبر تركيا. وأكدا على اتفاقهما على أهمية الاستقرار في سوريا وعلى الشريط الامن بين تركيا وسوريا. وذكرا الاجتماع الدوري الثلاثي في منتصف سبتمبر مع ايران. غير تشجيع السياحة بين البلدين والتبادل التجاري في كل المجالات وليس العسكرية فقط. المصالح المشتركة على أشدها بين البلدين.
وفي نفس الوقت تقام المناورات العسكرية المشتركة للمظليين بين روسيا ومصر وهذه المره ايضاً بيلاروسيا، في دورتها الرابعة في روسيا وهذه المره تحاكي إنزال المظليين والعتاد في محاولة للاستيلاء على مطار للعدو وتأمينه.
الكثير من التكهنات تعطي اقتصاد امريكا مهلة قبل الانهيار الى بعد الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر ٢٠٢٠، ولكن الوضع على الارض وتصرفات البنك الفدرالي “المركزي” الأمريكي لا تدل على ذلك. وسياسات ترامب الاقتصادية أسفرت عن الكثير من العداء لامريكا ولم تسفر عن اي تحسن في وضعها الاقتصادي.
وحتى قبول ترامب التحاور مع ايران يبدو غريب الان. وأخيراً وضع نتنياهو السياسي في اسرائيل ضعيف الى حد ما لانه مهدد بعدة اتهامات فساد ولو لم يفز في الانتخابات فمن المرجح انه بدلاً من دخول الوزارة سيدخل السجن. وكان قد اقترح بعد اسبوع من إخفاقه تشكيل الوزاره وبعد الإعلان عن حتمية اجراء انتخابات جديده انه يفكر في تأجيل هذه الانتخابات.
والان نري انه يدبر للقيام بحرب إقليمية وهذا سبب قوي للبقاء في موقعه. .هل سيصل كل من ترامب ونتنياهو الى درجة المجازفة بحرب عالمية مدمرة لكي يضمنا الإبقاء في السلطة؟ ثم يعايرون الملوك العرب على تشبثهم بعروشهم!
الايام القليله القادمه ينجلي الموقف، لان لو قامت اسرائيل حتى بقصف محدود على الأراضي الايرانية فهذا سيعني ان الحرب قد بدأت عن عمد والتوقيت يتوافق مع وصول الأساطيل الامريكية الى النقاط المحددة لها وأنهم دائماً يفضلون بدء الحرب في الخريف.
حفظ الله العالم من الاشرار.