آراء

د.فتحي حسين يكتب : صفر جديد لمنتخب الفاشلين ..!

ظن الناس في مجتمعنا وليس كل الظن اثم،ان منتخب مصر لكرة القدم قادر علي الوصول إلي كأس العالم بسهولة ،واعطونا مسكنات ومهدئات بعد هزيمتنا الغريبة في المباراة النهائية بضربات الجزاء لبطولة افريقيا ٢٠٢٢ ، بعد حرق دم الجماهير المصرية وربما العربية من مشجعي كرة القدم ، ،مع وعد بأننا سوف موز لا محالة ، علي السنغال في التصفيات النهائية ولازم نبني علي اللي فات،بل و نبقي الجهاز الفني الحالي الفاشل للمنتخب لحين مجيء الفرج ! وأكثر من ذلك ان المنظومة الرياضية المصرية مؤهلة للوصول إلي كأس العالم لكرة القدم في قطر ٢٠٢٢ ، والمناقشة فيها ،بل وتحقيق الفوز ببطولة أفريقيا والفوز بالبطولة العربية الأخيرة ،بعد مجييء مستر كيروش الذي كرشنا جميعا ورفاقه من الجهاز المعاون في المنتخب الوطني المصري لكرة القدم ،ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ،وحققت مصر صفر جديد يضاف لصفر المونديال الشهير ،وكانت معالم الصفر الجديد هي خروج منتخب مصر من تصفيات كأس العالم بعد الهزيمة من غريمه السنغال بضربات الجزاء ،وصعدت السنغال ،كما خرجت مصر من بطولة افريقيا بعد الهزيمة من الدولة نفسها ،وهي السنغال بضربات الجزاء أيضا !!

كما خرجت مصر من البطولة العربية بعد الهزيمة من تونس في المباراة قبل النهائية! والتي حصدتها الجزائر، وكانت الحصيلة هي صفر للمنتخب المصري في كافة البطولات العربية والإفريقية وتصفيات كأس العالم ،لتعلن هذه النتيجة، التي أصابت ١٠٠ مليون مصري بالاحباط الشديد،عن فشل المنظومة الكروية إجمالا في مصر بعد سيطرة شركة واحدة الراعية للبطولة المحلية، واستحوذها علي كل مكاسب واعلانات وسيطرة البيزنس والعمولات والمكاسب الشخصية علي العملية الرياضية برمتها وعلي حساب تأسيس جيل حقيقي يستطيع تحقيق بطولات عن جدارة ،كما فعل حسن شحاته ورفاقه من قبل عام ٢٠٠٦،٢٠٠٨،٢٠١٠ علي التوالي !

للاسف الشديد مباراة تصفيات كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢ في قطر ،والتي خرجنا منها بشكل غريب جدا بعدما أضاع محمد صلاح وزيزو ومصطفى محمد ضربات الترجيح ،الامر الذي أعطي الفرصة للسنغال للتفوق.

اعتقد ان مصر ليس فيها مؤسسة رياضية جيدة يمكن الاعتماد عليها في تفريغ نماذج قادرة علي المواجهة طوال الوقت ،وليس هناك مدارس للناشئين أو الموهوبين يمكن الاعتماد عليهم مع مرور السنوات بهدف حصد البطولات وإنعاش الخزينة العامة الوطنية في هذا التوقيت الصعب والأزمات المالية العالمية! فكم من الدول يعتبر المجال الرياضي من مصادر دخلها الهامة! ونحن نضيع الأموال العامة في حقول تجارب لا تفيد ولا تغني من جوع!

بالتأكيد لابد من تغيير الجهاز الفني للمنتخب بعد فشله في تحقيق أي تقدم لمنتخبنا القومي ،ولا بد منه مرضاة الشعب المصري العظيم الذي صبر ٤ سنوات حتي يتحقق حلم الوصول لكأس العالم ،دون أن يكون له ناقة ولا جمل سوي حب الوطن والانتماء إليه،فالشعب لن يتقاسم الفوز والمكافآت مع المنتخب الوطني ولكنه الانتماء فقط!

الجماهير الوفية ضاقت من طول الانتظار والصبر علي الهزائم المتتالية لمنتخب يضم افضل لاعب في العالم وهو مو صلاح لاعب ليفربول !
بينما هناك من سافر مع المنتخب حوالي ٥٠٠٠ مشجع وقضي أكثر من ١٦ ساعة و غيرها حتي الوصول في الموعد المحدد ! من اجل مؤازرة المنتخب القومي والانتماء وحب الوطن ،ولكن ماذا يأخذ الريح من البلاط!

مصر ستظل متأخرة في الالعاب بسبب وجود عشوائية في المنظومة الرياضية كلها ،والتي لن تنصلح حتي يرث الله الأرض ومن عليها!!
للاسف الشديد كيروش ..كرشنا وأخرجها من تصفيات كأس العالم بفكره الضحل وإهدار المال العام الذي يتبعه اتحاد كرة القدم المصرية في الاعتماد علي المدرب الأجنبي وترك المدرب المصري الاصيل ،او الوطني كما فعلت الجزائر التي اعتمدت ولا تزال علي مدرب وطني جزائري ، حصدت بطولات ووصلت لتصفيات كأس العالم!

نريد أن نتعلم ونستفيد من الخسارة أمام السنغال للمرة التانية علي التوالي ونريد أن نبني مصر بجد ولا نتهاون في إهدار المال العام،وان نحترم كرامة الإنسان وعقله اولا قبل أي شيء آخر

زر الذهاب إلى الأعلى