أمن الخليج واتفاقيات جديدة.. قمة السيسى وأمير الكويت تناقش تعظيم العلاقات الثنائية وملفات من الوزن الثقيل

كتب – عاطف عبد الستار

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي الي الكويت مساء اليوم في زيارة رسمية يعقد خلالها مباحثات قمة مع سمو الشيخ صباح الأحمد امير دولة الكويت.

وتزينت أبراج الكويت الشهيرة المطلة على الخليج العربى، بالعلم المصرى، احتفاء بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكويت.
قال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس وأمير الكويت سيعقدان مباحثات قمة ثنائية وموسعة، كما سيشهدان توقيع عدد من الاتفاقيات فى المجال الاقتصادي والتنموي.

 

وأضاف السفير بسام راضى، أن جدول أعمال الرئيس يتضمن لقاء مع عدد من كبار المسئولين الرسمين الكويتيين.

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس السيسى للكويت نشاطاً مكثفاً حيث استقبله أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح مساء اليوم السبت.

وتتناول المباحثات بين الرئيس السيسى وأمير الكويت أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

خبراء : زيارة الرئيس السيسى للكويت تعكس اهتماما مصريا بأمن الخليج

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للكويت، تؤكد على خصوصية العلاقات المصرية الكويتية فهي علاقات تاريخية بمعني الكلمة ومصر تعتبر الكويت إحدى ركائز الاستقرار في الخليج العربي.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس السيسى للكويت تعكس اهتماما مصريا بأمن الخليج ودعم دوله في تهديدات الإقليمية كما أن الزيارة تؤكد على أن الأمن القومي المصري يتلاقى مع الأمن في الخليج وترجمة لما يقوله الرئيس السيسى بشأن أمن الخليج فمصر لم تتردد في دعم الأشقاء حال حدوث مخاطر.

وأضاف أن الزيارة ترتبط بتطوير وتنمية العلاقات الثنائية على كافة المستويات خاصة أن اللجنة المشتركة قامت بتطوير التعاون في مجالات متعددة، وسيكون هناك تنسيق في المواقف المصرية الكويتية خاصة في ملف اليمن وأمن الخليج والملفين السوري والفلسطيني كما سيتم مناقشة القضايا الثنائية وهي علاقات ثقافية وتعليمية وسياسية واقتصادية.

وأشار إلى أن رسالة مصر تؤكد أن علاقاتها مع الكويت والإمارات والسعودية، هي ترجمه للمصالح المشتركة، التي تؤكد ان أمن مصر يتلاقى والامن القومي الخليجي، وتؤكد على دعم ومساندة الأشقاء تجاه أي تحديات أو مخاطر من أي طرف إقليمي.وأوضح، أن مصر تقوم بدور مهم في بناء مواقف عربية مشتركة في مواجهة تحديات النظام الاقليمي العربي.

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور حسام عيسي، إن لتوقيت الزيارة دلالاته السياسية لتعزيز التعاون مع الأشقاء، لان الكويت من أهم وأكبر الدول في الخليج العربي، فتحرص مصر على تعزيز العلاقات بينهما ونرى على هامش الزيارة توقيع بروتوكولات تعاونية على الأصعدة كافة بالإضافة إلى مناقشة الملفات المهمة التي تخص المنطقة.

وأضاف تناقش الزيارة كافة الملفات والأزمات التي تواجه المنطقة وكيفية مواجهة الإرهاب، وخاصة أن سمو الأمير صاحب رؤية سياسية وديبلوماسية عميقة، مثمنا توقيت الزيارة أيضا، خاصة أنها تأتي بعد النجاح الكبير الذي حققته الكويت في ضبط الخلية الإخوانية، فهذا يدل على التنسيق الكامل بين البلدين لحماية أمن المنطقة العربية.

واكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة الدكتور مختار غباشي، ان تجاذبات منطقة الخليج، كلها امور تحتاج الى التباحث والنقاش، خاصة وان هناك اجتماعات جرت بين قادة دول الخليج في الساعات الأخيرة، بشأن اليمن، ما يستدعي التفاهم بين مصر والكويت ومصر والامارات، فضلا عن تعزيز العلاقات المصرية الكويتية.وأوضح، ان الزيارة تؤكد مساندة الكويت لمصر في حربها ضد الارهاب ومحاولتها الدائمة لاقتلاعه من جذوره.

وتعد هذه الزيارة هى الثالثة للرئيس السيسى لدولة الكويت لتنسيق المواقف السياسية والأمنية.، حيث كانت الزيارة الأولى فى يناير 2015 وجاءت تعبيرًا عن المواقف الجيدة لدولة الكويت والمساندة للشعب المصرى والوقوف إلى جانب مصر فى أعقاب ثورة ‏30‏ يونيو‏.

ومنحت الكويت في اعقاب عزل  محمد مرسي حزمة مساعدات لمصر باربعة مليارات دولار بينها هبة بمليار دولار ووديعة بملياري دولار، إضافة إلى منتجات نفطية بمليار دولار.

صحيفة السياسة الكويتية : مباحثات السيسي – أمير الكويت تبحث ملفات من الوزن الثقيل

و قالت صحيفة السياسة الكويتية انه تأكيداً لما انفردت به “السياسة” في شأن أهمية الزيارة التي وصفت بأنها “من الوزن الثقيل”، كشفت مصادر عليمة أن المحادثات الكويتية – المصرية التي ستجرى اليوم في قصر بيان على مستوى القياديين أو كبار المسؤولين والوزراء من الجانبين ستتناول موضوعات “في غاية الأهمية”، وخصوصا في ما يتعلق بمستجدات المنطقة والظروف الحرجة التي تمر بها وزيادة التوترات براً وبحراً.
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت المحادثات تتضمن الازمة الخليجية، اكدت المصادر انها ستتطرق إلى كل ما من شأنه أن يعود بالفائدة على البلدين واستعراض الاوضاع الاقليمية وسبل التعامل معها وخصوصاً الاوضاع على الأرض في سورية واليمن وفلسطين والتهديدات الايرانية في مياه الخليج العربي.

ونفت المصادر وجود اي ربط بين زيارة الرئيس السيسي للبلاد ورسالة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى امير قطر تميم بن حمد، التي نقلها رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الخميس الماضي، وقالت: “ليس لهذه الرسالة علاقة بزيارة الرئيس المصري لا من قريب ولا من بعيد”.
وعما اذا كانت هذه الرسالة تتعلق بجهود الكويت لحل الازمة الخليجية، اكدت “أن هذه الجهود متواصلة ومستمرة ولم تقف منذ اندلاع هذه الأزمة، وستواصل الكويت بذل مساعيها لانهاء الازمة التي طال امدها وتأثر بها الجميع”.

واعربت عن قلق الكويت للاوضاع الجارية في اليمن حالياً، ووصفتها بـ”الحساسة” مع التأكيد على موقف الكويت المبدئي الخاص بوحدة اليمن واستقراره وعودة الشرعية اليمنية والحل السلمي.

في موازاة ذلك، علمت “السياسة” ان النائب العام المصري المستشار نبيل صادق سيبحث خلال زيارته الحالية للبلاد مع نظيره الكويتي المستشار ضرار العسعوسي سبل تحقيق المزيد من التعاون بين النيابتين العامتين في البلدين.

وفيما شددت مصادر مطلعة على انه لا علاقة بين زيارتي الرئيس عبدالفتاح السيسي والنائب العام صادق الى الكويت المجدولة منذ مدة، توقعت ان تلقي التحقيقات التي أجرتها الجهات المعنية في القاهرة مع المتهمين الـ 8 الذين سلمتهم الكويت الى مصر ضمن ما سميت بـ “خلية الاخوان” بظلالها على المحادثات، وخصوصا ان هؤلاء أرشدوا عن أسماء مصريين في الكويت يندرجون ضمن هذه الخلية.

وعن تسليم قائمة مصرية للكويت بأسماء متهمين جدد صدرت ضدهم احكام نهائية في بلدهم بتهم تتعلق بالارهاب والانضمام الى جهة محظورة “جماعة الاخوان المسلمين” واعادتهم الى مصر، اشارت المصادر الى ان التنسيق بين الجهات المعنية في البلدين متواصل على مدار الساعة وأدى الى الكشف عن معلومات مهمة جدا ربما تعلن لاحقا اذا كانت هناك مصلحة تقتضي ذلك أو تظل طي الكتمان مع اتخاذ كل الاجراءات المطلوبة.

السيسي … رجل القرار الجريء في ضيافة حكيم العرب

وكتب أحمد عبد العزيز الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية مقالا بعنوان:” السيسي … رجل القرار الجريء في ضيافة حكيم العرب”.
حلَّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضيفاً عزيزاً على حكيم العرب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولا شك أنه شهد ذلك الاستقبال الحافل والترحيب المميز به في الكويت لأن الجميع يدرك مدى رسوخ العلاقات الكويتية- المصرية، ومكانة مصر في قلوب الكويتيين والخليجيين، كونها العمق الستراتيجي لنا، وحجر الزاوية في القضايا كافة، وبالتالي فإن عافية مصر من عافية الخليج.

استناداً إلى هذه الحقيقة، كان الفرح عارماً خليجياً في نزول السيسي عند رغبة شعبه بتولي زمام الحكم، وإخراج بلاده من نفق حكم” مكتب الأوغاد” الذي استباح مصر وجعل زمرة من المنتفعين الانتهازيين تهيمن عليها مستترة بعباءة الدين، حتى جاءت ثورة 30 يونيو عام 2013، لتصحح المسار، وتحمي مصر من الانهيار الكبير.

أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ اللحظة الأولى لتوليه هذه المهمة الكبيرة والشاقة أن قيام مصر لا يكون إلا بإجراءات تعالج أسباب المرض، وتستأصله من جذوره، لذا جاءت القرارات الكبيرة لتخليص أرض الكنانة من عوامل تاريخية عدة ساعدت على تردي وضعها الاقتصادي، تسببت بها خطط جمال عبدالناصر الذي اتخذ من الشعارات هوية لحكمه، فيما أغرق البلاد بمغامرات سياسية واقتصادية وحروب فاشلة، ليدفع المصريين إلى مزيد من الفقر، وتراجع حركة النهوض.

لا شك أن ما ورثه أنور السادات كان تركة ثقيلة، ورغم أنه استطاع إعادة مصر إلى دورها الريادي بعد حرب عام 1973، لكنه لم يستطع تصفية تلك التركة، إذ شهدت سنوات حكمه أزمات داخلية عدة افتعلتها مراكز القوى التي نشأت في عهد عبدالناصر، فكانت ما أسماها “ثورة الحرامية” في عام 1977، لتعيد خلط الأوراق، وتجهض الانفتاح الذي سار عليه الرجل بالتوازي مع حركته الجريئة في السلام، فتنامت الحركات التكفيرية وتآمرت عليه واغتالته في ذكرى حرب أكتوبر، لتقدم هدية لأعداء مصر عنوانها لقد اغتلنا صانع الانتصار في حرب رمضان.

مرحلة الرئيس حسني مبارك كانت مفصلية من حيث إعادة ترتيب البيت الداخلي، واستكمال عملية التخلص من الارث السيئ الذي تركته المرحلة الناصرية، ورغم لمساته الواضحة في ذلك الشأن، إلا أنه قوبل أيضاً بما تبقى من مراكز القوى، فكان عليه أن يعمل على العلاج بنفس طويل نجح في جوانب عدة، وربما كان بعضها ناقصاً الجرأة في ذلك الوقت، إلا أن الخطأ الستراتيجي كان بإعادة “الإخوان” إلى الساحة السياسية، فهؤلاء رأوا في ذلك فرصة لهم للانقضاض على الحكم من خلال تثوير الشعب، حتى جاء 25 يناير عام 2011، حين بدأت حمى ما يسمى”الربيع العربي” بتوجيه من جماعتهم في عدد من الدول العربية.

شهد المصريون بأم العين ماذا فعل “مكتب الأوغاد” وكيف بدأ بمصادرة واستباحة الشركات والمشاريع الكبرى في البلاد، والاستحواذ عليها كي يمسك بمفاصل الدولة الاقتصادية، ويجعلها مجموعة مزارع لأعضائه، غير أن المصريين انتفضوا عليهم، وانحاز الجيش لهم، مسترداً البلاد من براثن ذلك الوحش.

حين تسلم السيسي الحكم كانت هبة النيل على شفير الإفلاس، تعاني من أزمة في العملات الصعبة، وتردي الإنتاج، وتراجع المشاريع، وانفضاض المستثمرين الأجانب عنها، إضافة إلى بنية تحتية شبه متهالكة، فاتخذ القرارات المؤلمة بداية لتكون العلاج الصحيح لاحقاً، وكان فاتحة ذلك مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في عام 2015، الذي منه انطلقت حركة عودة الثقة إلى الاقتصاد، وإقبال الشركات العالمية، متسلحة بقانون استثمار حديث أقرته القيادة المصرية الجديدة، الذي رغم حاجته لبعض التطوير، إلا انه شكل منعطفاً كبيراً، ليلتفت بعدها السيسي إلى المشاريع الكبرى، ومنها العاصمة الادارية الجديدة، والطرق والجسور، والزراعة والصناعة، وتوسيع قناة السويس التي فيها واحدة من أكبر المناطق الصناعية في الشرق الأوسط، إضافة إلى مدينة العلمين وغيرها من المدن الجديدة.

في السنوات الخمس الماضية استطاع السيسي نقل بلاده إلى مستوى أفضل مما كانت عليه في العقود الماضية، وعقد شراكات عدة، وليست الشراكة الناشئة مع الصين إلا البداية، إضافة إلى الإشادات الدولية بخططه الاقتصادية الجريئة.

السيسي يعمل وفق رؤية وطنية لا مجال فيها للمنافع الشخصية، فهو يؤمن أن كل ما ينفع مصر يعود بالفائدة على الجميع، وأن الأمم لا تنهض إلا بقرار جريء، ويد غير مرتعشة في العمل، لهذا كله حين يكون الترحيب الكبير بالرئيس السيسي في الكويت، فهو ترحيب بهذه الإنجازات التي تعود على مصر والعرب بالخير.

 

تعاون قضائي كويتي  مصري لتبادل المعلومات واستجواب شهود لاستكمال ملفات بعض القضايا

تعاون قضائى بين مصر والكويت

وصف النائب العام الكويتى المستشار ضرار العسعوسي زيارة نظيره المصري المستشار نبيل صادق إلى الكويت، بـ التاريخية، كونها الأولى التي يقوم بها نائب عام من جمهورية مصر العربية إلى البلاد.
وبيّن العسعوسي في تصريح خاص لـ«الراي الكويتية» أن زيارة نظيره المصري للكويت تأتي تلبية لدعوة وجهها إليه ولباها مشكوراً، معلناً عن النية لتوقيع مذكرة تفاهم بين النيابة العامة الكويتية والنيابة العامة المصرية.

وعن أبرز ما تحمله بنود مذكرة التفاهم المزمع توقيعها، قال المستشار العسعوسي للصحيفة إنها مذكرة تفاهم وتعاون فني مع جمهورية مصر العربية على مستوى النيابة العامة، وتتضمن مجموعة من النقاط أبرزها تبادل المعلومات بين النيابتين، والإنابات القضائية، والمساعدات القضائية التي تتم وفق القنوات الديبلوماسية، إضافة الى تنظيم الدورات والتنسيق في المحافل والمواقف الإقليمية والدولية، وتبادل الزيارات وإجراء ورش العمل والبرامج القانونية المشتركة.

وعن ماهية المساعدة القضائية المنصوص عليها في مذكرة التفاهم، أوضح المستشار العسعوسي أنها تقوم على تبادل البيانات والمعلومات في القضايا، والإجابة عن بعض الاستفسارات أو سؤال بعض الشهود، مشيراً إلى أنه في العادة فإن البيانات التي قد نحتاجها في الكويت من مصر أو يحتاجونها في مصر من الكويت تكون مهمة جداً لاستكمال ملفات بعض القضايا.

ورداً على القول إن المساعدات القضائية منصوص عليها في الاتفاقية العربية المعنية بالتعاون القضائي، أفاد النائب العام بالإيجاب، ومنوهاً في الوقت نفسه إلى أن هذه المذكرة هي ذات طابع ثنائي.

يُذكر أن زيارة النائب العام المصري المستشار نبيل صادق الذي وصل البلاد مساء أمس تتزامن مع زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الى الكويت، ولكنها منفصلة عنها حيث تم الترتيب لها قبل أسابيع عدة.

.

 

 

.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى