آراءمنوعات

نومة الوداع

 

بقلم.. وسام الجمال

 

لم يكن يدري أحمد أن جلسته مع صديقه محمد ستفعل به كل هذا الشجن فما إن جلسا سويا حتي بدأ بالحديث عن حبيبته مني والتي أبتعد عنها منذ فترة.

كان محمد يصر علي أنها لم تحبه وهو يصر أنها تحبه لكن هناك شيء غير مفهوم.

إرتبك أحمد للحظات ثم جال بخاطره الي الوراء منذ أن عرفها وبدأ يسرد علي صديقه اشياءا لم يكن من صديقه الا أن ظل مستمعا جيدا.

بدأ يقول لا هي تحبني هي تعشقني لقد فعلت كذا وكذا لقد كانت تخاف علي من الهواء لقد كانت تعاملني كابنها كانت تحنو علي اراهنك إن اتصلت بها الان ستحضر الي واه لو علمت أني اتألم الان وكل يوم عند طبيب منذ أن تركتها اراهنك ستاتي.

ربت محمد علي كتف أحمد قائلا الان تأكدت انها تحبك بل تعشقك فمن يحب بهذا الصدق لابد أن يقابل يالحب.

هدا أحمد نوعا ما وبدأت عيناه تنهمر بالبكاء حتي أنه نسي تعبه الذي أصابه والذي جعل نظره في الحضيض بعد أن كان يرى بعض الشيء أصبح لايري الا من قريب جدا.

نعم أنه تعب الأعصاب الذي بدأ يحل عليه الذي نهش في جسده من فترة وكان يحذرها إن ابتعدت عنه سينهش هذا المرض ماتبقى منه.

نزل أحمد ومحمد الي الشارع وظل يسيران وأحمد يمسك بيد محمد ثم سمع من ينادي عليه لكنه لم يراه حتي اقترب منه في تلك اللحظة تأكد أحمد أن نظره في السير لم يعد علي مايرام وكل ماتبقى نظارة القراءة التي يرتديها وقت الكتابه والقراءة فقط.

ذهب الي منزله كعادته مازال منعزل عن الجميع يجلس في غرفته يتذكر حكايته معها يتذكر كل لحظة معها كلامهم حديثهم شجارهم اهتمامها حبها حنوها.

لكن تذكر أيضا كره بعض المحيطين بها له وهو كان يعلم لكنها تغالط نفسها.

استلقي أحمد علي ظهره مر اكثر من ساعتين حتي أذن الفجر قام وتوضأ ليصلي وقي الركعة الأخيرة دعا من قلبه اللهم إن كانت تحبني فارسلها لي واجعلها من نصيبي وان لم تكن فانسني اياها حتي لا أتذكرها.

نام أحمد وليته مانام لقد كانت أخر نومة له في الحياة كانت الوداع بدون لقاء لعلها تقرأ ماكتب.

زر الذهاب إلى الأعلى