Site icon بوابة العمال

الدكتورة نجلاء نبيل تكتب: تعمير سيناء أمن قومي

نجلاء نبيل

سيناء لها وضع خاص في وجدان الشعب المصري حيث إنها خط الدفاع الأول ضد أي عدوان يهدد أمن مصر . وسيناء لاتقتصر أهميتها علي الشق العسكري فقط بل تمتد إلي الأهمية الاقتصادية لما تحتويه من ثروات طبيعية  . ولذلك كان الفكر الحكيم المستنير من القيادة الواعية والذي دعى الى ربط سيناء بمصر عبر الأنفاق التي حفرت تحت قناة السويس لتكون دائما تحت السيطرة المصرية  .  

 

ويعد تعمير سيناء بشتى المشاريع هو أول اهتمامات الزعيم القائد عبد الفتاح السيسي لما لها من أهمية عظيمة على كافة المناحي مع الحرص على دمج سيناء في النسيج القومي للحفاظ عليها كجزء لا يتجزأ من الجسد المصري واعتبار ذلك ملف أمن قومي.

 

ومن أهم مشروعات  مخطط تنمية سيناء : استصلاح  اكثر من 400 ألف فدان .توفير الموارد المائية والبنية الأساسية و مشروعات سكنية و سياحية و صناعية وزراعية وتعليمية

 

 وهناك الحوافز الاستثمارية والاقتصادية لجذب القطاع الخاص لاقامة مشروعات موازية لمشروعات الدولة لتساهم معها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية . واستغلال  الثروات التى لاتنتهي سواء معادن ومياه وتربة وغيرها إلا أن ذلك لايمنع وجود تحديات كبيرة أمام استغلال كل ما تزخر به سيناء  .

سيناء أو أرض الفيروز هي من أقدم الأراضي التي وطأها الإنسان علي مر التاريخ  . وهي الأرض المقدسة التي قدسها “الله” سبحانه وتعالي عندما تجلي “جل جلاله” وكلم نبيه موسي من فوق جبلها . وكانت سيناء أيضا معبر للأنبياء عبروا من خلالها الي أرض مصر وأيضا سيناء كانت ومازالت وستظل دوما ممر الغزاة الي احتلال مصر .

سيناء هي بوابه مصر الشرقية وفي كثير من مراحل التاريخ فقدت مصر سيناء بالاحتلال  . وكان أخر إحتلال في العصر الحديث لها هو الإحتلال الاسرائيلي والذي انتهي بانتصارات السادس من أكتوبر وتم تحرير واسترداد سيناء  . ثم عقدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وبمقتضي بنود هذه الإتفاقية تتواجد القوات المسلحة المصرية بأعداد محددة  . وفي أماكن محددة ليس من بينها الشريط الحدودي والذي يفصل بين مصر من جهه واسرائيل وفلسطين من جهه أخري .ولذلك جاء ترسيم الحدود الدولية بين مصر والمملكة العربية السعودية في صالح الأمن القومي المصري وليس كما ينوه الفشلة والخونة .

ومازال يحذر الخبراء الإستراتيجيون من احتمالات الخطر بسبب الفراغ الأمني والسكاني والذي هو وضع سيناء الحالي . ولقد أدي بدوره الي تقسيم سيناء الي مناطق نفوذ قبلي فسكان سيناء الحاليون هم قبائل البدو التي استوطنت المنطقة منذ مدة طويلة   .

وكل قبيلة اتخذت لها منطقه تسكنها وتبسط نفوذها علي المناطق المحيطة بها والقانون السائد بين هذه القبائل هو القانون القبلي وليس القانون المصري   .

 

حتي عندما حذر الخبراء وطالبوا بالحاح بضرورة تعمير سيناء فالكثافة السكانية هي الحل الأمثل لأي احتلال محتمل .سارعت الدولة بتعمير سواحل سيناء بمجموعه من المنتجعات السياحية بطول السواحل السيناوية وهذا التعمير ضعيف وهش .

 

وظل وسط سيناء كما هو خالي ينعق فيه البوم والغراب وأصبح مرتع لتجار المخدرات .  والآن تقوم إسرائيل بالضغط الشديد علي الفلسطينين لدفعهم الي سيناء ليتم تفريغ غزه والقطاع من هذه الكثافة السكانية الهائلة  .

 

وسيناء ليست موطن بعيد للهجرة وبالتالي يصعب إعادتهم ثانيه الي غزه ويومها يكثر البكاء والنواح علي اللبن المسكوب علي غزة التي ضاعت علي الفلسطينيين وسيناء التي ضاعت علي المصريين لا قدر الله وما يحدث الآن في غزه خير دليل علي ذلك .

 

ولكنهم نسوا أن مصر بها خير أجناد الأرض فمهما حدث لن يتركوا أرضهم تنهم وهم فوق هذه الأرض .أم اليوم نأخذ هذه التحذيرات مأخذ الجد ويبدأ التحرك الفوري وعلي أعلي المستويات لتعمير واعمار سيناء وملئ الفراغ السكاني بها .

 

سيناء قلب مصر وهذا القلب يستحق التضحية فسيناء نبض يضخ الدماء ليحيا الوطن .

Exit mobile version