الدكتورة نجلاء نبيل تكتب : إعجاز نصر أكتوبر.. وطوفان المؤامرة

حروفي تقفز بي لعنان السماء لتراقب في صمت ملحمة شعب عظيم ساهم بكل قوة وثبات في حرب الشموخ والعزة حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان حيث انتصر فيها الحق على الباطل بقيادة الرئيس المؤمن القائد الشهيد محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام .

لقد كان اختيار الوقت اعجاز بحد ذاته لأنهم سخروا فيها الطبيعة لخدمتهم فكانت الساعة 2 بعد الظهر هي الساعة التي تعكس فيها الشمس شعاعها بأتجاه الجانب الإسرائيلي وساهم هذا بشكل كبير في تشويش الرؤية لديهم .

وايضا كان هناك دقيقتين يقف بها التيار المائي بالقناة فتم حساب كل هذا حتى لا تنجرف الزوارق البحرية والكباري المثبتة والتي سيمر عليها المعدات العسكرية .

بالفعل فأجد نفسي أمام أروع وأرقى قصيدة ممكن أن تصادف إنسان فوجب علينا أن يكون كلامنا على قدر الحدث ويحمل قضية عظيمة وهي الإنتصار المجيد على قوم صهيون .

وبما أن لكل مقام مقال فهذا المقام السامي لابد وأن يكون التعقيب عليه سامي أيضا .. ولسرد الملحمة بدقة ومن عظمة هذا التاريخ أنه ادخلنا الملحمة وكأننا شاركناهم الحرب في هذه المرحلة التاريخية .

والأن التاريخ يعيد نفسة ولكن بتغيير اسم الحرب وزمانها لكن المكان نفس المكان وكلنا بالسفينة سنبحر بها لشاطئ الأمان .

السفينة الأن أوشكت الوصول لمرساها المقدر لها وستفتح جميع الأبواب بعدما تظهر الحمامة حاملة معها غصن الزيتون .

فما يحدث الأن ماهو مؤامرة قذرة تجمعت بها قوى الشر جميعها ولولا رجال مؤمنون آمنوا بالله وصدقوا ماعهدوا الله عليه لما نجينا من هذا الطوفان .

الايمان بالله والثقة به ثم الثقة بجيش مصر خير أجناد الأرض هما سفينة نوح في هذا الوقت الذي عشناه .

كلما اشتدت علينا المحن تذكرنا الله وزادت ثقتنا به سبحانه وتعالى فهو القائل في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم :” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ” . صدق الله العظيم .

من يبحث عن النور في جوف الظلام هم حماة مصر من أبنائها المخلصيين المحاربيين بسلاحهم مهما كان هذا السلاح .

فمنهم من يحارب على الجبهة حامل للمدفع ومنهم من يحارب وهو حامل للقلم ومنهم من يحارب بقلبه وهو أضعف الايمان فهو كمن يزرع الورد في التربة السمراء القاحلة التي لا لون ولا ريحة بها فتنبت لنا أجمل أروع الألوان التي تبعث شذى عطرها بكل مكان .

العاشقون للأوطان دائما يتفانون ويضحون بكل نفيس لرفعت أوطانهم ولقد رأينا هذا بأم أعيننا من مظاهر الرضى والايمان على بدت على وجوه أسر الشهداء وعلى وجوه جنودنا على الجبهة وعلى وجوه الشعب الكادح المؤمن الراضي الصابر المحب لتراب بلده .

ما أعظم شعبك يااااااامصر هذا الشعب القوي في المحن المترابط وقت الشدائد .

ما أروع أن نري شعب يساند جيشه وجيش يحمي شعبه بكل الحب والإيمان .

هذا استثناء لم ولا ولن نراه إلا في أرض الكنانة مصر العظيمة .

وكل عام وكل مصر بخير ومن نصر لنصر .

اللهم احفظ مصر وأهلها وجيشها العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى