آراءمنوعات

حياتي

 

 

بقلم… وسام الجمال

 

مع شروق شمس اليوم رجل في الستين من عمره يجلس على كوبري قصر النيل حاملا للهم يفكر فيما مضي وفيما هو آت غالبا الدنيا سودا في عينه وفي خلال تفكيره وجد شاب تخطي الأربعين بقليل يقف على حافة سور الكوبري لم يتردد الرجل توجه ناحيته في هدوء سمع الشاب يتمتم بكلمات لم يستطيع توضيحها ومع اقترابه منه إذ بالشاب يحاول الصعود فوق حاجز الكوبري فيتشبس به الرجل مانعا اياه وبعد شد وجذب استطاع الرجل جذب الشاب الي الطريق مرة أخرى ليلقي بجسده عليه والشاب يكيل له السباب والشتائم.

لحظات عصيبه والرجل مستميت علي جسد الشاب يحاول ان يهدأ من روعه حتى هدا الشاب مع تجمع للناس ممن كانوا علي الكوبري او من نزلوا من سيارتهم.

حضرت الشرطة الي مكان التجمع ليجدوا الشاب محاط بالناس مابين تمتمات ونصائح من نوعية ايه ياعم هاتموت كافر ايه اللي حصل الدنيا مش مستاهله.

قام الظابط وكان شابا يبدو عليه أنه محترما باصطحاب الشاب والرجل الي قسم الشرطة لعمل محضر بالواقعة وإبلاغ المسئولين.

في اروقة قسم الشرطة احضر الظابط إفطار للشخصين وتركهم في غرفه وبدأ الرجل يحاول مع الشاب ان يتناول افطاره.

بدا الشاب يبكي ويحكي قصته دون طلب من الرجل قال له انا ليه عايش منتظر ايه من الدنيا طول عمري انخدع حتي في أقرب الناس لي.

لم يمر علي يوما هنيئا وكأني خلقت للعذاب قاطعه الرجل اذكر الله فالله لم يخلقنا للعذاب وكل مانمر به هو ابتلاء فمن صبر حصل علي الثواب ومن كفر حصل على العقاب اصبر يااخي.

كان الشاب من أسرة متوسطه توفي ابويه وتركوا له شقيقان كان هو الأكبر عمل بجد واجتهاد حتي انهيا تعليمهم في أرقى الجامعات. في حين نسي هو نفسه ولم يتزوج احتلا شقيقاه مناصب عليا في المجتمع كان الأول طبيبا والثاني مهندسا لكنه عين بالجامعه وبالطبع كان الأخ موظفا عاديا ظن انه بعد أن عمل في كذا مهنة من أجل توفير حياة كريمة لاخوته ان يقابلا هذا بالإحسان لكن هيهات لم يعد يعجبهما منزلهم الذي يوجد بأحد الأحياء الشعبية أرادا بيع البيت ليحصل كل شخص على نصيبه وبالفعل بدا في الحديث عن البيع مع شقيقهما الذي رفض رفضا قطعيا وبعد مناهدات تعرضا له بالسباب والشتائم ووصل الأمر حد الضرب بعد أن كانا يناديان عليه بكلمة الابوة.

عزت عليه نفسه وهو الذي ترك حياته بل وترك حياته التي كان يخطط لها مع حب عمره التي تركها ليتفرغ لاخوته لكن كان هذا المقابل.

هدا الرجل من روعه وقال له هذا حقهم فالناس لم تعد تقول لك شكرا على فعلك بل أصبحوا يقولون لم نطلب منك أن تفعل بيع البيت وخذ نصيبك وتزوج واعمل على نفسك وأثبت لهم انك الأفضل.

 

دخل الظابط فوجد الاثنان يضحكان فضحك معهم وقال للشاب اسمع كلام الرجل وانا لن احرر محضر اسمع كلامه واعمل علي نفسك فيما تبقي من حياتك ولا تخسر نفسك دنياو آخرة.

خرج الاثنان من الغرفة ليستوقفهما الظابط الا هو انا ماعرفت أسمائكما.

قال الرجل اسمي جرجس وقال الشاب اسمي محمد ضحك الضابط وقال للشاب منتظر عزومة الفرح قريبا واسمع نصيحة الخال جرجس. قال الشاب الان سأعيش حياتي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى