Uncategorized

د. عاطف محمد كامل يكتب : الحيوانات المنقرضة والمهددة بالانقراض ”الأسباب وكيفية حمايتها “

منذ ملايين السنوات كان هناك الكثير من أنواع الحيوانات والتي لم تعد موجودة الآن، ولا نجد إلا بعض الحفريات وبقايا أجسامها، وهذا يرجع لانقراضها، ومن الجدير بالذكر أنه في وقتنا الحالي هناك عدد من الحيوانات المُهددة بالانقراض، وإذا حدث هذا سوف يؤثر على نظام حياتنا، ومن خلال بعض الأبحاث تم التعرف على تلك الأنواع، وعلى أسباب انقراضها وكيفية حمايتها.
مفهوم الحيوانات المهددة بالانقراض
يُطلق مفهوم الحيوانات المهددة بالانقراض (Endangered animals) على أنواع الحيوانات المعرضة لخطر الزوال من الطبيعة، والاندثار لعدة أسباب أهمها موتها وانخفاض أعدادها حول العالم بشكل كبير ومفاجئ، أو فقدانها لموطنها البيئي.
أسباب تعرض الحيوانات للانقراض
يَزخر كوكب الأرض بالحياة فهو يضم آلاف الأنواع من الحيوانات الفقارية مثل: الزواحف، والأسماك، والطيور، واللافقاريات مثل: الحشرات، والقشريات، والأشجار، والبكتيريا، وغيرها الكثير من الكائنات الحية التي تعيش داخل أنظمة بيئية مُعقدة فمنذ بداية الحياة على الأرض انقرض العديد من الحيوانات وذلك لعدد من الأسباب، أهمها:

1. تدمير الموئل يُقوم البشر بقطع الأشجار والقضاء على الغابات في سبيل بناء المدن، وإقامة الطرق مُدمرين بذلك أماكن عيش عدد كبير من الحيوانات، والنباتات، والكائنات الحية الأخرى مما إدى إلى إختفاء هذه الغابات تدريجيًا بفعل القطع الجائر للأشجار.
2. التلوث البيئي يُمثل التلوث البيئي مشكلة حقيقية وكبيرة تؤثر مباشرة على التنوع البيئي ويظهر ذلك بشكل جليّ من خلال القمامة والأكياس البلاستيكية التي تتشابك مع النباتات البرية نتيجة لإلقائها بشكل عشوائي، إضافةً إلى هطول الأمطار الحمضية التي تُساهم في تدمير الغابات أيضًا، عدا عن تسرب النفط في المياه وتسببه في قتل النباتات والكائنات البحرية. وكذلك تصريف السموم في المجاري المائية كل هذا يُفاقم من مشكلة التلوث البيئي ويُهدد حياة الكائنات الحية.
3. التغير المناخي يؤثر على النشاط البشري بشكل سلبي ومباشر على المناخ، حيث يؤدي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الناتج عن عوادم السيارات، وعوادم المصانع التي تعمل عن طريق احتراق الوقود الأحفوري، بالإضافة لتسبب تحلُل النفايات في مكبَّات القمامة، وزيادة تربية المواشي إلى ارتفاع نسبة الميثان في الهواء. وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة التي تُساهم في ذوبان الجبال الجليدية الشاهقة بسبب الاحتباس الحراري؛ مما يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة احتمالية حدوث الفيضانات.
4. الصيد والاتجار غير المشروع اعتبر الصيد قديمًا أي في عصور ما قبل التاريخ من الأدوار المهمة إلى جانب حصد النباتات لبقاء الإنسان على قيد الحياة، لكن الآن يتعامل الكثيرين مع الصيد على أنه هواية ترفيهية إذ يُقتل الملايين من الحيوانات سنويًأ بسبب هذه الهواية، ومنها ما يُصاب ويموت بشكل بطيء من الألم. فهنالك أكثر من 300 نوع مهددة بالانقراض وفقاً للتقارير العالمية لجرائم الحياة البرية إذ يتم قتل ما يقارب 30.000 فيل، و 100 من النمور، وأكثر من 1000 من وحيد القرن سنويًا.
5.نقص التنوع الجيني يُعد نقص التنوع البيولوجي أحد الأسباب المهددة لانقراض العديد من الحيوانات فبمجرد أن تبدأ أعداد الحيوانات في التضاؤل يُصبح هنالك أعداد قليلة منها، أو الكائنات التي تحمل النوع البيولوجي النقي لها لذا يُفضل أن تتزاوج الكائنات من أنواع غريبة عنها للحفاظ على التنوع البيولوجي وعدم الزواج من نفس النوع أو ما يسمى بزواج الأقارب. لما له من مخاطرة عديدة مثل التعرض لخطر حمل صفات وراثية غير مرغوب فيها، وقابلية الإصابة بأمراض قاتلة، ومن الأمثلة الحية على ذلك الفهود الإفريقية التي تُعاني اليوم من تنوع جيني منخفض مما يقلل من فرصة بقائها على قيد الحياة.
6. الأنواع الغازية من الحيوانات يُعد النضال والصراع من أجل البقاء على قيد الحياة أسلوب مُتبع منذ قديم الأزمنة إلا أنه في بعض الأحيان تكون المباراة أكثر سرعة، وشراسة، وأكثر دموية، وأيضًا من طرف واحد فقط. على سبيل المثال إذا تم زرع نبات أو حيوان من نظام بيئي آخر في نظام ما من غير قصد عن طريق مضيف بشري أو حيواني يمكنه التكاثر بشكل عشوائي حيث يعمل على مزاحمة الكائنات الأصلية في النظام ويُساهم في إبادتها وزوالها.
7. نقص في الطعام يُعد نقص الطعام والمجاعة الجماعية الطريق الأسريع والأكيد للانقراض خاصة وأن الكائنات الحية التي تعاني من الجوع تكون معرضة للأمراض والافتراس بشكل أكبر من غيرها من الكائنات مما يؤثر بصورة مباشرة وكارثية على السلسلة الغذائية. الجدير بالذكر أن العلماء قد وجدوا أخيرًا طريقة للقضاء على داء الملاريا من خلال إبادة كل البعوض على وجه الأرض للوهلة الأولى يبدو بأنه خبر ساراً للغاية، لكن عند التفكير بتأثير ذلك على بقاء باقي الكائنات التي تتغذى على البعوض كالضفادع، والحيوانات التي تتغذى على الضفادع.وهكذا حتى أسفل السلسلة الغذائية يستحق إعادة التفكير من أجل إيجاد حل آخر دون تهديد حياة الأنواع. حيوانات معرضة للانقراض هناك مجموعة من الحيوانات التي بحاجة لحمايتها من الانقراض إذ يوجد حاليًا على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة ما يقارب 41.415 نوعاً منها 16.306 نوعاً مهدد بالانقراض، وهو في ارتفاع وازدياد عن الأعوام السابقة حيث تُصنف هذه الأنواع على أنها مهددة بالانقراض إذا انخفضت أعدادها بنسبة تتراوح ما بين 50% إلى 70%.
الأنواع المهددة بالإنقراض في مصر 
منذ 1995 وحتي الأن تم القيام بعدة محاولات من قبل جهات محلية مختلفة من أجل إجراء تقييمات شاملة علي المستوي الوطني بشأن القائمة الحمراء للمجموعات التصنيفية المختلفة داخل وخارج المحميات فى مصر، ولكن كافة تلك المحاولات لم يتم توثيقها علي المستوي الدولي لدي وحدة القائمة الحمراء بالإتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) نظراً لعدم إتباعها المعايير الدولية المتعارف عليها (إلا القليل من التقييمات التي مر عليها العديد من السنوات وتحتاج لتحديث). ومن خلال البيانات المتوافرة بنهاية عام 2016 علي موقع القائمة الحمراء بالإتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، فقد تم تحديد حالة التهديد لبعض المجموعات التصنيفية للكائنات الحية بمصر وهي علي النحو التالي: الحيوانات (1952 نوع)، والنباتات (226 نوع)، والطيور (381 نوع)، والحشرات (1336 نوع).
و فيما يلي أكثر 10 أنواع مهددة بالانقراض:
الغوريلا وهنالك نوعان رئيسيان من الغوريلا الشرقية والغربية إلا أن هنالك 3 من كل 4 أفراد مُصنفة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة. ويعود تراجع أعدادها في الغالب إلى الصيد الجائر، وفقدان الموائل، والمرض، بالإضافة لكونها من أكثر الحيوانات التي تتعافى ببطء، كما تتمتع بمعدل إنجاب منخفض حيث تلد الإناث مرة كل 4 إلى 6 سنوات أي قد تتكاثر الأنثى الواحدة ثلاث أو أربع مرات خلال حياتها فقط.
وحيد القرن يتعرض حيوان وحيد القرن للصيد الجائر بسبب أنفه المميز الذي يُستخدم في الطب الصيني التقليدي ويُعد وحيد القرن الجاوي هو أكثر الأنواع المهددة بالانقراض حيث يتراوح عددها حالياً ما بين 46 إلى 66 فرداً وجميعهم يقطنون في حديقة أوجونج كولون الوطنية في إندونيسيا.
السلاحف البحرية يتعرض نوعان من السلاحف البحرية لخطر شديد من الانقراض وهما سلاحف منقار الصقر (Hawksbill Turtles)، وسلاحف كيمب ريدلي (Kemps Ridley Turtles)، أما السلاحف جلدية الظهر Leatherback Sea Turtles) تُصنف أيضًا بأنها معرضة للخطر. حيث يُعد الصيد أحد أكبر التهديدات للسلاحف البحرية فيتم استهداف لحومها، وجلودها من قبل الصيادين، كما أنها مُعرضة لفقدان موطنها، والتلوث، وتغير المناخ. وتُحدد درجة الحرارة الرمال جنس صغار البيض في السلاحف فكلما كانت درجة الحرارة أكثر دفئاً يعني أن هنالك إناثاً تنمو داخل البيوض. مما يوضح أيضًا أن أي تغييرات على درجة الحرارة العالمية قد تؤثر في النسبية ما بين الجنسين علاوةً على أن ارتفاع مستوى سطح البحر قد يؤدي لاختفاء شواطئ التكاثر تحت المياه.
الحوت الأزرق تُعد الحيتان الزرقاء من أكبر الحيوانات على كوكب الأرض؛ إلا أنه يوجد في الوقت الحالي أقل من 25 ألف حوت حول العالم حيث تعيش في جميع المحيطات حول العالم باستثناء القطب الشمالي، وقد انخفض عددها بنسبة تصل إلى 90% بسبب صيدها الجائر في القرن العشرين، بالإضافة لخطر تعرضها للاصطدام بالسفن، ووقوعها في شباك الصيد.
الباندا العملاقة تُعرف الباندا العملاقة بأنها من الحيوانات العملاقة الجذابة فالجميع يحب الباندا لمظهرها الخارجي اللطيف، وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض إلا أن أكبر تهديد للباندا العملاقة هو البشر، وتدمير الموائل، وتعرضها للمجاعة حيث بلغ عددها في موطنها الأصلي الصين 2500 فرد.
النمر السيبيري يُعتقد أن الصيد الجائر للنمر السيبيري أكبر خطر يُهدد حياته للاعتقاد السائد بأن عظامه وأعضائه تتمتع بقدرات علاجية سحرية، إضافةً إلى قطع الأشجار، وحرقها، وتقليص أعداد الموائل لمثل هذه الحيوانات التي تحتاج إلى مساحات عشبية واسعة لتتغذى حيث بقي عام 2014م أقل من 4 آلاف نمر في البرية؛ وبالتالي حظرت الصين الصيد الجائر والاستهلاك للحيوانات المهددة بالانقراض.
النمر سومران: يتواجد هذا النوع من النمور في سومطرة، والتي تتواجد بأعداد أقل من 400 نمر، وهي من الحيوانات المهددة بالانقراض الآن بسبب إزالة الغابات، وتعرض هذه النمور إلى الصيد.
الفيل الآسيوي يبلغ عدد الأفيال الآسيوية ما يقارب من 40 إلى 50 ألف موزعة على 13 دولة وقد يكون عددها تناقص في الوقت الراهن، يقطُن 50% من الفيلة الآسيوية في الهند وفي أنحاء آسيا الأخرى مما يخلق صراعات على المساحة والموارد، وعلى الرغم من أن أنيابها صغيرة مقارنة بنظيراتها الإفريقية، إلا أنه لا تزال تُصطاد من أجل العاج، ولحومها، وجلودها.
أورانجوتان أوإنسان الغاب يعد إنسان الغاب واحدًا من أندر الحيوانات بالعالم، ويُشبه إلى حد ما الشامبنزي والغوريلا وهو أيضاً من أكبر الثدييات المعروفة بقدرتها المعرفية الكبيرة، حيث ينحصر وجودها في جزيرة سومطرة وبورنو في جنوب شرق آسيا، ويصل عددها الآن إلى أقل من 60 ألف وفقاً لدراسة أُجريت عام 2004م. تعيش قرود إنسان الغاب في مجموعات كبيرة مُتنقلة بين الأشجار، ويُرجح تعرضها لخطر الانقراض إلى هوس الناس باصطياد الحيوانات الأليفة الغريبة وإزالة الغابات وتدمير البيئات الطبيعية.
حيوان الكسلان: يسمى أيضًا بثلاثي الأصابع، ويُعرف بأنه أبطأ حيوان على سطح الارض، ويتواجد في جزيرة معزولة في منطقة البحر الكاريبي تسمى بجزيرة إسكودو دي فيراغواس، وهو من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب تدمير أماكن سكنها.
الحصان برزيوالسكي: يُعدّ من آخر سلالات الخيول البرية التي ما زالت على قيد الحياة، وهو من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب القبض عليها من قبل البشر، وجعلها تتزاوج مع نوع مختلف من الخيول.
ونتيجة انقراض الحيوانات فإن هناك نتائج سلبية لانقراض الحيوانات، إذ أن هذا الانقراض يؤدي إلى تعطيل النظام والتوازن البيئي للأرض، ويصبح مختلفًا عن الطبيعي، فعلى سبيل المثال، أدى الانخفاض في أعداد حيوان الكوجر إلى الزيادة الهائلة في أعداد الغزلان، وبالتالي أكلت الغزلان كمية أكبر من النباتات، ونتج عن هذا تغير مسار الجداول المحلية وانخفاض التنوع البيولوجي العام، وهكذا. 
ولحماية الحيوانات من الانقراض يقع على عاتق كافة البشر حماية الحيوانات من الانقراض، فيما يلي بعض الطُرق التي يُمكن اتباعها لذلك: 1.التثقيف والوعى لأفراد المجتمع المحلي حول الحيوانات المعرضة للانقراض في المنطقة. 2.إعادة تدوير الأشياء، وشراء المواد المستدامة. 3. زرع نباتات محلية. 5.ترشيد استهلاك المياه. 6. التنقل مشيًا على الأقدام واستخدام المواصلات العامة بدلًا من السيارات الخاصة. 7. تجنب شراء الأدوات البلاستيكية واستهلاكها. التطوع وتشكيل حملات توعوية للحفاظ على البيئة البرية في المنطقة. 8. الحصول على رخصة صيد محدد بها النوع والجنس والأعداد من الجهات المعنية والأتزام بها وتشديد العقوبات. 9. البحث عن بدائل للمبيدات الحشرية والآفات لما لها من أضرار على التربة والبيئة.10 الاحتفاظ بفضلات الحيوانات الأليفة بعيدًا عن مصارف الشوارع، لأنها في الغالب ما تنصرف في الأنهار، البحيرات أو المحيطات.11 عدم شراء المنتجات التي يدخل في صناعتها أحد الأنواع المهددة بالانقراض مثل العاج، المرجان وصدفة السلحفاة.

بقلم ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم
منذ ملايين السنوات كان هناك الكثير من أنواع الحيوانات والتي لم تعد موجودة الآن، ولا نجد إلا بعض الحفريات وبقايا أجسامها، وهذا يرجع لانقراضها، ومن الجدير بالذكر أنه في وقتنا الحالي هناك عدد من الحيوانات المُهددة بالانقراض، وإذا حدث هذا سوف يؤثر على نظام حياتنا، ومن خلال بعض الأبحاث تم التعرف على تلك الأنواع، وعلى أسباب انقراضها وكيفية حمايتها

زر الذهاب إلى الأعلى