آراء

الاعلامى محمود عويض يكتب حكاية فى كلمتين .. البقسماط فى الشاى

يعيش المرء أسير ذكرياته اما أن تكون جميلة تسعده أو تكون غير ذلك فتجعله يشعر بمرارة الايام تذكرت وانا جالس أشاهد بعد مقاطع للفنان نجيب الريحاني شريط ذكرياتى ووقفت عند عدد من المحطات والتى ربما تم حفرها على جدران القلب فأصبح من الصعب إزالتها حتى بالجراحة

تذكرت اغنية للملحن محمد الموجى فنجان شاى مع سيجارتين مابين العصر و المغرب لم افكر كثير فى الكلمات بقدر ما فكرت فى اللحن أنه محمد الموجى ياسادة اخذنى قطار الذكريات لعدد من المحطات التى تعلو بالنفس البشرية بشعور مرهف احساس غاية فى الرقى والادب والأخلاق والقناعة

تذكرت اللحظات الأولى فى مكتب الباشكاتب وهو منصب المدير العام المالى والادارى فى مؤسسات الحكومة من القرن الماضى والذى استمر حتى الان فى بعض الشركات
لم انسى اللحظة الأولى وانا ادخل مكتب الباشكاتب بعد اخطارى باننى الاول فى الاختبارات ولابد من الحضور لاستلام العمل ولك ان تتخيل الشكل العام وهيئة الباشكاتب ملامح الوجه تبدو عليها الجدية والصرامة ممتلىء الجسم بكرش يفكرنى بالفنان محمد رضا حتى فى حركاته

هذا المكتب الذى بدء فيه الفنان نجيب الريحاني والذى نعود اليه فى السطور القادمة البيه الباشكاتب أصدر تعليماتة لموظف شؤن الأفراد باستلام العمل مع المتابعة وكتابة تقرير صلاحية خلال الشهور الأولى

لم أعرف طبيعة عمل الباشكاتب فى المكان ولكن هو الوحيد الذى كان يتناول بقسماط مع الشاى وكنت اعتبرها جزء من العمل فهو الوحيد الذى كان يتناول بالقسماط بالشاى
لحظات مرت عليا وانا انظر إلى هذا الباشكاتب وهو يمسك البقسماط ويضعها فى كوباية الشاى بكل عظمة وخيلاء وحرص

الأحلام والأفكار تتصارع فى راسى وخيال صعب هل يتحقق الحلم فى يوم من الايام وان اجلس فى هذا المكان وانا اتناول البقسماط مع الشاى

وهل سياتى اليوم على اولادى واحفادى ويفخرون بى فى زيارتهم مع الأصدقاء وهم يرونى فى هذا المكان وبهذة العظمة

مرت السنوات سريعا ولم اجلس فى هذا الكرسى ولم اتناول البقسماط بالشاى رغم اننى عاصرت عشرات ممن جلسوا فى هذا المكان

تذكرت هذة الايام من ساعات وتذكرت مدير من الشباب يحمل امال وطموحات وافكار التطوير وهو يبحث عن مركز مالى جيد يبحث عن موارد ليستمر فى تطوير خطوط الانتاج يستخدم خبرات السنين ويحمل سلاح العلم والدورات والسفر فى بعثات للدول الاوربيه لياتى بعد سنوات بأفكار جديدة ربما تكون سبب فى إنقاذ المكان والكيان

هل تتذكرون فيلم ابو حلموس لنجيب الريحاني عندما كان يقول على ناظر الدايرة الفنان العظيم عباس فارس أنه حرامى وحمار حتى فى السرقة حمار

حبل الخروف وغسيل ونظافة الخروف و إزالة البياض القديم وكام سكينة معجون لزوم الحيطان هذا الافيه الظريف والذى عاش معنا سنوات كثيرة خرجت من نفس وشكل المكان مشابه لمكتب وكرسي هذا الباشكاتب والذى انشغل طوال حياتة بالسؤال عن البقسماط كل صباح لم يهتم بمصاريف الصيانة وتخفيضها ولم يهتم بإعداد دورات لتدريب العمالة ولم ينشغل بزيادة الموارد المالية وفتح أسواق جديدة امام المنتجات ولم يهتم بتحديث أو تطوير شكل العبوات لم يهتم برقابة صارمة على المخازن أو مراجعة دقيقة للمشتريات لم يهتم بمراقبة وسائل التقل حتى اصبحت التكلفة الأكبر فى عوامل الانتاج هذا الباشكاتب لم يهتم بالاجور والتى وصلت عشر أضعاف وفوائد البنوك بالملايين واصبح الكيان فى خطر ويحتاج معجزة فى ظل وجود منافسة شرسة فى السوق المحلى ووالذى لم يشغل باله سوى بالبقسماط المحمص وطعمة فى الفم

لم يشغل بالة سوى بتقرير الكفائة يستخدم لترقية الفاشلين والمطبلاتية واصحاب الذمم الخربة بل بالعكس كل من هو بعيد عن الباشكاتب ودرس وطور من نفسة اصبح مشكله لهذاالباشكاتب ولابد من اقصائة بل بالعكس اى افكار جديدة لابد أن تكون هى افكار الباشكاتب وتم تفعيلها من قبل ولم تكن ذات فائدة فلا مكان لاصحاب الافكار

والمبدعين بل بالعكس ربما يكون تقرير الكفائة ضعيف ولا يصلح اصحابها لاى منصب لكل مدير صاحب فكر ورؤية أن يعيد دراسة وضع هذا الباشكاتب وان يفتح ابواب مكتبة امام الطاقات الشابة فللاسف اغلب المديرين العموم فى الشركات والمؤسسات هم الباشكاتب تعرفهم من الوهلة الأولى من البقسماط والشاي

للاسف الشديد رغم مرور هذة السنوات لم أحقق حلم اليوم الأول وهو مكان الباشكاتب ولكن بدون بقسماط أو شاى ولكن بافكار ورؤية جديدة لدعم الدولة ومساندة الادارة الجديدة للنهوض والمحافظة على الكيان زيادة الارباح وزيادة الأجور وزيادة بدل الوجبة والحوافز وزيادة الخدمات وتولى المرأة مناصب قيادية ورعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وإنشاء مدارس صناعية لدراسة المنتج والاستفادةبهم فى الموسم كطلبة تدريب لسد العجز من الفنيين ودعم الأنشطة الرياضية وفى المقابل زيادة وجودة الانتاج وخفض التكلفة وعمل الصيانة المطلوبة وزيادة مدة التشغيل بحيث لاتقل عن ٣٠٠ يوم فى السنة وتحقيق اعلى إنتاجية باعلى جودة والاستغلال الامثل للاصول المعطله والاستفادة من المخلفات

لابد من التخلص من اصحاب الافكار القديمة فخبراتهم لا تتعدى ساعة صفا مع البقسماط والشاي وسماع تقرير ربات البيوت والتوجية لتربية الفراخ والوقوف بطابور العيش وخدمة الاولاد والمدام

شكرا لاصحاب الفكر والقادرين على مو اجهة الصعاب بافكار وبر امج عمل لانقاذ الشركات والمؤسسات التى هى ملك الدولة حفظ الله مصر وقيادتها وعمالها الأوفياء

زر الذهاب إلى الأعلى