آراء

مش إبن حرام 

 

بقلم : وسام الجمال

 

طوال حياته التي عاشها في دار الايتام التي نشأ بها كان هذا اليوم هو أسعد أيام حياته بعد تلك المعاناة التي تحملها.

ها هو اليوم يتخرج من الجامعة ليبدأ حياته العملية.. وبالفعل التحق للعمل مدرسا للغة الانجليزية بإحدى المدارس.. مرت أيام في عمله سعيدة بعد أن تعرف على زميلته مدرسة اللغة العربية وتوطدت العلاقة بينهما.. حتي صارت حبا.

فضل رغم قلقه أن يصارحها بأنه خريج إحدى دور الأيتام لكن ذلك لم يعنها.. وأخبرته ما يهمها هو ما استطاع أن يحققه وأنه حقق ذاته بنفسه وجهده.. شجعته كلماتها علي أن يطلبها للزواج فسعدت بذلك ورحبت به وتم الاتفاق علي موعد زيارة أهلها لطلب يدها.

ذهب أحمد الي منزل محبوبته مني في الموعد المحدد وجلس مع والدها الذي ما إن علم أنه خريج دور الأيتام رفض بل وطرده من المنزل مما آثار حفيظته.. في حين رفضت منى معاملته السيئة لأحمد .. وحاولت أن تشرح لوالدها الذي أصر علي قوله “ده إبن حرام”.

خرج أحمد ومعه زميله محمد الي الشارع يقتله القهر والمذلة من كلمات والد مني.. ويحاول محمد تهدئته دون جدوى.

ظل أحمد مكسورا مكتئيا حتى سيطرت عليه فكرة الانتحار مما جعل محمد يلازمه.. ويحاول التحدث معه حتي لمعت فكرة في رأس محمد.. لماذا لا يحاول إستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن أسرة أحمد.. وظل يلح على احمد حتى أقنعه بالفكرة مما جعله يذهب إلى دار الايتام ويحضر صوره وهو طفل وقت حضوره الدار وبالفعل قام بوضع الصور علي مواقع التواصل هو ومحمد ومني في محاولة يائسة للعثور علي أهله.

كلما مرت الايام زاد يأس أحمد حتي كان يوما يغادر المدرسة التي يعمل بها فصدمته سيدة كانت تسير بسيارتها مسرعة مما تسبب في إصابته باصابات خطيرة نوعا ما وتم نقله للمستشفي ولم تتركه السيدة التي صدمته.

وتكفلت بعلاجه مما جعله يتراجع عن تحرير محضر ضدها.. وأصبحت هذه السيدة تطمئن عليه يوميا وصارت بينهما صداقة علي الرغم من أنها تخطت الخمسين من عمرها.

خرج أحمد من المستشفى بصحبة هالة التي صدمته بالسيارة ودعته لاحتساء القهوة في إحدى الكافيهات فوافق.. وعندما جلس معها أعطته هاتفا جديدا بدلا من الذي كسر منه في الحادث فرفض ثم وافق تحت اصرارها الشديد.

اخذ الهاتف وفتحه بعدما وضع الخط فيه وقام فورا يفتح مواقع التواصل لاحظت هاله بحثه عن شيء هام في الهاتف سألته حكي لها حكايته بملخص سريع.

اخذت منه الهاتف لتنظر الي تعليقات الناس علي صوره لكن كانت الصدمة التي أصابت هالة قالت له أنت هذا الطفل أنت متأكد وظهرت عليها علامات الارتباك واستأذنته للحظات ثم عادت وقالت له رب صدفة خير من ألف ميعاد ازيك ياعلي عامل ايه.

استغرب أحمد من كلامها فقالت له ستعلم الان.

ماهي إلا لحظات حتي دخل رجل يبدو عليه الوقار وسيدة جميله لكن يبدو عليها علامات الحزن الشديد.

وبدأوا في الحديث مع هاله وطلبوا من أحمد التوجه معهما وعلامات التعجب علي وجهه.

ذهب معهم أحمد الي منزل عبارة عن قصر تقريبا دخل الجميع وبدوا في وضع صور في يد أحمد الذي أصابه الذهول أنه هو علم أحمد أن هذا بيته وهذا والده ووالدته بدأت رحلة التعارف بين الجميع من هنا بدأت الحكاية حيث علم أحمد انه تاه من والدته في إحدى الأسواق وهو صغير.

تم إنهاء الأوراق الخاصه لعودة احمد الي أسرته وكان اول شيء طلبه منهم الذهاب الي منزل مني وطلب يدها وافق والد مني عندما علم ان احمد له اهل.

وقف احمد الذي أصبح اسمه علي أمام والد مني قائلا له أنا مش ابن حرام.

مشكلتنا في مجتمعنا ان ربيب دور الأيتام ابن حرام دون النظر لأسباب اخري ليكون من روادها أن المجتمع ظلم اليتيم حتي قهره فقهر المجتمع كله.

زر الذهاب إلى الأعلى