آراءمنوعات

أواخر سبتمبر

 

كتب… وسام الجمال

 

 

القي بنفسه من شرفه منزله بالدور السادس فسقط جثة هامدة في وسط الشارع، بعد أن ظل يهذي بكلمات غير مفهومه ولم يحاول من حوله أن يعي ما يقول، فقد كانت أصوات ضحكاتهم تعلو فوق صوت هذيانه

حضرت الشرطة ومعها الإسعاف لكنهم حملوه مفارقا للحياة بينما تم القبض علي من كانوا معه حتي ثبت من التحقيق أنه من القي بنفسه.

مرت ايام عديدة علي وفاة أحمد وأهله يبحثون في أوراقه التي كان يعتني بها دائما حتي عثروا علي خطاب موجه لشخص ما لكن لم يتم إرساله وكتب فوقه عباره حياتي.

قاموا بفتح الخطاب وبدوا في قرائته وكانت البداية بسم الله الرحمن الرحيم حياتي ليس لها معنى.

عندما ولدت فرح بي والدي ووالدتي فرحا شديدا ودللوني ايما دلال حتي رزقوا بغيري لكن الحال لم يتبدل معي حتي وفاة والدتي وانا في سن مبكر. وكانت هنا الصدمة لاني رغم صغر سني اعرف معنى الموت فلقد قراءت عنه بحكم دراستي

مرت الايام والسنين وانا اخشي الموت لقد كان هاجسا يخيفني بسبب الفراق الذي يدمي قلبي.

بعدما بلغت الثلاثين من عمري توفي والدي وكنت قد تزوجت وانجبت أيضا لكني وقتها شعرت بفقدان الروح فقدان أهم شيء في حياتي.

مرت الايام والسنين وانا أشعر برغبتي في الانتهاء من حياتي التي لم يصبح لها معنى بفقدان كل من كانوا حولي بداية من آلام والاجداد حتي الاب والاعمام والاخوال.

في تلك الفترة تعرفت علي الكثير لم أجد معني الامومة حتي جاء يوم ٢٤ سبتمبر اليوم الذي رأيتها فيه تمنيتها أحببتها التقيتها بعد فترة عشت معها اشهر كانت تشعرني بأني اعيش مع أمي كانت تحتويني وتحنو علي كنت اعشقها احسستها امي وابنتي واختي وحبيبتي باختصار كانت العمر والروح الضائعه.

بعد تعارفنا باشهر عدة بدأت تدب بيننا خلافات يسيرة تجاوزناها كثيرا لكني أصبحت أشعر بالخوف فكل الشواهد تقول انها ليست لي هي أيضا تصاب بالخوف وتنقل لي هذا الخوف في نبرتها في كلامها في حديثها.

لا أعلم اهي لي أم لا لم أكن أتخيل حياتي بدونها ووسط هذا الخوف قررت أن انهي حياتي قررت أن انهي خوفي فانا اجبن من أن أراها تعيش مع غيري وليست لي.

قررت أن انهي حياتي قبل قدوم الذكري الاولي للقائي بها فلقد كان ماحدث بيننا في أواخر سبتمبر حياة جديدة ليست لي.

اليوم سانهي حياتي او غدا على اكثر تقدير.. فان فعلت ارسلوا لها خطابي او استدعوها لتقرئه وتعلم ان الخوف الوحيد الذي أصابني كان خوفي من فقدانها.

زر الذهاب إلى الأعلى