أهم الأخبارالدولةالعمال

عادل عبدالصبور يكتب .. عودة الروح

على مر الزمن كان الإتحاد العام لنقابات عمال مصر درعاً واقياً للوطن، مدافعاً عن أمنه القومي واستقراره، داعماً لمسيرات البناء والتقدم.
خاض الإتحاد العام معارك ضارية منذ تأسيسه في ٣٠ ينايرعام ١٩٥٧ من أجل الدفاع عن حقوق العمال والحفاظ على مكتسباتهم التي حصلوا عليها في ظل ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢ ووحدة التنظيم النقابي وضد القوى الرجعية وخفافيش الظلام، وأعداء الوطن في الداخل والخارج الذين أرادوا الخراب والدمار لمصرنا العزيزة.
يشهد التاريخ أن هذا الصرح العملاق ضم بين جدرانه قيادات وقامات نقابية وطنية من طراز فريد قلما يجود الزمان بمثلهم، كان لي الشرف أن التقيت بأغلبهم واقتربت منهم وتعلمت وتتلمذت على أيديهم، لذا حزنت حزناً شديداً ككل أبناءه بسبب ماتعرض له من هزات عنيفة في أعقاب أحداث ٢٥ يناير عام ٢٠١١ التي أصابته بالشلل ونالت من كبرياءه واستقراره حتى أصبح أشبه بالمريض طريح الفراش الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال السنوات الخمسة الماضية بعد أن تمكن المرض من جسده، خاصة وأن العلاقات الوطيدة التي كان يتمتع بها دائماً مع كل من يتولى حقيبة وزارة القوى العاملة تبخرت وتحولت إلى حروب باردة دفع ثمنها العاملين بمؤسساته، وكان أكثر المتفائلين يتمنى الإحتفاظ بما تبقى من الجسد الذي أكله الدود أو تآكل بفعل عوامل التعرية.
لكن لأنه صرح عملاق، عريق، شامخ فهو يمرض ولا يموت، فشاءت إرادة الله أن تدب الروح في جسد الإتحاد على يد فارس مغوار ملثم جاء من بعيد على حصانه يتولي منصب الأمين العام، يشهر سيفه، ويقتحم الأزمات ويفك الإشتباك ويصحح الأوضاع في وقت وجيز لم يتعد خمسة أشهر لتتحسن أحوال الإتحاد العام ثم يتم إنتخابه رئيساً للإتحاد، ولم تمر إلا أيام قليلة ويتولى حقيبة وزارة القوى العاملة ليتحقق الحلم الذي كان يراودنا ويراود كل عمال مصر بعودة العلاقات الوطيدة بين اتحاد العمال ووزارة القوي العاملة ويعود الوفاق والتعاون بينهما وأن يتمتع التنظيم النقابي بوحدته، وترابطه، وقوته.
تولي الأستاذ حسن شحاته حقيبة وزارة القوي العاملة يعيد الأمل لعمال مصر وتنظيماتهم النقابية في عودة الإتحاد إلى سابق عهده
اتحاد قوي، متماسك، فاعل خاصة بعد ضخ دماء جديدة من القيادات المشهود لهم بالسمعة الطيبة والنشاط والحيوية والإمكانيات والطاقة الإيجابية والطموح يتقدمهم الأستاذ محمد جبران رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول الذي تولى منصب رئيس الإتحاد والأستاذ عيد مرسال رئيس النقابة العامة للعاملين بالزراعة الذي تولى منصب الأمين العام والأستاذ هشام رضوان رئيس النقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمي الذي تولى منصب أمين صندوق الاتحاد بالإضافة إلى القيادات القديمة الذين يمثلون الخبرة والحكمة.
هذا المشهد أعاد بي الذاكرة إلى رواية الأديب الكبير توفيق الحكيم (عودة الروح) التي كتبها في أعقاب ثورة ١٩١٩ عندما كان يدرس بفرنسا ونشرها عام ١٩٣٣ حيث تجلت في الرواية الروح الواحدة متمثلة في أسرة واحدة جسدت صفات الشعب المصري عندما مرت بمحنة مر بها الشعب بمرحلة المخاض التي عاشها عام ١٩١٩ فصارت كالجسد الواحد الذي عادت إليه الروح في مواجهة اللحظات الفارقة
ملتفين حول رمز واحد هو زعيم الأمة سعد زغلول.
تمنياتي لمعالي الوزير حسن شحاته وكل قيادات الإتحاد العام بالتوفيق والسداد وأتمنى عودة الروح لهذا الصرح الشامخ في ظل وجود هذه الكوكبة المميزة التي تمتزج بالخبرة والحيوية وليكن شعارنا جميعاً خلال هذه المرحلة ( كلنا نعمل من أجل وحدة التنظيم النقابي).

زر الذهاب إلى الأعلى