كتب: فتحي حسين
أجمع خبراء الكرة المصرية من قبل علي ان فريق نادي الزمالك بوضعه في الدوري الماضي لا يمكنه المنافسة علي البطولة بسبب غيابات اكثر نجومه تميزا عن الفريق مثل رحيل بن شرقي وفرجاني ساسي ومصطفي محمد ومصطفي فتحي وطارق حامد وابو جبل واونجم او برحيل مدربه الكفء باتريس كاترون ,كل هذا مع ايقاف القيد المحلي , خصوصا مع الأزمة المالية الطاحنة التي كانت تضرب النادي. مر الزمالك في الموسمين الماضيين بظروف صعبة للغاية مع إيقاف مجلس مرتضى منصور وتعيين عدة لجان مؤقتة والحجز على أرصدته في البنوك، وعدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم المالية, الا انه في مطلع مارس الماضي فاجأ مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة مرتضى منصور الجميع بالإعلان عن التعاقد مع البرتغالي جوسفالدو فيريرا، البالغ من العمر 76 عاما، ليكون المدير الفني الجديد للفريق الأبيض، خلفا للفرنسي كارتيرون, وكان فيريرا مدربا للزمالك من قبل ورحل عنه في 2015 بعد خلافات مع الإدارة وقتها، خصوصاً رئيس النادي مرتضى منصور، رغم فوزه بالثنائية المحلية الدوري والكأس!
خلال تواجده مع الزمالك أطلقت الجماهير على فيريرا الكثير من الألقاب، لكن يبقى أشهرها البروفيسور، وكانت ترفع لوحات في المدرجات بهذا اللقب تكريما للمدرب الكبير. كما اشتهر فيريرا بين جماهير الزمالك بلقب «جدو فيريرا» احتراما لعمره الكبير، بل وكانت الجماهير تغني له أكثر من أغنية بها كلمة جدو احتفاء به وتقديرا لجهوده في صناعة المعجزة بالفوز بالكأس والدوري مرة اخري للزمالك . ورغم تأكيد مرتضى منصور رئيس الزمالك أن ما حدث مع الفريق تحت قيادة فيريرا يعد “معجزة ربانية” ,في ظل الظروف التي لا يتحملها أي فريق في العالم ! الا ان الفريق فاجأة جميع التوقعات وحصل علي البطولة الاكبر في مصر وهي الدوري !
ومع إعادة فيريرا مرة أخرى للزمالك خرجت الاشاعات والانتقادات للإدارة البيضاء مع تقدم البرتغالي في السن، وكذلك النقص الواضح في قائمة الفريق مقارنة بحقبة المدرب السابقة, وتسلم فيريرا الزمالك وهو على أعتاب الخروج من دوري أبطال أفريقيا ولم تكن هناك فرصة لإصلاح الوضع، كما أن نتائج الزمالك وقتها كانت متراجعة، حتى أن الأبيض كان يحتل المركز الثالث في الدوري الممتاز رغم أنه لعب مباراتين أكثر من الأهلي المتصدر وقتها! الا ان المعجزة التي صنعها فيريرا لنادي الزمالك وللكرة المصرية تدرس في ملاعب الكرة العالمية بلا شك خاصة عندما استعان بشباب صاعد واجري تغيرات في مراكز ليحيا خط الوسط والهجوم مجددا ,فلجأ فيريرا لتصعيد سيد نيمار ويوسف أسامة نبيه وحسام عبد المجيد والحارس محمد نديم وغيرهم، فيما غير مراكز بعض اللاعبين كقلب الدفاع محمد عبد الغني الذي اعتمد عليه في مركز الوسط المدافع, كما استعان بالتونسي حمزة المثلوثي في قلب الدفاع رغم أنه ظهير أيمن، وبعد رحيل أشرف بن شرقي تحول أحمد سيد زيزو من الجناح الأيمن إلى الجناح الأيسر, وتذبذبت نتائج الزمالك في الدوري حتى أنه خسر مرتين متتاليتين أمام انبي وطلائع الجيش في الجولتين 18 و19 ووقتها باتت المنافسة على لقب الدوري حلما يبدو صعب المنال لدى جماهير الزمالك, وبعد الهزيمتين كان على الزمالك مواجهة الأهلي في الجولة 20 من الدوري، ورغم الغيابات العديدة في صفوف الزمالك فإنه نجح في الخروج متعادلا 2-2، بل وكان قريبا من الفوز بعدما تقدم بهدفين لهدف !بعد تلك الدفعة المعنوية العالية نجح الزمالك في تحقيق 10 انتصارات متتالية ليتصدر ترتيب الدوري ببراعة، خاصة بعدما هزم منافسه المباشر بيراميدز بثلاثية نظيفة!
وتلك البطولة كما يقول الخبراء هي بطولة حلال بعد تطبيق تقنية الفار الحديثة في الدوري وحصدها الفريق بالتعب والكد والكفاح المرير بعد تحدي صعاب وازمات لا يمكن تخيلها لاي فريق او اي منطق وخلال تلك الفترة واصل الزمالك مسيرته في نسخة الموسم الماضي من كأس مصر والتي استكملت هذا الموسم، ووصل للمباراة النهائية حيث واجه الأهلي الغريم التقليدي وقاد فيريرا ببراعة فريق الزمالك للفوز بلقب كأس مصر بعد الانتصار على الأهلي بنتيجة 2-1 ليحصد المدرب البرتغالي لقبا جديدا مع الزمالك. ومع تلقي دفعة معنوية جديدة واصل الزمالك تمسكه بالصدارة ليحسم لقب الدوري قبل 3 جولات من النهاية، لينجح الفريق الأبيض في حصد اللقب الرابع عشر في تاريخه والثاني على التوالي, ومازاد من قيمة هذا التتويج أنه جاء في ظروف صعبة للغاية من أزمات مالية، وإيقاف للقيد ورحيل لاعبين كبار، وتراجع نتائج في بداية الموسم، واستكمال الموسم بتشكيلة تضم بعض لاعبي فريق الشباب وبحارس مرمى وحيد هو محمد عواد، بجانب منافسة فريقين لديهما كل شيء وهما الأهلي وبيراميدز.
مدرسة فيريرا البرتغالي لابد ان تدرس في اكبر مدلرس الكرة في العالم بجد وليس تحيزا مني لكوني انتمي تشجيعا للفريق وانما هي حقيقة لان الراجل كما يقول المثل الشعبي المصري “عمل من الفسيخ شربات” ..فتحية تقدير للمدير الفني جدو فيريرا وتحية لمجلس الادارة الذي اصر علي قدومه مجددا الي الفريق في تلك الفترة العصيبة التي يمر بها الفريق والكرة المصرية عامة , فنحن نحتاج الي منقذ للكرة المصرية ,كما في منتخب مصر ايضا , بل منقذ في حياتنا كلها!.