آراءمنوعات

سهم القدر

بقلم…. وسام الجمال

ياه هم وانزاح”

كم كانت ثقيلة تلك السيدة التي كلما رأتني ضربتني وكأني عدوها ولست ابنها لقد كانت تشعرني أنها تعاقبني علي قدومي للحياة.

أخيرا سأتنفس، سأفعل مايحلو لي، أنام وقتما أحب، واستيفظ وقتما أحب، ألعب في الشارع، ولا مانع من اتساخ ملابسي، بل ولا مانع من عدم أكل اللحم الذي لم أكن أحبه أشياء كثيرة ستتغير في حياتي.

كان عمري يقترب من العاشرة بتوقيت الحياة، وعلى الرغم من فرحتي بابتعادها عن حياتي إلا أني لم أكن أعلم أن هذا اليوم هو بداية الشقاء، لقد كان همي اللعب والنوم والاستيقاظ على راحتي، لم أكن أعلم معني كلمة أم.

بهذه الكلمات بدأ حسام حديثه مع هناء التي وجد فيها الحب والحنان لكنه الآن علم أنهما مصطنعان لقد أراد أن يخبرها أنها العقاب الذي أُرسل إليه ليعلم كم كانت تحبه أمه وأنه ظلمها.

استطرد حسام كلماته؛ في تلك اللحظة لم يكن لدي شك أن النساء ماهم إلا جبروت علي أبنائهم خاصة في ظل غياب الأب الذي كتبت عليه الحياة أن يعمل ليل نهار، انقطعت علاقتي بالنساء جميعا بدأت أُخرج غِلي من أمي في تلك الجدة التي احتوتني، وكأنها تعلم مافي صدري من غِل من كلمه النساء.

بدأت تحنو علي جدا معنويا وماديا وكأنها كانت كبيرة الفلاسفة، بدأت تمنحني النصائح، لكني لم أجد لديها تفسير لما كانت تفعله أمي.

مرت الأيام حتي أنهيت دراستي الجامعية وأصر والدي علي أن أتزوج ولأن النساء عندي كلهن سوا تركت لهم الاختيار وبالفعل تزوجت عن طريق أهلي، كانت نعم الزوجة، لكنها لم تستطيع أن تمنحني الثقة في النساء فما زلت أبغضهن باستثناء جدتي لأبي.

عندما بلغت الثلاثين من عمري جلست مع والدي الذي أخبرني بسر عجيب عن سبب تعامل أمي معي مما جعلني أبكي بكاءا مريرا، لقد كانت تخشي موتها كأنها تعلم أنها لن تكمل معي فأرادت أن تجعلني أكرهها حتي لا أتألم بفراقها وهي لاتدري أنها تفعل الأصعب.

الآن.. بعد أن علمت الحقيقة كان ألمي أشد لقد أشفقت عليها، وعلى السنوات التسع التي عاشتهم معي وهي تخشي الموت والفراق إحساس فظيع يجعل صاحبه يموت كل لحظة.

بسبب أمي أصبحت أعامل زوجتي بحنان منقطع النظير وطيبة قوية وكأني أكفر عن خطئي مع أمي في شخصها لكني أصبحت أبحث عن توأم روحي حتي التقيت بكِ أنتِ.

فعلتي مالم يفعله أحد شعرت أنك الأم التي تمنيتها كان حضنك بمثابة براح الدنيا كلها كانت مجرد النظرة لعينيكِ كأنها نظرة إلي الفضاء المزين بنجوم في الفلك، أصبحتِ الحياة، كان عندي استعداد للتخلي عن أي شخص وأي شيء مقابل أن أعيش معك، ثم اكتشفت اني أعيش وهما، كذبا، وخداعا، لقد كنتِ العقاب الذي أرسله الله ليعاقبني بذنب كرهي لأمي، وكأنكِ كنتِ السهم الذي أطلق منذ وفاتها ليستقر بعد سنوات في قلبي وعقلي وروحي

إذهبي فقد أخذت عقابي، أخذت الجزاء الذي أستحقه لمدة لاتتخطي العام وترك في روحي جرحا غائرا لن يداويه إلا الموت.

استدار حسام تاركا هناء في مكانها وخرج إلي الشارع ليضع نهاية لما يعانيه بسببها من كذب وغش وخداع لكنه احترم قضاء الله وقدره.

زر الذهاب إلى الأعلى