آراءمنوعات

قهوة عزيزة

بقلم… وسام الجمال

كانت سيدة سمراء اللون قصيرة القامة لاتملك من حطام الدنيا غير كشك صغير هي وزوجها عم محمد لتقديم المشروبات الساخنة.
وكنت معتادا علي الذهاب مع جدي الي محله التجاري وكان دائما يطلب لي منها كوب حلبة بالحليب ما اطعم هذا الكوب.
كانت قبل أن تعطيني الكوب تطبع علي جبيني قبلة ما أجملها كانت قبلة جميلة من سيدة ما زلت أتذكر ملامحها حتي الآن.
مرت بي الأيام وشربت مشروبات بارقي المقاهي والكافيهات لكني لم أجد من يطبع علي جبيني قبلة الحنان كعزيزة.
كانت تلك كلمات من الذكريات التي إعتاد حسام أن يقصها علي أبنائه في محاولة منه لكي يعيشوا تلك الأيام البسيطة الجميله بجمال من كانوا فيها .
أستطرد حسام في كلامه قائلا لقد تغيرت الأمور وتحولت أكشاك الشاي والقهوة الي كافيهات عالمية التي تنتشر في ربوع العالم وكافيهات خاصه لأشخاص تمتلي بها أوساط المدينة واطرافها وهناك وسائل أمان أفضل مما كانت عليه سابقا ورقابة من الدولة عليها .
ضحك حسام قائلا ومع هذا الأمان كثرت الأمراض في عصركم وأصبح الذهاب للطبيب أمر طبيعي اتعلمون أني كنت ااكل كشري من علي عربة في وسط الشارع وليس في محل مكيف وفي اطباق بلاستيك تغسل من جردل واحد وتشطف من جردل اخر لا أطباق صيني.
زاد حديث الذكريات بين حسام وأبنائه وظل يقص عليهم كل ما مر به من أيام الطفولة ولعب الشارع من كرة القدم والاستغماية والحجة والسبع طوبات في ظل أنهم لابد أن يذهبوا للاندية لممارسة الألعاب.
تطرق أيضا الي الذهاب الي المدرسة داخل الحنطور أو سيرا علي الأقدام في حين جيلهم يذهب بسيارات او توكتك او سيرا علي الأقدام لابناء الأسر الفقيرة.
كان حديثا ممتعا بين حسام وأبنائه يذكر ذكرياته وهما يذكرون مايقومون به وتحدث المقارنات.
انتهي الحديث وذهب الجميع الي مكان نومه فلقد إنتصف الليل وقبل أن يتركهم قال لهم لقد كنت اتمني أن تبقى عزيزة موجودة حتي الآن حتي أشرب من يدها فنجان القهوة الذي طالما شكر لي والدي فيه.
نام حسام وهو يدعو للعمه عزيزة التي طالما كانت تملك ضحكة جميلة نام ورائها في منامه كأنها هي لكنه ليس هو الطفل البريء لقد رأها وهو كبير لم يطلب الحلبة بالحليب بل طلب قهوته المفضله نظرت اليه وقالت لقد كبرت وطلبت القهوة احضرتها اليه شربها شعر بطعم غريب لم يشعر به في الواقع نظرت اليه عزيزة وقالت له انتظرك قريبا حتي اطبع القبلة علي جبينك استغرب حسام من كلمتها لتتوه عن نظره وسط الناس وهو ينادى عليها حتى إستيقظ البيت علي صوته فلقد خرج صوته من الحلم للواقع.
قص علي أبنائه مارأي وأخبرهم أن عزيزة تنتظره مرت أيام قليله ليلحق حسام بالعمة عزيزة بعد أن شرب القهوة من يدها في الحلم لكنها كانت أفضل قهوة قهوة عزيزة.

زر الذهاب إلى الأعلى