ربما تخسر مركزك أو الوظيفة .. البكاء في مكان العمل.. ضغوط أم ضعف ثقة

اظهرت دراسة حديثة أن 8 أفراد  من بين كل 10 أشخاص اعترفوا بالبكاء أثناء ساعات العمل.

وألقى معظم المشاركين فى الدراسة باللوم على رؤسائهم أو زملائهم فى العمل، فى حين قال آخرون إن أعباء العمل أو القضايا الشخصية فى المنزل كانت مصدر البكاء.

 

وقال الباحثون فى كلية الطب جامعة “نيويورك”: “إن نتائج الدارسة دليل على أن العمال الأمريكيين “يعانون” وأن أصحاب العمل بحاجة إلى تخفيف بعض الضغوط عن موظفيهم.. مضيفين أن غالبية الموظفين (نحو 45%) قالوا إن رؤساءهم أو زملاءهم هم من جلبوا دموعهم؛ فيما قال نحو 20% إنهم بكوا فى المكتب بسبب مشاكل فى المنزل أو خارج العمل .. وفى الوقت نفسه، قال نحو 16% إنهم بكوا لأن أعباء عملهم غارقة فى أعبائهم.

وأظهرت الدراسات السابقة أن ساعات العمل الطويلة يمكن أن تؤدى إلى مشاكل فسيولوجية لدى الموظفين.. وتابعت دراسة من جامعة جنوب كاليفورنيا المصرفيين لمدة تسع سنوات ووجدت أنه بحلول العام الثالث، غالبًا ما طوروا التشنجات اللاإرادية مثل عض الأظفار أو حالات مثل الأرق .. وأظهرت دراسات أخرى أن العمال يعانون من ضعف الصحة العقلية، ما يؤدى إلى فقدان مليارات الدولارات من الدخل.

اذا كان زميلك، الذي يجلس بجوارك، من ذوي الثرثرة المستمرة والمزعجة فربما لا تكسبه هذه الصفة “سمعة سيئة” عند أقرانه. ولكن إذا كان يبكي بشكل منتظم فان ذلك سيكون له صدى سلبي، وهذا قد يثير الانزعاج لدى الأكثرية خصوصا المحترفين منهم.

البكاء انفعال عاطفي لا إرادي مثل غيره من الانفعالات، ولكن حين يتعلق الأمر بالبكاء في مكان العمل، وأثناء الدوام، فإننا نصبح “كائنات غير منطقية”. فإذا كنت من الذين يبكون في العمل، لسبب أو لآخر، فانك قد تلقى تعاطفا من البعض، ولكن أيضا قد تخسر مركزك وربما الوظيفة بكاملها، هذا بعد أن تكتسب صفات لا يرضاها احد لنفسه، اقلها: ضعيف، سريع الغضب، غير جدير بالمسؤولية..الخ.

خلال جلسة “سؤال وجواب” مع الناخبين غصت حاكمة نيويورك هيلاري كلينتون، المرشحة الديموقراطية السابقة لرئاسة البيت الأبيض، وكادت أن تختنق وهي تحاول الإجابة على احد الأسئلة. في تلك اللحظة لم تزعق هيلاري ولم تلجأ للعويل ولا حتى للانسحاب.. دمعت عيناها قليلا (كرد فعل غريزي) وأكملت إجابتها، قبل أن تنتقل إلى موضوع آخر. وفي النتيجة فازت هيلاري في الجولة.

لكن وسائل الإعلام ومواقع المدونات الالكترونية لم تتوقف عند هذا الحد من مجريات الحادثة التي قد يتعرض لها أي شخص وفي أي ظرف، بل خرجت بمانشيتات لا تتحدث هذه المرة عن سياسة كلينتون بل كيفية التعبير عن انفعالاتها». وتم طرح الموضوع على هيئة تساؤلات، مثل كيف استجاب المواطنون لها؟ هل كانت نهاية الحملة الانتخابية لكلينتون؟ هل هي نكسة للنساء الأميركيات؟ هل هي تحذير من حالة ما؟

حين يتعلق الأمر بالبكاء في مكان العمل وأمام الزملاء والمسؤولين فإننا نصبح محط انتقادات كثيرة ونتحول إلى عناصر غير مقبولة، أو في أحسن الأحوال غير مريحة. فإذا تتبعت المقالات التي كتبت حول الدموع التي ذرفتها هيلاري كلينتون ستلحظ طغيان الجانب العاطفي المرة تلو الأخرى.

هل هناك استنفاد أكثر من مشاعر البهجة والغضب؟ هل نسمي الزملاء الذين يضحكون كثيرا انفعاليون أو عاطفيون؟ وماذا عن المديرين الذين يثيرون الرعب في نفوس الموظفين؟ “القول إن البكاء غير مناسب كأننا نقول إن تكويننا من لحم ودم ومشاعر أمر غير مناسب”، بحسب الاستشاري في التواصل لوورانت دوبيرفيل.

 

البكاء يكون مقبولا تماما عند تسلم أخبار سيئة


لا تخطئ الظن أن الدموع مقبولة دائما. فمثلها مثل أي مشاعر أخرى، البكاء له وقته ومكانه المناسبين. أنت لا تستطيع، على سبيل المثال، أن تضحك ملء فمك خلال محاضرة أو مؤتمر ما، حتى إذا تخلل الجو نكتة ما أو حادثة مسلية.

كما هو معروف، وشائع، فان البكاء يكون مقبولا تماما عند تسلم أخبار سيئة، مثل خبر وفاة قريب أو عزيز. لكن في النهاية الإنسان ليس “روبوتا” (آلة) يمكن برمجته متى يبكي ومتى يضحك ومتى يصمت.

وبحسب الاختصاصية في علم النفس مارشيا رينولدز فإن البكاء ليس مؤشر ضعف بتاتا..انه علامة على أننا بشر..».

عند مناقشة الدموع في العمل، لا تستطيع تجاهل موضوع التمييز الجنسي. فإذا ما بكت زميلتك أثناء الدوام فان مناهضي حقوق المرأة يسارعون لاستغلال الوضع بالقول إن المرأة “كائن ضعيف” لا يمكن الاعتماد عليه. زملاء آخرون سيعتبرونه تصرفا اخرق ويصفون من تبكي في العمل بأنها كائن «سريع الغضب والانفعال». لهذه الأسباب فان النظرة الى البكاء تختلف من شخص الى آخر.

“البكاء في المكتب وأثناء دوام العمل تصرف غير مهني” تقول ساندي دومونت، الاستشارية في علم الصورة والهندسة المعمارية. وتضيف: “إنها حقيقة لا مفر منها إذا كنت امرأة، لان الوضع يسبب إحراجا للزميل الرجل الذي يجد نفسه عاجزا عن معالجة المسألة، إضافة الى شعوره بالذنب والقلق أيضا”.

ومع الآراء المتضاربة حول المشاعر المقبولة وغير المقبولة في مكان العمل، لا نستطيع حسم القول بان هناك إجابة صحيحة وأخرى خطأ. الثابت الوحيد هو انك تعرف نفسك جيدا. وتعرف البيئة التي تعمل فيها أفضل من أي شخص آخر. وعليه، فأنت الوحيد الذي يستطيع أن يقدر ما إذا كان من المناسب أن تطلق العنان لمشاعرك خلال دوام العمل وتتركها تأتي كما تأتي، أم انه من الأفضل التدرب على ضبط النفس والمشاعر حتى لا تكون دموعك ثمنا لخسارتك منصبك أو حتى الوظيفة نفسها.

 

كثیرة ھي المواقف التي تشعر بھا بعض السیدات بصعوبة قدرتھن على تمالك أعصابھن وحبس دموعھن أثناء ساعات العمل، ربما لموقف .محرج أو بسبب الضغوطات والمھام التي لا تنتھي وكما تعلمین فمن غیر المحبب أن یراك بقیة الزملاء وأنت تذرفین الدموع بسبب أمر یتعلق بالعمل، ولأنھ قد یصعب علیك السیطرة على ھذه المواقف السلبیة أحیاناً.

 

 

نصائح للتعامل بحرفیة مع بكائك أمام الآخرین

 

سنقدم لك مجموعة من النصائح للتعامل بحرفیة مع بكائك أمام الآخرین احبسي دموعك قدر المستطاع، خذي نفساً عمیقاً وعبري عن ما بداخلك بجملة قصیرة وذكیة ، مثل أن تقولي: “كما ترون فمشاعري

-1 .”تصبح قویة عندما یتعلق الأمر بعملنا كوني أقدره كثیراً اضحكي، فالضحك طریقة ممتازة للتفاعل مع الآخرین حتى في أحلك المواقف، ویمكنك أن تمسحي دموعك والتعلیق بطریقة لطیفة على

-2 .الموقف مثل أن تقولي: “كما ترون فالموضوع مھم جداً بالنسبة لي”، بھذه الطریقة لن تشعري بالإحراج إن لم تتمكني من تطبیق الخطوتین السابقتین، فیمكنك الاعتذار ومغادرة الغرفة بطریقة لطیفة، ومن ثم العودة، وأخذ نفس عمیق، الضحك

-3 .مع الزملاء، وتوضیح الأسباب التي دفعتك للبكاء بكل بساطة

 

ولكن ماذا لو بادرت إحدى زمیلاتك بالبكاء أمامك، فما ھو التصرف الصحیح في ھذه الحالة؟ أولاً: یمكنك التحدث إلیھا مباشرة بأن البكاءھو أمر طبیعي، وأن الموضوع حساس بالفعل وبأنك تشعرین بأنك بحاجة إلى البكاء أیضاً، .فبھذه الطریقة لن تشعریھا بالإحراج .كما یمكنك أیضاً طرح تجربتك في البكاء أثناء ساعات العمل، فبھذه الطریقة ستكسرین الجمود وستشعرین من حولك بأنك متفھمة لمشاعره

 

زر الذهاب إلى الأعلى