فنونمنوعات

ثم أتيك من العدم

ثم أتيك من العدم

 

بقلم… آيات عبدالمنعم

أُولَدُ عَلَى كَفَّيْكَ بَسمَلَةً،
وَنَقشَاً غَائِراً،
وَزَخَّاتٍ مِنَ الحُبِّ تَهطِلُ حَنِيناً وَمَطَرَاً،
أَسرَاباً مِنَ الغَيمِ المُسَافِرِ،
تَنفُثُ شَعرَهَا الغَجَرِيَّ فِي أُفقِ الصَّبَاحِ،
وَفِي عَرضِ المَسَاءِ.
أَكُونُ نَزَقًا، نَجمَةً صَهبَاءَ،
وَموجَةً تُنَاجِيكَ،
ابتِهَالاتِ القَمَرِ،
وِشَاحَ وَهَجٍ يُشَاغِبُكَ سَنَاهُ،
أَمْ خَيَالاً يُحَاكِي حِسَّكَ العَفوِيَّ.
أَجرَاسٌ مِنَ القِدَمِ تَدُبُّ الرِّيحَ قَرعاً
وَهَمهَمَاتٌ لِلعَاشِقِينَ تُنفَثُ فِي الصَّدَى.
عُشبٌ نَدِيٌّ يَملأُ الصَّدرَ بالرَّيَاحِينِ،
وَتَسَابِيحِ الغَرامِ.
وَأَنَا مِن هَنَائِكَ أَصفُو
أَنهَلُ تَرنِيمَةََ الخُبزِ
الَّتِي كَمْ تَشتَهِيهَا،
فَتَشكُرُكَ الصَّلاة!
تَسكُنُنِي أَنتَ
حَبَقٌ، وَزَعتَرٌ بَرِّيٌّ،
بَرَاعِمُ الزَّهرِ، وَجَعبَةُ الأَلوَانِ،
رِيشَةٌ، وَصَفحَةُ الشِّعرِ البَيضَاءُ.
أُولَدُ عَلَى المَتنِ نِقَاطاً
سَودَاءَ فَوقَ كُلِّ حَرفٍ!
أَسفَلَ كُلِّ عَينٍ!
أَغتَنِمُ القَصِيدَ غَزَالَةً تَمضِي،
تُهَروِلُ لِلسَّرَابِ.
خُطَوَاتُهَا سِحرُ الحَقِيقَةِ
وَفِي الخَيَالِ جَوَانِحُ النُّورِ
مِنْ حَيثُ يَرتَقِي القَلبُ تَظَلُّ تَخفِقُ،
تَرتُقُ بَهجَةََ العِيدِ أَشجَاراً،
وأَضوَاءً، وَمِسبَحَةًَ مِن شَغَفٍ وَإِيمَانٍ.
أَنَا..
أَنَا احتِرَاقُكَ، أَو رَمَادُكَ،
أَوتَارُ قِيثَارَتِكَ
الَّتِي جَاوَزتَ بِهَا عَن قَمَرِي،
فَجَاوَرتَهُ
حَتَّى تَدَلَّى مِنْ عَنَاقِيدِ الكَلامِ
ظِلٌّ.. وَنُورٌ
آَتِيكَ مِن عَدَمٍ هُنَاكَ
(نحنا والقمر جيران بيته خلف تلالنا
بيطلع من قبالنا يسمع الألحان
نحنا والقمر جيران عارف مواعيدنا
وتارك بقرميدنا أجمل الألوان) !
ثم أتيك من العدم
خبرني العندليب

زر الذهاب إلى الأعلى