عندما يلج الشخص العادي إلى ميادين الثقافة والمعرفة الزاخرة بالعلوم والفكر المستنير وفضائل الأخلاق وقصص نشوء الحضارات القديمة والحديثة، تتوسّع مداركه وآفاقه ويخرج عقله من مسارات الصيانة والتشذيب نيّراً وضاءً قادراً على التأمّل في ملكوت الله واصطياد معاني الحكمة من صغائر الأمور قبل كبائرها.
لكن يبدو أن هذه الميادين تأثيرها قاصرٌ على من فتح قلبه وعقله وبصيرته لنوافذ النور، فهناك من دخلها ليجمع بعض المعلومات والمفردات والأفكار ويحتفظ بها في إحدى غرف ذاكرته ليرميها هنا.
وهناك حسب المناسبة، بينما شرايين عقله مكتظة بغبار الجاهلية وسموم النظرة الدونية للأنثى بسبب جنسها !! تلك النظرة التي خِلتها لبرهة من الزمن أنها اختفت على الأقل من الأوساط الثقافية والفكرية !! لكن ظني خاب .. خاب تماماً.
فهذا فنان عربيّ يقترح استثناء “نون النسوة” من احدى الجوائز والسبب “قصور موهبة الإناث في التصوير ليس فقط في الدول العربية بل في العالم أجمع” قالها بوجهٍ متقعّر من التعالي والزهو بجنسه وكأن لسان حاله يقول “الحمد لله أني ذكر” !!
وهذا شاعرٌ من دولةٍ عربيةٍ أخرى يخبرني أن موهبة الكتابة لدى الشاعرات والكاتبات موهبة “مُستنسخة” وُجدت بدافع الغيرة والغيظ من الرجل !! ولهذا قرأنَ المواهب الشعرية العربية الذكورية القديمة والحديثة وحاولنَ الكتابة على غرارها فقط لمزاحمة الرجل أدبياً وإثبات وجود الموهبة الأدبية النسوية !! .
ويكمل “من كل عقله” الكتابة موهبة مرتبطة بالجينات الذكورية أما الجينات الأنثوية فهي فاقدة لحس الابتكار والتعبير الإبداعي بينما تنشط فقط في استقبال وتذوّق النتاج الأدبي الذكوري وتسعد أيما سعادةٍ به وهذا هو دورها !!
بادرتُ هنا لسؤال عدة مثقفين عن بعض هؤلاء “التحف الجاهلية” فأخبروني أنهم يلاحظون عليهم اهتزازاً في الشخصية !! هذا من الخارج أما في المضمون العقلي لهم … أترك الحكم لكم أعزائي القرّاء .