كتبت _ نجوي ابراهيم
نظمت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة ثاني فعالياتها بندوة افتراضية تحت عنوان “الحقوق الإعلامية للمرأة” برئاسة الدكتورة سوزان القليني عضوة المجلس ومقرر اللجنة وأستاذ الإعلام، بهدف تفعيل الكود الإعلامي في كافة وسائل الإعلام، وتضمين المواد الدرامية بالقضايا التي تهم المرأة، وتقليل نسب العنف ضد المرأةداخل الدراما المصرية.
حضر الندوة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، والدكتور عمرو الليثي رئيس اذاعات دول منظمة التعاون الإسلامي، و أحمد المسلماني رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، والسيناريست ميرنا الفقي، والإعلامية شيرين عفت.
افتتحت الدكتورة سوزان القليني الندوة بالترحيب بوزير الأوقاف وجميع الحاضرين، مشيرة إلى أن المجلس القومي للمرأة هو الالبة الوطنية المنوط بها النهوض بالمراة فى كافة المجالات، ويتعاون مع جميع مؤسسات واجهزة الدولة المتضمنة المؤسسات الدينية والاعلامية.
فيما تقدم الدكتور محمد مختار جمعة بالشكر الى المجلس القومي للمرأة على هذه الفعاليات وجمع النخبة العظيمة الوطنية من الإعلام والمفكرين والكاتبات والاعلاميات، مشيراً إلى أن دور الاعلام والمؤسسات الوطنية هو دور متكامل وفكر متقاسم لبناء الوعي ومعالجة مشكلات المجتمع، مؤكدا على وجوب تجديد الخطاب الديني والتكاتف معا.
وتحدث عن قضية نبذ العنف بصفة عامة ونبذ العنف ضد المرأة بصفة خاصة، مشيراً إلى أن الأديان كلها مبنية على الرحمة وأننا نحتاج الرحمة حتى في العبادات مستنداً إلي قول الرسول صلي الله عليه وسلم “إن الرفق لا يكون في شي إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه وأن الرحمة لا تنزع إلا من شقي، وأن الله عز وجل يعطي علي الرفق ما لا يعطي عن العنف”.
قال الوزير أن جميع رسائل الأديان قائمة على الرحمة والتراحم ونبذ العنف ونبذ الأذى سواء بالقول أو بالفعل، مؤكداً على أن الرسول صلي الله عليه وسلم خص المرأة بمزيد من الوصايا ومزيد من الرحمة الخاصة بها مستندا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “من كانت له انثي فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها، وانما يتعامل بالسوية في المعاملة طعاما وشرابا أدخله الله الجنة”، مؤكداً أنه لتحقيق ذلك يجب التكاتف بين الإعلام الديني والثقافي.
فيما وجهت الدكتورة مني الحديدي تحية خاصة إلى الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة لرعايتها الدؤوبة لكل أنشطة اللجان بالمجلس القومي للمرأة سواء على مدار ال ١٦ يوم من اللنشطة للقضاءعلى العنف ضددالمرأة أو على مدار السنة كلها.
كما وجهت التحية للدكتورة سوزان القليني، متمنية أن تستمر الحملة علي مدار العام بشكل متواصل ومستمر تحقيقاً وتماشياً مع نظرية الاتصال، والتحقيق التراكمي للإعلام، والمسؤولية الاجتماعية للإعلاميين والمثقفين والفنون المختلفة.
وأضافت ان سياسة الدولة تدعو إلي تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فإن تمكين المرأة إعلامياً يتحقق بتوفير وتفعيل حقوقها في الاتصال، مشيرة إلي أشكال العنف ضد المرأة في الإعلام والتي تتضمن تحجيم دور الصحفيات أو الاعلاميات في عدد من برامج الموضة والطهي بينما لا وجود لها بشكل واضح وصريح في كثير من البرامج السياسية أو الاقتصادية أو الدينية أو الرياضية.
وثانياً: تحجيم دور المرأة في الإدارة الإعلامية، وثالثاً: التصميم والمبالغة في إبراز الجرائم التي سببها النساء مثل ربط جرائم الثأر بالأم.
أشارت الدكتورة مني إلي مجموعة من التوصيات وتتضمن؛ أن المطلوب من المؤسسات الإعلامية والصحفية وضع موضوع (لا للعنف ضد المرأة) في سياستهم الإنتاجية ، وتفعيل مواثيق الشرف الإعلامي ومدونات السلوك المهني التي أصدرها المجلس القومي للمرأة من مجوعة مواثيق الشرف الخاصة بصورة المرأة سواء في الدراما أو المشاركة في البرامج المختلفة، وتفعيل دور النقابات في نشر الممارسات التي تخدم النهوض بالمرأة مما يتفق مع التنمية المستدامة، وعدم اللجوء إلي تنميط الوظائف الإعلامية علي حسب النوع، بل حسب القدرات والامكانيات والتمكين نفسه.
فيما تحدث الدكتور عمرو الليثي رئيس الإذاعات والتليفزيونات لدول المجتمع الاسلامي، عن أن المرأة هي الشريكة الفاعلة و المؤازرة في جميع نواحي الحياه مؤكداً علي أن المرأة والرجل هما عماد الحياه وضمان استدامة المجتمع لليوم وللغد، ولن يكون ذلك ممكناً الا بتعزيز حقوق كليهما.
أكمل حديثه مستنداً إلي تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حيث طالب من خلال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن يتم رفع المقترحات بشأن المواضيع ذات الأولوية ومواضيع الاستعراض الخاصة بلجنة المرأة بالأمم المتحدة لخطة الأعوام من ٢٠٢١ إلي ٢٠٢٤، حيث تركز علي ملكة المرأة في الحياه العامة وصنع القرار بهدف التوافق بين الجنسين في الهيئات المختلفة.
واتخذ هذا التوجه في عهد الرقمنة والتطور التكنولوجي يجب تمكين المرأة رقمياً حيث يجب إتاحة الفرصة لها للتعلم الرقمي، فسمة عصرنا أصبحت الثورة التكنولوجية الهائلة التي غيرت من أنماط الاتصال والأعمال والتفاعل، مما ترتب عليه إمكانيات أكثر للمرأة للمشاركة في التنمية المستدامة من خلال منصات عديدة وجدت لإتاحة فرص العمل في مجالات عدة لم تكن موجودة من قبل.
ثم تطرق إلى حقوق المرأة الإعلامية وذلك من خلال إنشاء محتوي يراعي الفوارق بين الجنسين ويحطم القوالب النمطية عن طريق تحدي المعايير والقوالب الاجتماعية والثقافية التقليدية بما لا يخل بقيمنا الأصيلة، أيضاً يتوجب اظهار النساء في الأدوار القيادية وكخبراء في الموضوعات المختلفة التي تشغل الرأي العام على أساس يومي وليس كاستثناء.
فيما تناولت ميرنا الفقي اختلاف بعض الآراء حول دور الفن في المجتمع، مشيرة أن الإعلام بكافة فروعه له دور مهم في تغذية المجتمع ثقافياً وعلمياً وتوصيل معلومات يجهلها الكثير مما يساهم في بناء المجتمعات، وأن الفن يبقي نافذة لمعرفة دولة معينة ومجتمع معين من خلال الأفلام الوثائقية عن الدول وثقافتها.
كما أكدت على أن المشكلة تكمن في عرض صورة المرأة في الدراما كمفعول به وليس فاعل، وأن بعض البرامج تلخص دور المرأة في خدمة الرجل، فللمرأة دور عملي ومستقبلي ولا يقتصر دورها علي بيتها.
أكد الإعلامي أحمد المسلماني ان وجود المرأة في المناصب العديدة ليس مؤشراً كافياً علي تحسين وضع المرأة، فإنه واحد من عشرات المؤشرات.
وأكد أن وضع المرأة في الإعلام يتراجع بالرغم من أن طالبات الإعلام أكثر من طلاب الاعلام، وعضوات هيئة التدريس أكثر من أعضاء هيئة التدريس، ووظائف الإعلام والصحفيات ربما يكن أكثر من الرجال، فالأمر ليس متعلقاً بالوجود الكمي للمرأة، إنما متعلق بالوجود الكيفي، مشيرا الى التدهور الحادث نتيجة ابتكار واختراع وسائل التواصل الاجتماعي والسعي وراء الترند يجعل كثير من الناس يهاجمون الحياة الزوجية، فالصراع وراء الترند سحق الجميع