آراءمنوعات

نافذة الذكريات

بقلم…. وسام الجمال

جلس ينظر من نافذة منزله الذي يقع على شاطي البحر متذكرا حياته الماضية كيف كانت والي أين صار فبعد عمر حافل مليء بالحيوية والنشاط والعمل أصبح لايرى سوى البحر بعد أن انهكه المرض بعد بلوغه الخامسة والستين من عمره
تذكر كيف كانت طفولته المدلله فهو الابن الوحيد لوالده الذى كان يعمل مهندسا بحريا مما اضطره للحياة بالإسكندرية فيما كانت والدته مربية فاضله لمادة اللغه العربية بإحدى مدارس الإسكندرية الشهيرة في ظل هذا الدلال والحياة المرفهه كان يحب محمد دائما العمل بجوار دراسته فمنذ بلوغه الصف الأول الإعدادي أصر على والده إن يتعلم ميكانيكا السيارات عند جارهم الاسطي محمود والذي كان أشهر ميكانيكي سيارات في المحافظة
مرت السنوات ومحمد يتقدم في مهنة الميكانيكا بجوار تفوقه الدراسي الي أن دخل كلية الهندسة قسم ميكانيكا لكن فرحته لم تكتمل بسبب وفاة والدته ولحاق والده بها بعد عدة أشهر
لم تكن تلك الضربة سوي حافز له للتفوق في دراسته جانب عمله خاصة وأن والده ترك له ثروة ليست بالقليلة
تفوق محمد في دراسته وكان من الأوائل على الدفعه دائما مما أهله للتعيين معيدا بالكلية
وسط هذا الزحام يجد محمد نفسه وحيدا بعد وفاة الاسطي محمود استاذه في مهنة الميكانيكا والذي لم يكن له اولاد بسبب عدم زواجه والذي أوصى أن يذهب ملكية الورشه الي محمد بسبب بره به
حزن محمد لوفاة الاسطي محمود الذي قلب عليه الأحزان وتذكر وفاة والديه
بعد أشهر معدودة أراد محمد أن يتزوج فلم يجد أفضل من هيام ابنة خالته الذي تقدم لها وخطبها وتزوجا في فترة قليله وعاشا حياة سعيدة أسفرت عن طفل وطفلة وسط نجاحات لمحمد في عمله سواء في الجامعه أو الورشه التى ورثها عن الاسطي محمود
مرت الأعوام ومحمد يرى أبنائه يتقدمان بخطى ثابته في التعليم والتفوق
الي أن تخرج ابنه الأكبر أحمد من كلية الطب وابنته سماح من كلية التربية قسم اللغه العربيه في حين أنه تخطى سن المعاش وهاجمته الأمراض ليكون ماوئه في نهاية المطاف على حافة نافذة منزله
في ظل هذه الذكريات الحالمة قاطعه صوت زوجته قائله الحمد لله لقد أنهينا المهمة بنجاح ومر امس في هدوء فلقد كان حفل زفاف نجله أحمد علي ابنة خالته وكريمته سماح على الدكتور محمد جارهم رد عليها قائلا الحمد لله.
ثم استسلم في هدوء لزائر النهاية فلقد فاضت روحه إلى بارئها تاركا خلفه نهاية سعيدة لحياة مليئة بالشقاء والتعب والنجاح

زر الذهاب إلى الأعلى