آراءمنوعات

حمل برسيم

بقلم… وسام الجمال

 

كان الحاج طه معتاد أن يرسل إحتياجات منزله كل أسبوع علي عربه كارو مع حفيده حسام وكان يقول له اعطي لجارنا فلان كذا وفلان كذا يرد عليه حسام هما عندهم ياجدو يقول له أفعل ما أقول لك.
كان حسام ينفذ دون وعي أو إدراك للمغزي من هذا العطاء خاصه و أن من يعطيهم يعلم جيدا أنهم ليسوا محتاجين.
في المقابل كان يذهب للجده عزيزة يحضر منها اللبن فتعطيه كوب ليشربه في منزلها ويأتي عم محمد الفلاح ليلقي أمام منزلهم حمل برسيم وهم لايحتاجون له غير أن جدته كانت تضعه أسفل القفص وتضع فوقه العيش المخبوز في البيت.
مرت الايام وحسام يكبر والعادة كما هي توفي الجد والجدة وترك حسام المنزل وانتقل لمنزل اخر لكن مازالت علاقته بالجيران القدامى علي أحسن حال.
انتقل حسام الي منزل جديد ومر من العمر عشرون عاما بالتفاصيل التي بدأت بها وهنا كان التغير لم يعد يعطي لجاره شيء وان حاول قوبل باستهزاء واستنكار لقد كان شيء مهين حتي أنه في يوم عيد أضحى وكانت اسرة حسام تضحي أتي احد جيرانهم الي منزلهم واعطاهم لحم أضحيه ثار عمه كيف يكون لكن حسام أخبره ان هذا هو الشرع ونحن عندما نضحي سنفعل مثله وبالفعل استجاب العم.
أصبحت الايام تمر أمام أعين حسام وكل شيء يتغير للأسوأ حتي أصبح الأخ يخبيء مايحضر من أخيه.
لم يملك حسام شيء سوي الذهاب إلى قبر جده ليحكي له مايحدث ويشكو قلة الخير في الناس لكن لم يجبه جده.
في يوم نام حسام واستيقظ علي صوت قوي لنساء يصرخون علم أن أحد جيرانه مات ولأن حسام معتاد علي الوقوف بجوار جيرانه ذهب إليهم ووقف معهم حتي أنتهي العزاء لكن لم يكن أحد من أهل المنطقه غيره وكان هناك حقل زفاف في اليوم التالي أقيم عادي جدا كيف هذا فحسام يتذكر وفاة والدته اقيم حداد في الشارع كله حزنا عليها وكانها أبنة البيوت كلها وتم تأجيل حفل زفاف كان مقرر له شهر بعد وفاتها.
كل هدا وحسام يتعجب ماذا حدث بدا ينظر لوجوه الناس فعلا لم تعد هي الكل شغال بطريقه الهبش ومصلحته أولا كل شيء تغير بيوت من حجر ومعها قلوب من حجر قلوب أصبحت عاصيه علي أصحابها نفسهم.
جلس حسام يبكي حال الناس فهو يعلم أن هذا التغير هو غضب من الله وتتوالي العثرات علي الناس منذ أن توقف الفلاح عن وضع حمل البرسيم أمام منازل جيرانه

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى