لم تشهد مصر يوم الجمعةالماضية مباراة بين فريقي الاهلي والزمالك فقط ، بل شهدت مباراة بين مختلف الاجهزة الاستخباراتية ، تركت فيها الاجهزة المصرية بمحض ارادتها الحبل لاخره ليلتف حول عنق الحاقدين والكارهين ، فاز في هذه المباراة الشعب المصري الذي انحاز لدولته وجيشه ، واعلن عن دعمه وتأييده وانحيازه لاشرف مؤسسة عسكرية وخير اجناد الارض ، فكان الهدف الاقوي الصادم لمخابرات الدول المتربصة .
دعوات التضامن والتأييد وعدم الاستجابة للحشد كان رد قوي من الشعب .
فهل ما فعلته الدولة واجهزتها كان فخا وكمينا لتخرج الفئران من جحورها ليسهل اصطيادها ؟
هل ما حدث بمؤتمر الشباب وحديث الرئيس عما يتردد من ضلالات ، كان عمليةاستخباراتية معلنة ومباشرة؟
هل كانت رسائل الرئيس تخاطب الشعب المصري، ام كانت لغة العناد في حديثه تؤكد انه يستهدف من هم خلف الستار في خطوة استفزازية لهم تربك حساباتهم وتحديهم بان يجيب عن اسئلتهم ؟
انه التصور الاكثر اتساقا مع عقلي ، وثقتي في اجهزتنا الامنية .
ولكن علي الجانب الاخر علينا ان ندرس والا نتغافل الهدف من وراء دعوات الرحيل ، وان القوي الخارجية كانت تقوم باكتشاف قدرتها علي الحشد ، مستغلة حالة الاحتقان التي وصل اليها المواطن نتيجة ارتفاع الاسعار وعدم تناسب تحريك الاجور مع التضخم ، ورؤيته بان الدولة لن تقع اذا تأجلت مشروعاتها الضخمة عاما او اثنين ، والاتجاه لبناء مصانع تستوعب اعداد البطالة وتحقق انتاج يحسن من حالة المواطن الاقتصادية .
انها عملية جس نبض فاشلة، لم يستطيعوا الحشد لان الشعب يبحث عن امانه واستقراره ولقمة عيشه، وتحقق الامان والاستقرار وتبقي لقمة العيش وهي الشغل الشاغل ، وهي الرسالة التي يجب ان نقرأها ونعي ما بها جيدا .
لا ينكر ما قامت به القيادة السياسية من بناء دولة حديثة واقامة مشروعات للنهوض بالاقتصاد والاستثمار الا جاحد ، ولا يخفي علي احد حجم ما تم من انجازات علي كافة المستويات ، وهو ما اصاب من حولنا بالفزع من سرعة الخطي والتنفيذ ، ولكن الا آن الاوان ان يحتل المواطن مكانة اكبر وننظر الي احتياجاته ومتطلباته والعمل عليها ، فهي الثغرة التي ينخر من خلالها سوس الخارج ، ربما ما حدث رسالة تستوجب التفكير والتغيير .