دين و دنيا

تعرف على وصية طاووس اليماني لهشام بن عبدالملك بالحرم

وصية تكتب بماء الذهب لعلنا فى حاجة الي العمل بها وتجنب مابها من مواعظ وعبر فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين،

قدم هشام بن عبدالملك -خليفة المسلمين- حاجّا إلى مكة، فلما دخلها قال ؛ ائتوني برجل من الصحابة فقيل ؛ يا أمير المؤمنين قد تفانوا.. فقال ؛ من التابعين..فأُتي بطاووس اليماني التابعي الجليل وعالم المسلمين آنذاك ..

فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ولكن قال ؛ السلام عليك يا هشام، ولم يكنه، وجلس بإزائه.. وقال ؛ كيف أنت يا هشام ؟!فغضب هشام غضبًا شديدا حتى هم بقتله ..!!فقيل له ؛ أنت في حرم الله وحرم رسوله ولا يمكن ذلك !!

فقال له ؛ يا طاووس ما الذي حملك على ما صنعت ؟!قال ؛ وما الذي صنعت ؟!فازداد هشام غضبًا وغيظا.قال هشام ؛ خلعت نعليك بحاشية بساطي !! ولم تقبّل يدي !! ولم تسلم علي بإمرة المؤمنين !! ولم تكننى !! وجلست بإزائى بغير إذنى !! وقلت ؛ كيفك يا هشام !!

قال طاووس ؛ أما ما فعلت من خلع نعلي بحاشية بساطك فإني أخلعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ولا يعاقبني ولا يغضب عليّ !!وأما قولك لم تقبل يدي فإني سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول ؛ لا يحل لرجل أن يقبل يد أحد إلا امرأته من شهوة ، أو ولده من رحمة !!

وأما قولك لم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب، وأما قولك لم تكنني فإن الله تعالى سمى أنبياءه وأولياءه فقال ؛ يا يحيى يا عيسى وكنى أعداءه فقال ” تبت يدا أبي لهب ” !!وأما قولك جلست بإزائي فإني سمعت أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه يقول ؛ إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام !!

فقال له هشام ؛ عظني..فقال طاووس ؛ سمعت من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول ؛ إن في جهنم حيات كالقلال وعقارب كالبغال تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته .. ثم قام وانصرف.فبكى هشام وانتحب حتى علا نشيجه .. وأشفق عليه كل من حضر !!

زر الذهاب إلى الأعلى