آراءأهم الأخبار

عادل عبدالصبور يكتب : 28 يوم في الجنة

انتهت أول أمس الأحد أجمل 28 يوم عاشها سكان الأرض، بتتويج منتخب التانجو ببطولة كأس العالم لكرة القدم، التي استضافتها دولة قطر العربية الشقيقة بعد الفوز بركلات الترجيح على منتخب الديوك آخر بطل للمونديال، بعد إنتهاء الشوطين الإضافيين بتعادل الكبيرين 3/3.

28يوم من المتعة والجمال، شهدت تغيرات لقواعد اللعبة وكسرت احتكار دول أوروبا للمراكز الأربعة الأولى، ووصول المنتخب المغربي ممثل العرب وإفريقيا إلى نصف نهائي البطولة، لأول مرة في التاريخ وتغيير ترتيب منتخبات العالم والخريطة الكروية.

28يوم شهدت منافسات قوية وندية وإثارة ومفاجآت غير متوقعة وغير مسبوقة، كانت درباً من الخيال قص شريطها المنتخب السعودي، بالفوز التاريخي على المنتخب الأرجنتيني، الذي توج باللقب بهدفين مقابل هدف لتتوالى المفاجآت، وينجح المنتخب التونسي بالفوز على المنتخب الفرنسي حامل لقب النسخة الماضية بهدف دون رد، ثم يأتي المنتخب المغربي ويظهر في الكادر ويحقق الفوز على منتخب كندا بهدفين مقابل هدف، والفوز على المنتخب البلجيكي بهدفين نظيفين ليعتلي قمة مجموعته، ثم يحقق الفوز على المنتخب الأسباني بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، ويفجر المفاجأة والحلم ويفوز في ربع النهائي على المنتخب البرتغالي بهدف نظيف، ويتصدر المشهد باحتلاله المركز الرابع بعد الخساره من المنتخب الكرواتي ، ليكون هو أول منتخب عربي وإفريقي يصل لهذا المركز المتقدم، بآداء مشرف وبجهد وعزيمة وإرادة وندية وروح قتالية، ويصبح القدوة والمثل والنموذج لكل دول القارة السمراء والوطن العربي الكبير.

28 يوم خطفت أنظار وعقول وقلوب عشاق الساحرة المستديرة الذين ذاقو حلاوة المشاهدة، والمتابعة، والترقب، و التوقع لما يحدث داخل المستطيل الأخضر، من مهارات، وتكتيك، وتكنيك، وأهداف رائعة لم نشهدها منذ عقود طويلة.

بالفعل هي البطولة الأجمل والأفضل، على مستوى آداء المنتخبات المشاركة، و التنظيم الرائع والإستقبال الجيد و الإستضافة المميزة، وأيضاً أماكن الإقامة ووسائل النقل والمواصلات والملاعب والبنية التحتية، وسط حشود هائلة من جماهير وعشاق كرة القدم، الذين أتوا من كل بقاع الأرض للإستمتاع بالمشاهدة سواء داخل المدرجات أو حول الشاشات العملاقة الموجودة في الشوارع والميادين.

بالفعل هي بطولة إستثنائية في كل شيء، تجاوزت كل التوقعات، وفاقت الخيال، وفتحت باب الأمل أمام المنتخبات العربية ومنتخبات القارة السمراء، في منافسة الدول المتقدمة ومزاحمتها في الحصول على شرف التنظيم والإستضافة، و المنافسة على اللقب.

استحقت قطر التحية للتنظيم الاسطوري، واستحق المنتخب المغربي التقدير لآداءه المشرف، و نتائجه المميزة، واستحق سكان الأرض الذين يعيشون معاناة الحروب وانتشار الفيروسات والأمراض وتغير المناخ، وضيق الرزق، و التعرض للأزمات الإقتصادية أن يستمتعوا وأن يعيشوا أياماً في الجنة.

زر الذهاب إلى الأعلى