آراءمنوعات

الدوبلير

بقلم… وسام الجمال

 

وقف حسام حائر لايعلم ماذا يفعل عقله لايتوقف عن التفكير حتي أصبح الصداع ملازم له كظله.
تسائل ماذا حدث وماذا سيحدث لقد تجمعت المصائب فوق رأسه ولم يعد يتمكن من إتخاذ قرار.
الأن وبعد طول تفكير هداه عقله للنوم حتي يستجمع قواه مرة أخرى حاول النوم لكنه لم يستطيع قلق وتفكير يقتلان أعصابه وحواسه حتي بدأ يشعر برعشه خفيفة في يده.
أخيرا نام غط في نوم عميق لم يشعر بأي شيء حوله صرخات تدوي آهات وحنين ممن حوله هو براهم وهم يرونه جثة هامده لاحراك فيها لقد توفي حسام توفي وترك خلفه لغز عاش به وحيدا لكنه كان يدونه في مذكرات يومية.
مر ثلاث أيام علي عزائه حضر صديقه محمد الذي كان يعرف عنه الكثير كما أوصي هو أن يتم فتح أوراقه في وجوده.
جلس علي مكتبه وهو يترحم عليه بل يبكي علي الصديق الوفي له بدأ في فتح أول ظرف وجد مكتوبا عليه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الظرف يحتوي ملخص حياتي.
فتحه محمد وبدأ يسرد مافي داخله أعلم أني لم أكن أنسان سوي والان أنتم تقرؤن ماكتبت وأنا عند الرحمن الرحيم لعله يرحمني في البداية لم أعش لنفسي لحظة بل كانت البداية عندما أشركني جدي في كافة أعماله كنت أحمل هم تجارته اليومية كانت له أحلام وطموحات عشتها معه لحظة بلحظة كنت أشعر بالوحدة عند غياب جدي حتي غاب مرة واحدة ولم أعد أجده تلاه أبي الذي لم يكن لي علاقة به الآن هو منتهي أملي أن أظل اراقبه طوال الوقت كنت معه مثل جدي لكنه كان يخفي عني أسرار كثيره عكس جدي لكني كنت أحمل همه كنت أشفق عليه كنت اسافر لعملي يوميا وأعود ليكون في سريره أمام عيني حتي جاء اليوم الذي نام نومة طويله وأصبحت وحيدا في الدنيا من بعده تلاطمت بي أمواج الحياة كانت دائما ترفعني لاعلي ثم تهوي بي في غياهب الظلمات السحيقه كسرت عظامي لان لحمي أصبحت أحلم بالراحة.
تماسكت بعد فترة لكني لم يعد لي السند البشري حاولت صناعته لكنه في كل مرة يخذلني أصبح الأخوة حبر علي ورق والأبناء طبعا يحتمون بك فأنت سند لهم عشت أفكر في سعادة الجميع لكن لم يفكر أحدهم في سعادتي كيف تكون وأين تكون أعتاد وجهي علي التكشيرة التي أصبحت سمة أساسية حتي في أسعد اللحظات لم أعد ذلك الشخص الاجتماعي مثلما كنت أيام جدي وأبي أصبحت أخشى التجمعات لا أطيقها.
مرت السنوات وانا ادخل في قصص وهمية عن الحب والغرام والصداقة والصحبه وفي كل مرة أجد نفسي وحيدا الا في مرة تعرفت عليها جذبتني منذ رأيتها علمت أني سأحبها لكن كان القدر لي بالمرصاد فهي كانت متزوجة أكتفيت برؤيتها كل فترة كنت أشعر بالفرحة عندما أراها والغريب أني إكتشفت أو كما قالت هي أنها تحبني لكني لم أرتضي هذا الحب أبتعدت خشية أن أصاب باللعنة أبتعدت وأنا أضع قفلا على قلبي لم يعد لقلبي مفتاح لقد ألقيت به في جب عميق لايستطيع السيارة إخراجه.
عشت أحلم بلحظة اللقاء حتي علمت أني كنت مرحلة مرحلة في حياة كل من عرفتهم لم أكن بطلا لأي قصة كنت دائما دوبلير وعندما يحتاجوني أكون أنا البطل حتي إن أنتهت حوجتهم عدت الي مكاني خلف كاميرا الحياة دوبليرا لا قيمة له.
الان لا أعلم كم يتبقى من عمري لكني وضعت خطة تجعلني بطلا أردت أن أختم حياتي يعملا مميزا الا وهو تجميع كل من أحبهم في مكان واحد لكن كانت صدمتي أن أعز من أحبهم رحلوا عني رحلوا وتركوني للأبد مابين موت وحياة لايريدون أن أكون فيها لقد زاد يقيني أني لن أكون بطلا نهائيا ساختم حياتي دوبليرا لاقيمة له.
وأخر سطر أكتبه لكم جميعا من ينتظر مني أرث مادي سيجد لكن هناك أرث أهم كونوا أبطالا في قصصكم لاتكونوا دوبليرا لاقيمة له أبحثوا عن السعادة مع أنفسكم أولا أبحثوا عن السعاده في رضا الله.
اختتم محمد حديثه ثم قال لهم لقد عاش حسام يتمني أن يجد من يسمعه من يشعر به من يحبه بصدق جميعا لم نمنحه أي شعور من هذا كان في حياتنا دوبليرا لاقيمة له لقد قسونا عليه حتي قسي علي نفسه.

زر الذهاب إلى الأعلى