فنونمنوعات

الشادوني

بقلم… وسام الجمال

في شرفه منزله الذي إشتراه جديدا من كام شهر جلس حسام ينظر من الشرفه فوجد أطفالا يلعبون لعبة الاستغماية وقف وظل ينظر إليهم ووجه يبتسم ابتسامه صافيه لقد عاد بالذاكره لاكثر من أربعين عاما عندما كان يلعب مع أصدقائه نفس اللعبة في شارعهم الذي إحتوي طفولتهم.
وقف يتذكر كيف كان يلعبون الاستغماية وكرة القدم والبلوطه وغيرها من الالعاب التي كانت تمثل سعادتهم.
تذكر حسام أنهم في شارعهم لم يكن هناك أحد يمنعهم من اللعب بل كان رجال الشارع يقفون لهم أحيانا يشاهدون لعبهم وكأنهم يعودوا بذاكرتهم لطفولتهم.
مرت الذكريات أمام أعين حسام ببطء شديد من فترة الطفولة الي فترة الصبا ثم الشباب وتذكر عندما خرج مع أصدقائه أول مرة الي المصيف وكان عددهم كبير يجلسون في شقه واحدة يخرجون سويا يذهبون للبحر ثم يعودون ويفتعلون المشاجرات سويا علي من يذهب إلى لإحضار الغداء وتستمر المشاجرة الصوتيه ليس إلا حتي يتبرع أحدهم ويذهب لياتي بالطعام.
مرت الذكريات الي الجامعه وقصة حبه الاولي التي تعرف عليها في المواصلات وأعجب بها وأعجبت به حتي تحول الإعجاب الي قصة حب أخفاها عن الجميع وكان يتمني الزواج منها لكن تاني الرياح بما لاتشتهي السفن.
وسط هذا التذكر للذكريات فاق حسام علي طفل يسأله ياجدو مش انا قلت له الشادوني ومسكته وكأنه حكم مباراة. كرة قدم وكان عليه الأجابة لكنه لم يكن منتبها لهذه اللحظة فهو كان غارقا في ذكرياته.
ضحك حسام من السؤال وتردد قبل أن يقول الإجابة ليجد جار له يخرج من شرفه منزله بصوته العالي يطالب الاطفال بعدم اللعب والعودة لمنازلهم وفي تلك اللحظة وجد حسام الفرصه لعدم الأجابة عن السؤال ووجه نظره الي الرجل الذي صاح بصوته الجهوري للأطفال ايه ياعم أنت هما بيلعبوا في بيتك أهدي شويه وادخل جوه بيتك العيال دي لو مالعبت هنا تلعب فين هو أنت وانت صغير مش كنت زيهم ولا كنت معقد مش بتخرج من بيتك ادخل بيتك أحسن لك لأن ده سنهم بدل مايتجهوا للمقاهي.
نظر اليه الرجل ولم ينطق بكلمه احتراما للسن او لصحة الكلام المهم أنه لم يرد
نظر اليه الأطفال وقال أحدهم دي أول مرة حد يدافع عننا في الشارع نزل حسام من منزله وجلس علي المصطبة يراقبهم وهم يلعبون وسط فرحة عارمه لهم واستمتاع لحسام الذي أصبح حماية لهم من أي جار يمنعهم من اللعب.

زر الذهاب إلى الأعلى