بقلم…. وسام الجمال
جلس حسام علي مائدة الطعام فوجد أن العزومة التي عزم عليها عبارة عن فول نابت لم يفكر حسام كثيرا وبدأ يأكل بنهم ولذة غريبة فلقد افتقد تلك الوجبة منذ وفاة جدته لأمه التي كانت تصنعها بحرفية شديدة وكان هو يحبها جدا.
نظر صديقه محمد الذي عزمه علي تلك الأكلة وقال له فيه إيه محسسني أنك بتاكل خروف رد عليه فورا بصلة المحب خروف مابالك ده فول نابت مش بصله.
أستغرب صديقه لكن باغته حسام بقوله عارف زمان لما كان بيت يعمل فول نابت او عدس يقولوا عليه ايه.
رد صديقه يقولوا ايه ياسيدي يقولوا فقير لقد تنمر أهالينا السابقين على نعم الله فزالت من وجوههم.
وبدأ يقص حسام حوار دار بيته وبين جده لأمه كان جدي رحمه الله وغفر له في يوم يجلس معي وكنت وقتها في العشرينات من عمري وطلب مني أن أذهب لخالتي وأطلب منها تعمل فول نابت فرديت بهزار فول نابت ايه يعني مفيش لحمه قال فيه بس انا مشتاق له.
ذهبت إلى خالتي وأخبرتها بما طلب جدي وعدت اليه فبدأ يقص علي أشياء من زمن فات.
عارف ياواد ياحسام زمان البيت اللي كان يشتري فرخه من بره يبقي عيب أو رغيف من فرن يبقي عيب عارف الناس كانت تشتري العدس وتخبيه وسط إحتياجات البيت لاته كان أكلة الفقير وأه بقي الفول النابت ده يبقي تحت خط الفقر.
رد حسام لكن جدتي كانت تربي كافة أنواع الطيور وكانت اللحمة موجودة عندنا علي طول ومازالت ليه بقي بتعملوا العدس والفول النابت رد الجد مسرعا ماهي نفسنا بتروح له.
علم حسام وقتها أن الأجداد زمان كانوا بيتنمروا علي الفقراء ممن لايجدون وان أكلوا أكلهم أخفوه حتي لايكونوا مثلهم.
أستطرد حسام قائلا شفتم بقي لو أجدادنا عايشين الان وعرفوا ان الفول النابت والعدس بقي غالي جدا حتى الفقير مايقدر يشتريه كانوا قالوا ايه.
رد عليه صديقه لكن أنت من طلب هذه الأكلة وانا فعلتها من أجلك مخصوص.
رد عليه قائلا ياعم أنا باتكلم علي العموم البطن لاتشكر لايهمها نوعية الطعام بل يهمها الشبع ومع ذلك لاتشكر تجوع سريعا انا كلامي منصب علي أن زمان الفقير كان منبوذ حتي أصبحنا جميعا فقراء.
باقولك يامحمد سبني أكل الفول النابت وهات لي شويه كمان وادعي ربنا يديمها نعمة ويحفظها من الزوال
