أهم الأخبارعرب و عالم

البروفيسور ساتوشي إيكوتشي: مصر تملك مقومات الريادة إقليميا.. واليابان جاهز للشراكة الإستراتيجية


حوار: محمد حربي
أكد البروفيسور ساتوشي إيكوتشي، رئيس قسم الأديان والأمن العالمي بمركز أبحاث العلوم والتكنولوجيا المتقدمة (RCAST ) بجامعة طوكيو باليابان، أن العلاقات المصرية اليابانية ضاربة بجذورها في أعمال التاريخ، وان البلدين حريصتان كل الحرص على استمرار هذه العلاقات، وبذل قصارى الجهد من أجل تعزيزها، و التوسع فيها خلال المرحلة المقبلة، والانفتاح على أفاق ، أكثر من المصالح المشتركة ، التي تحقق طموحات وتطلعات الشعبين المصري والياباني.
وقال البروفيسور إيكوتشي في حوار خاص لصحيفة ” العمال” على هامش مشاركته في ندوة بالجامعة الأمريكية تحت عنوان ” من الشرق الأقصى إلى الشرق الأوسط: نظرة يابانية على الديناميكيات الإقليمية مع التركيز على البحر الأحمر “: إن مصر واليابان بينهما تنسيق مستمر ودائم، بشأن العديد من القضايا ذات الإهتمام المشترك، لاسيما على الصعيد الإقليمي.
موضحا أن الجانب الياباني حريص على توسيع نطاق التعاون لتشمل دولاً عربية أخرى كالسودان والسعودية وغيرها التحقيق لتكون الفائدة أعم وأشمل، لافتا إلى أهمية دور مصر، باعتبارها تملك مقومات الريادة إقليميا، وأن اليابان بدوره جاهزة للشراكة الاستراتيجية، وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات في مختلف المجالات، سواء ثنائياً أومتعدد الأطراف .
ورداً على سؤال حول الرؤية اليابانية لأهم المقومات التي تملكها مصر وجعلها قادرة القيام بدور الريادة الإقليمية.. قال البروفيسور إيكوتشي: إن مصر تتمتع بالعديد من المقومات، ومنها هويتها المتوسطية، ثم الشرق أوسطية، وكذلك الهوية الأفريقية، وهذا مصدر ثراء، ويعزز من الدور المصري المنشود خلال المرحلة المقبلة.
موضحاً أن نجحت في تحقيق العديد من الانجازات . على صعيد الشرق الأوسطي، حيث اتبعت سياسة الحياد، دون أن تنخرط في صراعات إقليمية، كما أن كافه التحركات المصرية على الساحة الأفريقية كانت مثمرة، وعلى الطريق الصحيح من أجل بناء علاقات هامة، وبما يعزز الثقة في مصر، لاستمرار دورها كدولة صاحبة الريادة بالمنطقة وإقليميا.
وردا على سؤال حول مدى قدرة اليابان على أن تجد لها مكان بالمنطقة العربية والإفريقية، في ظل التمدد وشبه الهيمنة الصينية.. قال البرفيسور إيكوتشي: إن اليابان وهي تسعى لتعزيز مصالحها إقليميا لا تضع في حساباتها سحب البساط من أسفل قدم أحد، ولا تؤمن بفلسفة الإقصاء، لأن الساحة تتسع للجميع، بحيث يبدع كل طرف فيما يتمتع وينفرد به من مقومات، وعلى سبيل المثال فإنه إذا كانت الصين تقدمت بمبادرة الحزام والطريق، فلن يكون بالإمكان حسن السير فيه دون نظام إشارات يحكم ويضبط الحركة، وهذا بالتحديد ما يمكن أن تساهم به اليابان، مما يبرهن على أن الأدوار يمكن أن تكون إيجابية وتكاملية، لا صراع ومنافسة وإستحواذ، والتعاون هو الذي يحقق المصلحة لكل الأطراف.
وحول مشاركته في ندوة الجامعة العربية.. قال البروفيسور إيكوتشي: إن الندوة التي تحدث فيها بجانب الدكتور عبدالمنعم سعيد الرئيس السابق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وحضور عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية، كانت مهمة، تحدث خلالها عن تركيز اهتماماته على مدى عقدين من الزمان ، بشأن التطورات في الشرق الأوسط ، الذي كان آنذاك مركزًا للحرب والإرهاب والتطرف الديني.
وأنه من وجهة نظره، فإن الشرق الأوسط لم يعد مركزًا للأزمة العالمية ، على الرغم من كل الصراعات والمشاكل التي أمتلأ بها، وأنه حاول إبراز الوجه الحقيقي لوجهة النظر اليابانية وتقديمها إلى الشعب المصري والعالم العربي عبر منصات ووسائل الإعلام المختلفة.
وأشار إلى مبادرة المحيطين الهندي والهادئ، باعتبارها فكرة محورية غذّاها رئيس الوزراء الياباني الراحل ، شينزو آبي ، بإعتبارها اشبه قوس مفتوح لجميع الدول الصغيرة والكبيرة للانضمام للاستفادة من الفرص المتاحة، وأن اليابان لديها تعاون واسع مع الشرق الأوسط والعالم العربي ، وبالتالي تظهر أهمية التنسيق في القضايا العالمية المشتركة.
مشددا على أهمية منطقة الشرق الأوسط باليابان، وحرص اليابان على المساهمة في تفكيك وحل كافة الأزمات من خلال التعاون مع كافة الأصدقاء، بل والعمل على سد الفجوة بين مجموعة الدول السبع، ومجموعة العشرين .
و إنه نوه لجهوده في إقناع الناس باليابان والشرق الأوسط بأن قناة السويس والبحر الأحمر الملئ بالفرص، وكجزء من ممر التحضر والتصنيع والتجارة في هذا العالم.
كما أن اليابان تساهم في تأمين هذه المنطقة من خلال وجودها في جيبوتي لمكافحة القرصنة، لافتا إلى أن مصر تتولى الآن قيادة هذه المجموعة الـ 153 .

زر الذهاب إلى الأعلى