آراء

محمد حربي يكتب: زيارة لولوة الخاطر للقاهرة وبشاير الخير القطرية


ما ينبغي أن يتوقف حضور لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية بدولة قطر الشقيقة، عند مجرد اللقاءات مع عدد من المسؤولين المصريين، في وزارات التعاون الدولي، والصحة والسكان، وحتى المجلس القومي لحقوق الإنسان، الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، بل علينا ننظر للزيارة الميمونة من جوانبها الأخرى، حتى ندرك بشاير الخير القطرية القادمة.
و لولوة بنت راشد محمد الخاطر، هي أول امرأة قطرية تتولى منصب مساعد وزير الخارجية في وزارة الخارجية بدولة قطر، وقد تولت العديد من المناصب، كوزيرة مفوضة في وزارة الخارجية القطرية وباحثة بمجال السياسات العامة، كما شغلت منصب مديرة المشاريع البحثية في مؤسسة قطر، ثم مديرة للتخطيط والجودة في الهيئة العامة للسياحة،وباحثة مشاركة في منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية بجامعة أكسفورد وعضوة في مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وكذلك شاركت بصفة محاضرة في معهد الدوحة للدراسات العليا، وفي 7 نوفمبر 2017 عينها وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني متحدثة رسمية باسم وزارة الخارجية، وعُينت في 2019 مساعداً لوزير الخارجية بموجب مرسوم أميري.
ووزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية بدولة قطر، جاءت للقاهرة، برسالة واضحة، لتناقش مع عدد من المسؤولين المصريين، على وجه التحديد، قضية الأوضاع الانسانية المتدهورة في قطاع غزة، التي تضاعف معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع، بفعل همجية الاحتلال الصهيوني، مما يعكس المكانة التي تحظى بها القضية الفلسطينية ضمن أجندة الدبلوماسية القطرية، وتتقاسم ذلك الاهتمام مع مصر.
يدرك الأشقاء في دولة قطر، حجم مصر، المكان والمكانة، وثقلها العربي، كبيت العرب، ودورها الإسلامي، بمنارة الأزهر ووسطيته، ومكانتها الإقليمية والدولية، بحكم الإرث التاريخي، مررورا بحقبة الخمسينات والستينات، وزمن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يلهب حماس الشعب العربي، بتحديه لقوى الاستعمار وعدائه لإسرائيل وبحديثه عن القومية العربية .
لم يسجل التاريخ يوما أن قطر، عملت على إزاحة مصر أو إقصاءها عن القيام بدورها التاريخي، ولعل زيارة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية بدولة قطر، للقاهرة اليوم، بشأن بحث التنسيق مع عدد من المسؤولين المصريين، سبل دعم ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين، في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي الغاشم، دليل وبرهان على التقدير القطري للدور المصري.
إن عودة التنسيق القطري – المصري، يحمل بشاير الخير، للقضية الفلسطينية، حيث تقف دولة قطر، قيادة، وحكومة، وشعبا، مواقف مشهودة في دعم ومساعدة الأشقاء الفلسطينيين، وفي تسجيل المواقف المنددة، بالمذابح، وأعمال الإبادة الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في قطاع غزة، واستنكارها وإدانتها علنا للانحياز الأمريكي، والصمت الأوروبي، وسياسة ازدواجية المعايير الغربية، في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان، بحسب الجنسية والدين.
من الأهمية، ألا تمر، زيارة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية الشقيقة، مرور الكرام، ونتوقف عندها كثيرا، ونعلم أهمية الدور القطري، بجانب الدور المصري، من أجل إحياء الروح العربية، حيث أن مصر المكان والمكانة، وتاريخ الريادة عربيا، وأفريقيا، وإسلاميا، وإقليميا، ودوليا، وقطر، بقوتها الناعمة، بقيادتها المستنيرة، الحكيمة، والرشيدة، ودبلوماسيتها الواعية، وشعبها ذو الروح العروبية الإسلامية، وأن اللحمة بين القاهرة والدوحة، تحمل بشاير الخير للأمة والقضية الفلسطينية.
كاتب صحفي
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى