آراء

المسمار الأخير في نعش التعليم

 

د.فتحي حسين

 

بلا شك أن تغيير وزير التعليم الأخير لم يغير من شكل التعليم علي الاطلاق ،بل زاده الما وحسرة ،فلم يكن تغير الأشخاص هو الحل لإصلاح حال التعليم الأساسي المتردي في كل أحواله ،وانما كان لابد من النظر إلي آفاق أرحب من ذلك . فلماذا تصر الوزارة علي تقنين وضع المجموعات والدروس الخصوصية ،كبديل عن الحصص والمحاضرات بالمدارس الحكومية والخاصة بالطبع ،هل تريد الوزارة أن تقتسم مع حيتان المجموعات والدروس الخصوصية التورتة التي تصل إلي مليارات الجنيهات سنويا والتي يدفعها أولياء الأمور ،ان أن هذا القرار الخاطيء ما هو إلا طريقة لاخفاء فشل الحكومة في تلبية طلبات المدارس بتوفير مدرسين وعلاج العجز في معظم الفصول بها ؟! وبالرغم من قيام الحكومة بتعيين ٣٠ الف مدرس إلا أن معظمهم ،وان لم يكن جميعهم لاجل مرحلة رياض الأطفال التي يتم دفع مصروفات عالية نسبيا عن المراحل الاخري ،وهذا أمر غير مفهوم وغير مقبول بأي حال من الأحوال!

والأمر الأكثر خطورة هو إلغاء الحضور لطلاب الشهادات الاعدادي والثانوي ،وهو ما يجعل التلميذ لا يتلقي تعليما اصلا الا من خلال السناتر والدروس المدفوعة والتي لا يستطيع تحملها علي الاطلاق ،ورغم ذلك يجبرون التلاميذ علي دفع رسوم ومصر فات الدراسة ! فهل هذه المصروفات لاجل الكتب ام الشرح بالخصوص المدرسية ؟! هو أمر محير فعلا أن يتم العمل بهذا المنطق الغريب من قبل وزارة التعليم .!

والأخطر من ذلك أن بعض المدارس تجبر التلاميذ في المرحلة الابتدائية أن يشتروا اقلام سبورة معهم وطباشير ،وكراسات ودوسيهات وتحملها علي عاتق أولياء الأمور بحيث يتم الإنفاق علي التعليم من جيوب أولياء الأمور في أبسط الادوات بالمدرسة ،فاصبحت مجانية التعليم المزعومة وكأنها لم تكن .! واذا كان طه حسين عميد الأدب العربي حي بيننا وشاهد هذا الهراء ،لتمني الموت أكثر من مرة ومرة ،فهو الذي قال بأن التعليم كالماء والهواء ونادي بمجانية. التعليم !

اعتقد أن سياسية الوزارة لابد من تغييرها خاصة في إلزام المدارس بالحضور التلاميذ والطلاب للمدرسة وحضور الدروس ،مع إعادة قرار تقنين السناتر مرة اخري لانه يربي في اولادنا السلبية والاعتماد. يقتل فيهم حب البحث العلمي والاطلاع والمناقشة ويكرس الحفظ والتلقين ،بحيث نجد جيل من الحقيظة دون فهم حقيقي للأمور !

هذا الامر وهناك غيره أمور وملاحظات كثيرة لابد من التركيز علي تغييرها مثل تطبيق التابلت ،من خلال توفير بيئة تكنولوجيا جيدة بالمدارس وإعداد المدرس بشكل أفضل من ذلك ،من خلال تدريب بشكل مستمر وتنمية قدراته وعلمه ،وزيادة رواتب المعلمين لان التعليم هو قاطرة التنمية الحقيقية في المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى