آراء

الشيخ اسامه سلطان يكتب: عبرة من رحم التاريخ لأمير الطغاة

قرأت يوما قصة عجيبة كتبها مصطفى كامل البنا تصلح عبرة وعظة لكل متكبر ومتجبر في الارض.. كلنا نعلم ان
الظلم ظلمات يوم القيامة، إتعظوا إن كنتم عقلاء عبرة من رحم التاريخ:مات الحجاج ابن يوسف الثقفي طاغية بني أمية ميتة لم يمتها أحد ميتة تحفها دعوات ١٢٠.٠٠٠ ضحية له
و ٥٠.٠٠٠ مسجون وعدد كبير من النساء

مات الحجاج بأن سلط الله عليه دوداً في بطنه (مرض التدويدMyasis يعرفه جيداً علماء الحيوان و الطب البيطري بأن يرقات ديدان أنواع من الذباب تنخر في أحشاء الكائن الحي). ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) جاء الطبيب فربط قطعة لحم في خيط ، وأدخلها في جوف الحجاج ، ثم استخرجها بعد ساعة فوجدها مليئة بالديدان .

أحالت الديدان جوفه ناراً ، فسحبت الطاقة من جسمه، فشعر بالبرد القارس ، فعذبه الله بالنار في جوفه والزمهرير ( شدة البرد ) في جلده، فكانوا يوقدون له النيران المتعددة ليدفإوه فيحترق جلده .سبحان الله أتي الله له بالنار في الدنيا بعذابيها ( النار والزمهرير ) ليعذب بها أمير الطغاة ظل الحجاج في هذا العذاب ١٥ يوماً حتي قبضه الله إليه .

مات الحجاج الذي قتل الصحابة والتابعين و ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق في الشهر الحرام.مات أمير الطغاة مات الظالم بعد أن تحققت فيه دعوة سيدنا التابعي الجليل سعيد بن جبير ( اللهم لا تسلطه علي أحد بعدي ) فلم يقتل أحد بعد سعيد وكان يصحو في أواخر أيامه مفزوعاً يقول “مالي و سعيد بن جبير؟! هذا سعيد بن جبير يمسك بعنقي يقول فيم قتلتني يا ظالم؟”

دُفِنَ الحجاج في المدينة التي أنشأها ( واسط ) التي تتوسط الكوفة والبصرة تم إخفاء قبره ، حتي لا ينبشه ذوي المظلومين .يا لمرارة الظلم ، يخشون على الظالم من ضحاياه حتى بعد موته وسجد لهلاكه علماء الأمة ومنهم الإمام سيدنا الحسن البصري.( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار ، مُهطعين ، مُقنعي رؤوسهم ، لا يرتد إليهم طرفهم ، وأفئدتهم هواء ) وصف لا نستطيع تخيله من هول القيامة والحساب للظالمين .ربنا لا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ، وهب لنا من لدنك رحمة ، إنك أنت الوهاب )

زر الذهاب إلى الأعلى