أهم الأخبارالدولةالعمال

الوزير المفوض محمد خير في افتتاح أعمال الدورة (98)لمجلس إدارة منظمة العمل العربية … نضاعف من جهودنا لحماية المكتسبات التي حققها العمل العربي المشترك

أعرب الوزير المفوض محمد علي خير عن سعادة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالمشاركة في أعمال الدورة (98) لمجلس إدارة منظمة العمل العربية وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية والتقدير للجهات المنظمة لهذا الاجتماع، والشكر موصول إلى أطراف الإنتاج الثلاثة في الوطن العربي على دعمهم المتواصل لكل الجهود التي تدعم العمل العربي المشترك ومؤسساته المختلفة، متمنيا لهذا المجلس الهام بالتوفيق والنجاح، وأن تصدر عنه قرارات تسهم في تعزيز العمل العربي المشترك.

وقال خير ان العالم منذ بداية العقد الحالي يواجه  تعاظماً للمخاطر التي تهدد ازدهار المجتمعات وأمنها.. وبما يؤشر لبداية مرحلة جديدة طابعها “عدم الاستقرار”، ولعل من أبرز ملامح المرحلة استمرار ارتفاع معدلات التضخم والاستدانة، منذ جائحة كورونا، وما بعدها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها على قضايا الامن الغذائي وتراجع الطلب العالمي على السلع وتصاعد الركود والبطالة.. مضيفا إن هذه الآثار جعلت الحكومات جميعاً تسير على حبل مشدود.. إذ عليها التعامل مع معادلة صعبة من أجل توفير الحماية لشرائح واسعة من الأفراد من تبعات أزمتي الغذاء والتضخم.. في وقت تتعرض فيه إيراداتها لضغوط شديدة بسبب الانكماش الاقتصادي وارتفاع أسعار الطاقة ومعدلات العجز والديون.
إننا نلحظ اليوم، وبشكل ملموس ارتفاع تكاليف المعيشة الذي تسبب في تدهور القدرة الشرائية لفئات واسعة من المجتمعات.. بما قد يُفضي إلى أزمة إنسانية في بعض الدول الهشة.. ومنها بعض دولنا العربية مما قد يتسبب في مخاطر مختلفة في عدد كبير من الدول عبر العالم.. في ظل اتساع نطاق التفاوت الاجتماعي، وتدهور مؤشرات التنمية.
اضاف .. نشهد بقلق متزايد تعقد المشكلات منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إذ تدهورت الأوضاع لتأخذ منحنى أشد خطورة.
اوضح انه لمواجهة هذه البيئة العالمية المتقلبة والخطيرة.. علينا أن نضاعف من جهودنا لحماية المكتسبات التي حققها العمل العربي المشترك في التعاون والتكامل بين الدول الربية لمواجهة التحديات الراهنة وأن ندقق في تطورات الأوضاع لقراءتها على نحو سليم، ثم نقدم الدعم والمشورة اللازمين لتجاوز تداعياتها.
واكد انه حرصه على التجاوب مع متطلبات الوضع الراهن، وكذا سعياً للارتقاء بعملنا إلى مستويات أفضل، فقد قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتركيز على موضوعات محددة لأهميتها.. وهي موضوعات حققت فيها الجامعة العربية عدداً من الإنجازات.

اوضح ان القمة العربية الأخيرة في الجزائر كانت بمثابة مؤشر إيجابي على استعادة العمل العربي زخمه.. وقد ناقشت القمة من ضمن بنودها عدداً من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها موضوع الأمن الغذائي العربي..مشيرا الي انها أقرّت برنامج استدامة الأمن الغذائي العربي كما وافقت على استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة 2020-2030، وقد كَلَّفتْ القمة مؤسسات العمل العربي المشترك بتنفيذ البرامج والأنشطة المعروضة وحشد التمويل اللازم لها بالتعاون مع كافة الشركاء.. كما ناقشت القمة العربية أيضا موضوع الاستراتيجية العربية للنهوض بعمل المرأة في اطار اهداف التنمية المستدامة 2030 والتي قرر القادة العرب فيها تكليف الأمانة العامة للجامعة بالتنسيق مع منظمتكم الموقرة منظمة العمل العربية والدول الأعضاء لمتابعة موضوع هذه الاستراتيجية.

أشار الى انه قد شهدت نهاية السنة الماضية حدثاً عالمياً مهماً إذ استضافت جمهورية مصر العربية قمة المناخ COP27 في مدينة شرم الشيخ.. وقد حظيت هذه القمة باهتمام عربي كبير سيسهم بلا شك في رفع الوعي العربي بقضايا المناخ.. كما خرجت بقرارات مهمة في مجالات التمويل ونقل التكنولوجيا وتنفيذ الاتفاقات والوعود الدولية للحد من مخاطر التغير المناخي.. وقد شهدت أعمال هذه الدورة لأول مرة مشاركة مميزة من جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة مقارنة بالدورات السابقة.. والآن الأنظار تتجه الى دولة الامارات العربية المتحدة واحتضانها للدورة القادمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ واستكمال الإنجازات التي تحققت في قمة شرم الشيخ .

اوضح إن منظمات العمل العربي المشترك هي بيوت الخبرة والأذرع الفنية للجامعة العربية المعنية بتنفيذ الخطط والمشاريع العربية.. لقد حددنا الأولويات التي يتعين التركيز عليها والاهتمام بها من أجل تطوير وتحديث العمل العربي المشترك وتمثلت هذه الأولويات في ريادة الأعمال والتنمية المستدامة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والامن الغذائي والتغيرات المناخية والقضاء على الفقر والجوع وتحسين جودة التعلم والصحة وهي موضوعات في غاية الأهمية وتشمل أبعاداً مختلفة، تكنولوجية واقتصادية واجتماعية.
واشتر الي المقترح التي تقدمت به (منظمة العمل العربية)  للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك برئاسة معالي الأمين في دورتها السابقة والتي عقدت منذ شهرين مطلع هذا العام في أبو ظبي، وهو ” تنظيم مؤتمر عربي دولي حول الاقتصاد الرقمي ودور القطاع الخاص في التنمية والتشغيل.”

اشار الي انه تم تكليف منظمة العمل العربية بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة (مكتب الامين العام) للترتيب لهذا المؤتمر الذي نتوقع منه المزيد من القرارات التي تدم العمل العربي المشترك.
اشار الي انه معروض على جدول اعمال المجلس الموقر عدد من المواضيع الهامة تقرير عن أوضاع عمال وشعب فلسطين في الأراضي العربية المحتلة ، والموقف المالي للمنظمة من حيث المساهمات، والمتأخرات على الدول الأعضاء وتقرير هيئة الرقابة المالية وتقارير مراقبي الحسابات عن الحسابات الختامية للمنظمة والمراكز والمعاهد التابعة لها وتقرير المراجع الداخلي ، ومتابعة تنفيذ قرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي و لجنة المنظمات للتنسيق والمتابعة المنبثقة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي الخاصة بالمنظمة ، والتي نتمنى ان تخرج بقرارات تصب في صالح المنظمة والعمل العربي المشترك .
وأكد محمد علي خير ان الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تتابع بكل الاعجاب والتقدير الجهود الكبيرة لمنظمة العمل العربية والتطور النوعي لفكر وأسلوب الإدارة المتمثلة في سعادة فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية وانتهاجه سياسة المزيد من التعاون والتنسيق مع أطراف الإنتاج الثلاثة في الدول العربية، والمنظمات العربية الأخرى، مما دفع الدول الأعضاء وكذلك الأمانة العامة للجامعة لدعم الجهود الخاصة بالتمديد للمدير العام للمنظمة لولاية ثالثة لاستكمال نجاحاته وانجازاته في مسيره هذه المنظمة الهامة.
وفي ختام كلمته قدم الشكر للمدير العام ، وخبراء المنظمة ،والعاملين بها على جهودهم المبذولة في تنفيذ البرامج والأنشطة بكفاءة عالية والعمل على توسع نشاط المنظمة في معظم الدول العربية، ولا يفوتني أن أشيد بالدور الفعال الذي تقوم به منظمة العمل العربية ومديرها العام فايز المطيري ومجهوداته المقدرة في تطوير وتفعيل عمل المنظمة وتعزيز التعاون والتنسيق بين أطراف الإنتاج الثلاثة من أجل الوصول للتعاون والتكامل الاقتصادي العربي المنشود.

زر الذهاب إلى الأعلى