قومي الطفولة والتعليم يطلقون حملة “بالهداوة مش بالقساوة ” لحماية الأطفال و المراهقين من العنف

كتبت :ميادة فايق

أطلق  والمجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني،حملة للتصدي للاستخدام الشائع للعنف والعقاب البدني واللفظي كأداة تأديبية للأطفال، وذلك تحت شعار “بالهداوة مش بالقساوة” من أجل زيادة وعي مقدمي الرعاية بالتربية الإيجابية، مع التركيز على السن الحرجة للمراهقين وقبوله على نطاق واسع في الثقافة المصرية، وهو ما يمثل جهدًا وطنيًا مشتركًا جديدًا من خلال حملة متعددة الوسائط، وذلك تنفيذًا وطبقًا لتوجيهات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بالشراكة مع يونيسيف وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.

حضر انطلاق الحملة كل من الدكتور محمد عمر، نائب الوزير لشؤون المعلمين، وإيفان سيركوس، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر، وبرونو مايس، ممثل منظمة اليونيسيف بمصر، والدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، ويسرا علام، مستشار الوزير للتسويق والاتصال.

وصرحت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، بأن هذه الحملة هي السلسلة الثالثة من الحملات التي تحمل اسم (أولادنا)، ويقودها المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتعاون الوثيق مع شركائه، للحد من قبول العنف، وتعزيز التربية الإيجابية كأحد المناهج لإنهاء العنف والممارسات الضارة ضد الأطفال.

وأضافت لا يزال دور الوالدين ومقدمي الرعاية في توفير الحماية والاستقرار والتشجيع بالغ الأهمية في مرحلة المراهقة، بالنظر إلى التغيرات الجارية للطفل، فضلاً عن الحقائق والتحديات التي تأتي مع عصر رقمي دائم التغير

وأكدت “العشماوي” أن المجلس يسعى جاهدا في تقديم كل الدعم الصحي والنفسي لشقيقة الضحية “جنة” الكبرى لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة، كما نقلت اهتمام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أ.د أحمد الطيب والذي يتابع بنفسه حالتها قائلة أننا سنواصل العمل مع كافة المؤسسات والجهات المعنية لحماية اطفالنا من مصير جنة. رحمها الله.

واشارت “العشماوي” إلى إن دور الوالدين ومقدمي الرعاية في توفير الحماية والأمان والتشجيع لبناتنا وأولادنا بالغ الأهمية في مرحلة الطفولة والمراهقة، وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية تناولت حملة أولادنا في عامها الأول ملف العنف ضد الأطفال داخل المنزل، ثم نجحت في فتح ملف هام وهو التنمر بين الأقران في مختلف المجالات سواء داخل المدرسة أو خارجها وآثاره الضارة، ونجحت الحملة أيضاً في الوصول برسائلها عن التربية الإيجابية وعدم قبول العنف والتنمر إلي الملايين من المتابعين عبر مختلف وسائل الإعلام، ومن خلال الإنترنت، كما تواجدت أيضاً في المدارس إلى جانب العديد من الفعاليات العامة. وأضافت ” العشماوي” أن حملتنا هذا العام تركز على فترة في غاية الأهمية من حياة أولادنا ونموهم وهي فترة المراهقة التي تبدأ من عمر ١٠ سنوات وتمتد حتى سن ١٩ عاماً حسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فالمراهقة هي المرحلة الحيوية التي تشهد النمو الجسدي السريع والتشكيل العصبي وبداية البلوغ والنضج الجنسي، وهي فترة حرجة بالنسبة لتطورالهوية الفردية، حيث يتوصل الشباب فيها إلى معرفة أنفسهم ومايريدون تحقيقه؛ وتمثل لهم فرصة للنمو والاستكشاف والإبداع.

 

وأكدت “العشماوي” خلال كلمتها على أن العلاقات والبيئات الاجتماعية الإيجابية تساعد في تعزيز مشاعر الاندماج والانتماء وتؤدي إلى نتائج إيجابية، ومن ناحية أخرى، تتسبب التجارب السلبية، في زيادة مخاوفهم أو شكوكهم الذاتية أو عزلتهم الاجتماعية، وتؤدي إلى سلسلة من النتائج السلبية، وقد تسبب تبعات مَرَضية، وفي بعض الحالات، يصارع المراهقون لتحقيق التوازن بين الاندفاع وبين اتخاذ القرارات المدروسة، مما قد يؤدي بهم إلى المجازفة والانخراط في ممارسات ضارة بصحتهم.

وقالت إنه عندما يتم دعم المراهقين، بما في ذلك الأكثر حرمانًا، من خلال رعاية الأسر ومقدمي الرعاية، والسياسات والخدمات الجيدة التي تراعي احتياجاتهم، فإنهم يصبحون قادرين على التطور والوصول إلى أقصى إمكاناتهم، مشيرةً الي أن دورنا أن نجعل من مرحلة المراهقة مرحلة مليئة بالفرص، نمنح أولادنا ما يحتاجونه من حب واهتمام وتنمية لمداركهم ومواهبهم، وأن نوفر لهم الإمكانيات التي يحتاجونها لتحسين حياتهم وإشراكهم في الجهود المبذولة لتطوير مجتمعاتهم وهذا يبدأ داخل الأسرة والمدرسة والمراكز الرياضية.

ولفتت ” العشماوي” الي أن حملة التوعية التي نطلقها اليوم تحمل شعار “بالهداوة مش بالقساوة” وتهدف إلى توعية الآباء والامهات بإستيعاب المتغيرات والتحديات التي تواجه أبناءنا في هذه الفترة الفارقة، وأن يبدأوا في خلق مساحة من الحوار مع بناتهن وأبنائهم، مؤكدة على أنه ليس من المقبول أن يتعرض أولادنا لأحد صور التربية بالعنف والتي تشمل العنف النفسي والجسدي، ولا أن يظل استخدام العنف الجسدي مقبولاً بين الأهالي والمدرسين.

وأوضحت ” العشماوي” أن أهمية الحملة تأتي في إطار التوعية والتي سيتم من خلالها بث تنويهات عبر وسائل الإعلام المختلفة على مدار الأسابيع القادمة، لكن تأثيرها الحقيقي لن يكتمل بدون تبنَّي وسائل الإعلام، وجميع المؤسسات والهيئات والجهات المعنية، بما فيها المدارس والمراكز والنوادي الرياضية لرسائلها عن التربية الإيجابية، والعمل على تحقيق الصحة النفسية والجسدية لأبنائنا.

وأشارت في كلمتها الي أن حملة التوعية تأتي جنباً إلى جنب مع تفعيل المجلس القومي للطفولة والأمومة الدائم لآليات حماية الأطفال من العنف من خلال لجان حماية الطفل التي تعمل على تقديم تدخلات عاجلة للأطفال المعرضين للخطر على مستوى المحافظات المختلفة، وكذلك خط نجدة الطفل الذي تلقى من يناير ٢٠١٨ وحتى يوليو ٢٠١٩، ٣٦٣ ألف مكالمة منها ٢٦ ألف و ٩٣٢ من حالات الأطفال المعرضين للخطر والناجين من العنف الذين قدمت لهم خدمات إحالة للجهات المختصة وكذلك دعم نفسي.

واختتمت كلمتها بالشكر لجميع الوزرات والجهات المعنية في دعمها للحملة وخاصة بالشكر الاتحاد الأوروبي، ويونيسف، وللفنانة منى زكي سفيرة يونيسف للنوايا الحسنة التي ساهمت بصوتها في تنويهات الحملة، وتقدم كذلك فيديو خاص للسوشيال ميديا تعزيزاً للتفاعل مع رسائل التربية الإيجابية.

كما وجهت رسالة لكل أم ولكل أب ولكل مقدم رعاية، قائلة “لا تبرورا لأنفسكم عدم الاهتمام بأبنائكم أو إهمالهم أو تعنيفهم تحت ذرائع الضغوط أو الخوف عليهم أو تقويم سلوكهم.. التربية ممكنة بدون عنف، وليس لأبنائنا ذنب فيما نمر به من صغوط، هم أمانة ومسؤولية… هم استثمارنا الحقيقي والأحق بكل الاهتمام.

ومن جانبه قال الدكتور محمد عمر، نائب وزير التعليم لشؤون المعلمين، في كلمته نيابة عن الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن هدفنا هو أن يؤدي إطلاق النظام التعليمي الجديد، بالإضافة إلى برنامج إصلاح التعليم الحالي إلى إنتاج خريجي مدارسنا أكثر ثقة ومهارة عند مواجهة التحديات اليومية.

وأضاف عمر أنه لتحقيق ذلك، يجب على أولياء الأمور والمعلمين أن يكونوا أكثر وعيًا بكيفية لعب دور أكثر إيجابية في توجيه الطلاب المراهقين من خلال احتوائهم، وبناء ثقتهم بأنفسهم، بدلًا من محاولة الضغط عليهم لكي يكونوا (طلابًا للإجابات النموذجية) بغض النظر عن قدراتهم الفردية واهتماماتهم.

وأضاف أن هذا ما تعمل عليه الوزارة من خلال تغيير شامل في برامج التأهيل والتدريب للمعلمين وتصميم وإنتاج مناهج تعليمية جديدة، بالإضافة إلى إطلاق العديد من الحملات التوعوية مع المؤسسات الدولية والمحلية كمبادرة لا للتنمر فبناء إنسان مصري جديد مثقف متعلم مجتهد طموح وطني لن يتكون إلا بالشراكة والتكامل ما بين المنزل والمدرسة ومؤسسات الدولة الثقافية والاجتماعية.

وقال السفير إيفان سوركوش، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في مصر يدعم الاتحاد الأوروبي الجهود الوطنية البناءة الهادفة إلى إنهاء العنف ضد الأطفال في مصر من خلال تعزيز آليات للاستجابة، مثل تلك الحملة، وذلك من أجل منع بعض الأسباب الجذرية للعنف، مع تعزيز تفاعلات ايجابية تراعي التوازن بين الأطفال والقائمين على رعايتهم من الجنسين

وقال برونو مايس، ممثل يونيسيف في مصر اننا نركز حملات أولادنا على أشكال العنف ضد الأطفال التي لها وجه مألوف، والتي قد تحدث في سياقات المنزل والمدرسة، وقد تمر دون أن يلاحظها أحد، ولكنها تؤثر على أجيال من الأطفال

ومن جهتها، أكدت يسرا علام، مستشار وزير التربية والتعليم للتسويق والاتصال، أن الحملة تهدف إلى تعزيز مفردات القيم الأخلاقية في التعامل مع الأبناء، في مختلف مجالات تعاملاتهم، تعزيزا ودعمًا لبنائهم النفسي، وإيمانًا من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بضرورة بناء الإنسان فكريًا، واجتماعيًا، نفسيًا، وبدنيًا، وقد أخذت الوزارة على عاتقها الاضطلاع بهذه المهام، ومن واقع إيماننا بهذا، وترسيخًا لقيم احترام الإنسان والحفاظ على آدميته.

وفي دراسة أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة في عام 2015، كان الآباء الخالقين الرئيسيين للعنف، يليهم الأقران ثم المعلمون، والواقع أن نصف الأطفال الذين شملهم المسح (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 سنة) تعرضوا للضرب في السنة السابقة للبحث، في حين عانى نحو 70 في المائة منهم من أحد أشكال الإساءة العاطفية.

وبالمثل، أظهر المسح السكاني والصحي في مصر لعام 2014 أن 93 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و14 سنة تعرضوا لممارسات تأديبية عنيفة.

وتابعت تحت شعار #Calm_not_harm، تم تصميم هذه الحملة، وحملات «أولادنا» السابقة لإنهاء العنف ضد الأطفال في سياق المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى التوسع في الحصول على التعليم والحماية للأطفال المعرضين للخطر في مصر.

وتنطلق الحملة ولمدة ستة أسابيع على قنوات البث، مع ثلاثة إعلانات للخدمة العامة تتضمن رسالة من سفيرة يونيسيف للنوايا الحسنة الممثلة منى زكي، وسيتم نشر الرسائل والنصائح العملية لدعم الآباء ومقدمي الرعاية حول توجيه وحماية أطفالهم المراهقين، من خلال منصات رقمية في حملة وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن مطبوعات توزع أثناء عملية التفعيل الميداني في فروع كارفور الكبرى، والنادي الأهلي، من بين شركاء آخرين من القطاع الخاص الداعمين الحملة.

زر الذهاب إلى الأعلى