ألقى أ.د أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اليوم الاثنين، درس التراويح في خامس أيام شهر رمضان الفضيل، وجاء موضوعها عن «بذل الصدقة»، وذلك في إطار البرنامج العلمي والدعوي للجامع الأزهر في رمضان.
وقال فضيلته إن بذل الصدقة لمن يحتاجها من أهم ما في الشهر الفضيل بعد صيام الفريضة، وكما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه أن هذا الشهر «شهر المواساة»، وأهم ما في المواساة ليس الكلام؛ ولكن الأفعال، وأهم مظاهر الأفعال أن يقدم المحسنون والمستطيعون ما تتسع له مقدرتهم من النفقة على المحتاجين والفقراء، كما تكلم القرآن الكريم ووصف الأبرار الذين يجعلهم الله في أعلى درجات الجنة بأنهم: {وَیُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِینࣰا وَیَتِیمࣰا وَأَسِیرًا}، ويقولون: {إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِیدُ مِنكُمۡ جَزَاۤءࣰ وَلَا شُكُورًا}.
وأضاف فضيلته أن هذه الآية التي نزلت في وصف هؤلاء بينت أن الصدقة الطيبة ترفع صاحبها إلى أن يكون من الأبرار وهي أعلى درجات الجنان، وعندما نزلت هذه الآية كان لها أثر في حياة المسلمين والمتصدقين، ففهم الكثيرون منها أنها صدقة بشيء كبير لا يقدر عليه البسطاء من الأمة؛ وهو أنهم إذا تصدقوا بشيء قليل فلن يحظوا بهذه المرتبة وهي مرتبة الأبرار الذين تطوف عليهم ملائكة التكريم في جنة الخلد، وعندما ذكروا ذلك فيما بينهم نزل قول الله: {فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ}.
وبيَّن عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أنَّ الآيات وصفت أيضًا مخارج الصدقة: «مسكينا ويتيما وأسيرا»، ومن هذه الآية شرع أن تكون الصدقة أيضا لغير المسلمين، وأن تدفع الصدقة الممكنة للمسلم وغير المسلم الذي يجاورك أو تعيش معه فتشعره بأن ديننا يحترمه، فهي بذلك يخرجها المسلم لكل من يخالطه من أهل الأديان، وروي عن النبي ﷺ قوله: «تصدقوا على أهل الأديان»، فمن يقدر عليها قلت أو كثرت لا يخص بها أخاه المسلم فقط؛ وإنما تعطى أيضا لغير المسلم مثل جاره وأخيه في العمل، فعليه أن يشعره بأن هذه الصدقة أنت أحق بها مثلما يستحقها كل محتاج.