آراءمنوعات

عيد ميلاد

 

بقلم… وسام الجمال

 

ما إن إنطلق صوت المؤذن يعلن عن صلاة المغرب إذ أنهمر حسام بالبكاء فهذه اللحظة التي كان ينتظرها منذ زمن بعيد صحيح أنه مر بها كثيرا لكن هذه المرة كانت مختلفه فالجميع تركه أبناء تزوجوا زوجة واصدقاء ماتوا ومن قبلهم أهل أصبح يعيش منفردا تماما يأكل وحده يشرب وحده ينام وحده ذكريات يعيش عليها يعلم أنها لن تعود لكنه كلما تذكرها بكي مر البكاء.

فجاءة يدق جرس بابه تتفرج أساريره لايفرق معه من حضر حتي لو لص سيدعوه للطعام معه قام متسندا حتي فتح الباب وجد إثنان من أحفاده يضحكون في وجهه مرددين سنه حلوة ياجميل نعم اليوم عيد ميلاده السبعين هناك من تذكره.

من شده فرحته كاد أن يقع علي الارض مغشيا عليه لكن امسك به حفداه اجلساه علي الكرسي وبدوا في تناول الإفطار معه.

في هذه اللحظة مرت ذكري علي حسام عندما كان يحب هناء وفي يوم عيد ميلاده اختلفت معه وقامت بنهره كثيرا وظلت تهدده بالرحيل وهو لايعلم لماذا هذا كله ظل يتأسف لها علي شيء لايعرفه وهي تزداد سوء في معاملتها معه وكأنه أرتكب جرم مشهود لحظات حتي إنطفئت الانوار ودق جرس الباب قام وفتح الباب ليجد امامه شخص لايعرفه ويسأل عنه ثم أعطاه علبه وتركه ومشي استغرب حسام ليلتفت فيجد الكهرباء وقد وصلت وأمامه تورته كبيرة مكتوب عليها ٤٩ عمره نعم هدا يوم عيد مولده اتفرجت أساريره ليحتضن هناء حضنا شديدا مع الكثير من القبلات علي راسها وخدها وشفتاها وهي توبخه اليوم عيد مولدك وانت لم تقل لي كل عام وانتي طيبه استغرب عيد مولدي اتا قالت لا هذا مولدي انا فأنت مولدي وانت حياتي لكن لم تمر أشهر قليله حتي افترقا لقد كانت لعبة القدر.

انتهت الذكري لتمر عليه ذكريات كثيرة بدايه من جدته لامه التي كانت تصر علي الاحتفال بيوم مولده مرورا بهناء واخوته وأبنائه وها هو اليوم الذي يحتفل يه احفاده.

 

 

إنتهى الإفطار وجلس الحفيدان حسام وهناء حسام الذي سمي علي اسمه وهناء الذي أصر علي تسميتها بهذا الإسم واخرجا من شنطة كانت معهم محفظه جلدية وكوفيه ومن الشنطة الأخري تورته الشيكولاته التي يحبها جدهما وبدأ في ترديد أغاني أعياد الميلاد وسط فرحة الجد.

أنتهي الاحتفال وبدأ الجد يقول لهما عيشوا حياتكم كما تحبون ليس كما يحب الآخرون عيشوا واسعدوا فالحياة في الكبر ممله بشعه خاصه في الوحدة ستشعرون بغصه عند الوحدة لاتتمسكوا بأحد فالكل زائل الكل مفارق مابين موت وغياب.

في تلك اللحظة نطق حسام موجها كلامه الي جده اولا احنا نحبك وجئنا إليك للاحتفال بعيد ميلادك ثانيا نواجه مشكله كبري فأنا احب هناء وامي وخالتي رافضبن زواجنا بحجة ان زواح الأقارب متعب لكن ان لم نتزوج بارادتهم سنتزوج رغما عنهم هنا شعر حسام أن هناك حربا بين الاجيال وان هناك حبا لابد أن ينتصر هما اقوي منه ومن حبيبته هناء هم حاربوا وهو وهي استسلموا قرر الوقوف بجوارهما سيزوجهم فهو يعرف قيمه الحب فجاءة يطرق باب المنزل تقوم هناء تفتح الباب لتجد أهلها وأهل حسام أمامها ليقوم والدها بضربها قلما علي وجهها لينتضف الجد ويهم بضربه بعكازه لكن خانته صحته ما جعله ينفعل بشده عليهم بيقف الجميع مذهولا هنا أدرك الجميع أن الجد في صف الأحفاد هدوا من روعه وجلسوا وبعد حديث شرح لهم فيه الجد خطورة مايفعلون بارك الجميع الزواج ليحدد رابع ايام العيد لحفل الخطوبة والزواج بعدها بعام.

هم الجميع بالانصراف ماعادا الحفيد حسام الذي قرر البقاء مع جده اخر اسبوع في رمضان وكانت من أجمل حياته فلقد حصل علي خبرات كثيرة من جده ليحين موعد الخطبه التي أقيمت في قاعه مميزة وسط المدينه جلس خلالها الجد حسام يقابل المعازيم وسط فرحته ليشعر بهبوط فيقرر الذهاب للمنزل مع أحد أحفاده الذي اوصله وتركه وعاد للحفل.

جلس حسام عاودته الذكريات ليجد هناء امامه تقول لماذا لم تفعل مثلما فعلت الان ضحك وقال لها خبرة الحياة الاصرار من الطرفان سالقاكي بالجنة ان كتبت لنا تمنيتك من رب العباد ثم أغمض عيناه لتسربج روحه في هدوء بعد أداء مهمته في الحياة بين عيد ميلاد كان الجميع حوله وعيد ميلاد كان وحيدا.

زر الذهاب إلى الأعلى