عايدة عوض تكتب: يعني ايه إدارة

ليه تعتبر الادارة هي اساس نجاح اي مشروع وليه تعتبر علم يدرس ولا تؤخذ فقط من الخبرة.. ولو ان تدريب الخبرة ايضاً عليه معول كبير لكن لا يأخذ محل الدراسة.

والإدارة لها فلسفات كثيرة وتعريفات اكثر ولكن هناك بضع الأساسيات التي تعرف مضمون الاداره وهي:
١- التخطيط
٢- التنظيم
٣- التنسيق
٤- القيادة
٥- المتابعة

وقد تبدو هذا أشياء يصعب تفهمها لكنها في منتهي البساطة لو عرفنا المعنى الحقيقي لكل كلمه منهم وللتبسيط سأعطي مثال الزوجة والأم في البيت فهي مديره من الدرجه الأولى وتطبق كل هذه المفاهيم الادارية بمنتهى البساطة وبدون تعقيدات.

التخطيط معناه انه لازم نبقى عارفين احنا عاوزين نعمل ايه، ممكن في حالة ربة البيت تخطط لمدة اسبوع بما فيه نهاية الأسبوع فلازم تعرف ايه الأكل اللي حايطبخ في هذا الأسبوع فلازم يكون معاها الفلوس اللي تجيب بيها الأكل وتعرف مين حايكون في البيت ولو في ضيوف علشان تعرف كميه الاكل الذي تشتريه، وتعرف لو خارجين في نهاية الأسبوع فلن تحضر اكل له لكن لازم الفلوس تكفي الخروج ايضاً.

التنظيم هي حاتنظم وقتها امتي حاتطبخ الاكل بشرط انه لا يتعارض مع عملها او مراعاة الأولاد وكم منه يطبخ في نفس اليوم وكم منه يحضر مسبقاً وان كل الادوات والمكنوانت لكل أكله تكون موجوده عند احتياجها.

التنسيق هو التأكد من ان كل أفراد البيت عارفين باحتياجاتها وانها لن تكون قادره على عمل اي شئ اخر وهي تجهز الطعام وبالتالي على من يريد اي شئ منها ان يطلبه وقت ما هي فاضيه ويقول لها من قبلها لتتمكن من إنجاز كل حاجه على اكمل وجه.

القيادة ، مطلوبة بشدة في هذا الوضع لانها هي التي تنظم طريقة المعيشة فعليها أخذ القرارات متي يمكن استقبال الضيوف ومتي يمكن الخروج لقضاء التسوق او التنزه وتأخذ القرار بالنسبة لنوعية الخروج على حسب التكلفة وهي التي تتخذ القرارات في مجالها.
المتابعه هى محاسبة نفسها والغير على مدى نجاح او مدى عدم نجاح الخطط لهذا الأسبوع وسبب كل منهم.

ونجد ان نجاح الإدارة يعتمد على مدي إتقان القائم بها لكل واحد من هذه الاعمال ولذا فالمدير الناجح له مواصفات لابد ان تتوفر في تعاملاته وشخصيته وذلك لانه مطالب بالقيام بأعمال بعينها لإنجاز ادارته الناجحة وهي التعامل الجيد والتفاهم مع الاخرين، كان الزوج او الأولاد كل على حسب مكانته وإدراكه. وايضاً دور اخر هو توصيل المعلومه، فطريقة توصيلها واختيار نوعية المعلومه وتصل لمن وتوقيتها في غاية الاهميه، والتأكد من وصولها بالشكل الصحيح وانها فهمت بالطريق المطلوبه، وأخيراً اتخاذ القرار، فهذا ايضاً لابد وان يكون مفهوم اتخذ على اي اساس ليلقى الموافقة والتعاون في تنفيذه.

ولذا للمدير صفات لابد ان توجد فيه لو أراد ان يكو مديراً ناجحاً:
لابد وان يكون سياسياً بمعنى انه يعرف كيف يقنع من أمامه بوجهة نظره لكي يضمن مساندته في خطته. وايضاً لابد ان يكون له نظره ثاقبة تساعده في تحديد المشاكل وإيجاد الحلول لها وتحليل المواقف المعقدة. واحد اهم الصفات للإداري الناجح هي القدره على التواصل والتحفيز والنصح وإيكال الاعمال للغير كل بحسب مقدرته. وصفه اخرى مساعدة جداً في حسن الاداره هي القدرة على تشخيص وفهم المواقف والمشكلات واتخاذ القرارات المناسبة لمقابلتها او حلها. وكذلك مهم جداً تصرفاته مع الاخرين ان تكون التصرفات الملائمة للمواقف المختلفة. واكيد ان يكون متمكن من المجال الأول للعمل الذي يقوم به.

كل هذا يعني ان ممكن اي واحد شاطر في مجاله يترقى ويصبح مدير ناجح؟ اطلاقاً. بل ان هناك مثل بالانجليزيه يقال عندما يراد التخلص من شخص في العمل لعدم كفأته فيقال: kick him upstairs وترجمتها الحرفية هي اركله الى اعلى ومعناها رقيه الى مكانة مسؤلية لا يقدر عليها فسيخفق ويمكن التخلص منه لعدم كفأته.

ولكن لو هناك شخص لديه الصفات المطلوبة في الاداره فلابد من تنميتها بالدراسة والتدريب لكي يصبح مديراً ناجحاً. والدراسة وحدها لا تكفي فلابد من التدريب العملى وخصوصاً في المجال الذي سيقوم بإدارته. فلكل مجال في العمل متطلباته الخاصة به وبالرغم من ان اساسيات الاداره واحده الا ان المتطلبات تخص كل نوعية عمل. ولذا فإما يتدرب الشخص ويتدرج في كل مراحل هذا العمل ليعرف المتطلبات والمشكلات التي تواجه كل اداره حتى يصل الى قمة المؤسسه بعد ان عايش كل مشكلاتها فيمكنه حلها لمعرفته الشخصية لها، او يتخصص في دراسته لإدارة هذا النوع من المؤسسات ، وحتى بعد الدراسة المتخصصه لابد من فترة تدريب على ارض الواقع.

لو أردت ان تكون إدارياً ناجحاً في إدارة كشك سجاير على الناصية او شركة تصنيع وتسويق تصدر منتجاتها عالمياً لابد وان يكون لديك اساسيات الاداره.

نفتقد في مصر عموماً هذا المفهوم للإدارة الحسنه وخصوصاً في المجالات التي بها خدمات جماهيرية لان القائمين على تشغيلها ليسو متخصصين في الادارة. كم واحد ممن يديرون إدارات المرور حيث تستخرج رخص السيارات ، لديهم هذه المعرفة ويطبقونها على ارض الواقع؟.

إن تجديد رخصة القياده يعتبر احد كوابيس اي مصري لديه سيارة ويحاول تفاديها بشتى الطرق. انا اجدد رخصة سيارتي كل ٣ سنوات تفادياً لهذا اليوم المشؤم. وكل مره اذهب للتجديد يكون نفسي اتكلم مع السيد الضابط مدير هذه الاداره وأقول له على طرق تسهل حياته وحياة اصحاب السيارات وحتى العاملين، وتنجز العمل في اقصر مده وبأقل عناء. ولكن للاسف من لا يعرف اي شئ عن الادارة يعتبر ذلك إهانة لأدائه لعمله وهو غير واعي ان هناك الكثير الذي يعوزه أدائه لكي يعتبر عمل ناجح.

وينطبق هذا الكلام على كل مؤسسه تقدم خدمة للجمهور، كانت مطعم او مستشفى او جامعه او مسرح او مطار لان كل واحده منهم لديها مواصفاتها الخاصة لتقديم الخدمة على اكمل وجه.

أتمنى من كل قلبى سرعة ميكنة هذه الخدمات لتفادي الاداره الفاشله في الخدمات التي يمكن ميكنتها مثل إصدار رخص القياده او اي أوراق رسميه او دفع مستحقات والضرائب، لكن سيظل العمل البشري هو المسيطر في خدمات مثل المطارات والمستشفيات والمطاعم والجامعات والمسارح وما شابه لانه دائماً هناك مواقف تحتاج الى قرارات تتخذ في حينها لكي يتم العمل على اكمل وجه.

حفظ الله مصرنا الحبيبه وأبناءها الواعين

زر الذهاب إلى الأعلى