آراءأهم الأخبار

فوقية ياسين تكتب: «الأوقاف».. وإحياء دولة التلاوة

«القرآن نزل بمكة.. وقرأ في مصر» حقيقة لا يجحدها سوى الحاقدون والجهلاء، فمنذ أن فتح الله قلوب المصريين للإسلام لم تتوقف مسيرتهم عن إعلاء رايته والصدح بآيات الذكر الحكيم في كافة أرجاء المعمورة.

أعلام مصر الذين جابوا مساجد الأرض وقصور ملوكها وكافة محافلها دولية ومحلية، كانوا ولايزالون معين لا ينضب عبر العصور، فكان لها من بين أبنائها ثلاثة نالوا عظيم شرف إمامة المسلمين بالحرم المكي، وهم: الأخوين عبدالظاهر وعبد السميع أبو السمح، ومحمد عبدالرازق حمزة، كما كان لها من المدارس عمالقة مؤسسين كالشيخ محمد رفعت، الحصري، مصطفى إسماعيل، المنشاوي، عبدالباسط عبدالصمد، والبنا، وآخرين ممن لا تتسع سطور ومجلدات أن تحصي لمصر قرائها.

ومؤخرا كان لوزارة الأوقاف دورها في استكمال الرسالة بدأت مع إقامة المسابقة العالمية للقرآن الكريم والتي لم تتوقف عند حد التواصل والاجتماع بين قيادات دينية وعلماء هم صفوة العالم الإسلام وقراء المستقبل رجالا ونساءً وأطفالا، فكانت خير تذكير بما سطره الراحلون من العمالقة القراء وتعريفاً بدور مصر وأسباب ريادتها المتواصلة بإذن الله تعالى في نشر الإسلام سماحة وتعليماً وكتاباً بواسطيته واعتداله.

مسابقة لم تكن وحدها هي فقط ما انتهجته الأوقاف لخدمة الوحي الشريف، والتي أكدت أنها تهتم بخدمته حفظاً وفهماً على حد سواء، فكان البحث عن معانيه الشريفة ورسالته العظيمة وإعادة تبيانه على وجه يتسع باتساعه وشموله وعالميته التي لن يحدوها زمان ومكان، رحلة أعقبتها عناية خاصة لأهل القرآن الكريم وحفظته فاستعاد كبار القراء مكانتهم بين جنبات المساجد العتيقة والكبيرة، وأقيمت لهم الحضرات الأسبوعية بتلاوات مختلفة، ومؤخرا كانت رسالة دولة التلاوة العالمية خلال شهر رمضان المعظم ما يدعوا للفخر والعزة بما تقدمه مصر للعالم أجمع من جهود التصحيح والتحصين ونشر السماحة والاعتدال، فحفظ الله أزهرنا وأوقافنا ووفق ولاة أمورنا لرفع راية ديننا ووطنا، وبقيت مصر عامرة بمساجدها وعلمائها.

زر الذهاب إلى الأعلى