آراءفنونمنوعات

الرحيل

 

بقلم : وسام الجمال

كانت الساعه تشير الي السابعه صباحا عندما نزل حسام من الدور الثاني في منزلهم وكان وقتها في الصف الثالث الإعدادي مرتديا ملابسه الجديدة وحذائه الجديد ليذهب إلي جدته التي تولت تربيته بعد وفاة والدته ويقبل يدها ويحصل علي عيديه عيد الأضحى المبارك.
أخبر جدته أنه سيذهب مع أصدقائه للفسحه ويحضر قبل حضور الجزار لذبح الأضحية لكنها أخبرته أن يذهب إلى جده ووالده في محل عملهما لانهما يريدانه ضروريا خرج حسام بكامل أناقته يلقي التحية علي كل من يلقاه وينظر الي نفسه وملابسه الجديدة وعند منتصف الطريق يلفت إنتباهه مناديا يقول البقاء لله خطر في ذهنه للحظة من يموت يوم العيد ياتري كيف سيعيد أهل المتوفي لينزل اسم المتوفي كالصاعقه علي رأسه أنها جدته لأمه تسمر في مكانه لم يستطيع التحرك كاد قلبه أن يتوقف من مات جدتي لأمي كيف ومتى وليه أمس كانت في أحسن حال حتي أنها منحته عيديته أمس علي غير عادتها فاق من صدمته أطلق العنان لساقه ظل يجري فبيت جده بجوار محل عمل والده ذهب إلى هناك دخل المنزل ذهب ليلقي نظره علي جدته قبلها سألها هل أنتي ذاهبه إلى أمي مش كنتي تنتظري معي كمان شويه طيب سلمي لي عليها وأنا ساخبرها أنها ماتت اليوم ماتت مع موتك سلاما ياجدتي سلاما ليرحمك الله.
مر يوم الدفن والعزاء مر عليه ثقيل لم يذبح الأضحية كعادته اليوم إنتهت علاقته ببيت جده لمن سيحضر كل خالاته تزوجوا لم يبقى أحد من سيقوم بعمل عيد ميلاده يالها من حسرة في صباح يوم العيد.
مرت السنوات لم تنقطع قدم حسام من بيت جده كانت خالاته هناك دوما وأخواله يحبونه يغدقون عليه حبا وحنانا كذلك زوجات أخواله.
مر العام الأول والثاني والثالث والرابع بل أعوام كثيرة ولم يحتفل أحد بعيد ميلاد حسام بعد جدته مرت الأعوام ومازالت ذاكرة حسام تتأنق بذكرى جدته لأمه وأحتفالها بعيد ميلاده هاهو حسام يصل إلى التاسعه والأربعين من عمره لم يحتفل به أحد حتي كان اليوم المشهود ووسط حياته الصاخبة التي تقلبت كثيرا مابين فرح وحزن يجد من يحتفل بعيد ميلاده من تلقاء نفسه كان يوما جميلا بدا بخدعة له من غضب حبيبته منه حتي أنتهي باطفاء الانوار فجاءة ليجد أمامه تورته جميله سعد جدا بهذه اللفته ولكن كما رحلت جدته موتا رحلت حبيبته فراقا وكأنه إعتاد أن كل من يحتفل بعيد ميلاده يرحل إما موتا وإما فراقا.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى