منوعات

دقيقة واحدة

دقيقة واحدة

بقلم – روشان صفا

في العام 2016- أصدرت شركة صينية تدعى “بايت دانس” تطبيق على وسائل التواصل الإجتماعي، يسمي ( (Dougin، وقدمت النسخة العربية منه المعروفة بأسم ” تيك توك” للعالم العربي، وترجم المختصون هذا الأسم للغة العربية، وكانت الصدمة هي معنى كلمة تيك توك “هيا للحمق”. وقامت الشركة بعمل حملات ترويجية مدفوعة مقدمًا، على كل وسائل التواصل الإجتماعي، وعلى غالبية التطبيقات التي تعمل مع نظام “الإندرويد”، وكانت الفئة العمرية المستهدفة بالدعاية، هي فئة الشباب من بداية سن المراهقة حتى عمر الأربعين، في المرتبة الأولى يليها بقية الأعمار. وأقدم الشباب العربي على تسجيل، وبث مقاطع مصورة على التيك توك، ولم ينشر فيديو إلا وهو يبث الحمق، والرعونة، وحدد المبرمج 60 ثانية، كحد أقصى لمدة (الفديو)، في النسخة الموجهة للعالم العربي،
وعلى الوجه الأخر، ترى النسخة الصينية من التطبيق، التي يتم بثها، داخل دولة الصين تتجاوز مدة الفيديو الدقيقة، وتصل إلى ثلاث دقائق، وتحتوي على محتوى هادف.
ملايين المقاطع تبث على التطبيق ، ولا تقدم إلا محتوى هابط ، وهو المتفق عليه مسبقًا مع المستخدم للتطبيق .حتى أصبح (التيك توك) يتصدر محرك البحث عالميًا. متفوقًا بالأرقام على
( googolplexــجوجل)، الذي يقدم للب نتائج لا نهائية.، حين يكتب سؤالا ويضغط إبحث و. يحاول العديد من صانعي المحتوى على التيك توك، تقديم مادة محتوى هادفة، في مدة لا تتعدى الدقيقة، ولكن ماذا تقول في دقيقة واحدة ؟ لن تقدم إلا معلومة مبتورة أو تروج لمنتج ، أو تعرض مشاهد فنية.
وهنا دق ناقوس الخطر، في بعض بلدان العالم التي تحافظ على الذوق العام، وتكافح الإسفاف، وتشجع الشباب على القراءة، والبحث العلمي، وتسعى للحفاظ على ثروة العقل البشري من الجهل، فتم حظر التطبيق في (19) ولاية أمريكا، بشأن مخاوف متصاعدة من المحتوى المقدم في التيك توك. و سار على نفس الطريق عدة دول أندونسيا، الهند، استراليا .
وزادت مخاوف بعض الدول، من استخدام أنتشار شائعات تتهم الصين بإستخدام التطبيق في أغراض أخرى منها التجسس على بعض الدول .
و رصد الباحثون ظاهرة لجوء الشباب للبحث عن المعلومات، على تطبيق التيك توك ، بدلا عن البحث عنها في الكتب، والمراجع، أو إستخدام تطبيق الجوجل ، ولا شك أن التيك توك يهدم العقول التي تمثل ثروة مصر الحقيقية .

زر الذهاب إلى الأعلى