آراء

الصحفيون ..ما بين المنحة والمحنة!

 

د.فتحي حسين

جميع المهن وأصحاب العمل الواحد ،بيبقوا ايد واحدة ،من منطلق أنا وابن عمي علي الغريب وذلك أمام أي تحدي أو عدوان أو شر من آخرين ،الا جماعة الصحفيين ،فانهم ضد بعضهم البعض علي طول الخط وكأنهم يترصدون لبعضهم باستمرار ،وينضمون للغريب ضد زملاءهم من الصحفيين الأخرين ،وهم أنفسهم من يساهمون في النزول بكرامة وهيبة الصحفي الي ادني الدرجات دون الحاجة لمساعدة الآخرين !! ، فضلا عن سلوكيات بعضهم البذيئة التي تحتاج الي مراجعة ،بجانب أن معظمهم عاطل في الواقع العملي وأحوال معظمهم لا تسر عدو ولا حبيب ، مع تراجع مكانة وهيبة الصحفي في المجتمع خلال السنوات الأخيرة ، وتدني رواتبهم الا انهم بعضهم يحقرون زملائهم في مختلف المواقف والأماكن وفي المطلق ،حتي ولو أمام عمال كافتريات النقابة مثلا ،وهذا أمر مخجل ،لا يصح بأي حال من الأحوال ،وهؤلاء لا يمكن وصفهم بأنهم فقط دخلاء علي المهنة السامية ،ولم يراعوا حقوق الزمالة فحسب ،بل يمكن وصفهم بأنهم آفة الصحافة والصحفيين ،ولابد من تقويمهم وإعادة تأهيلهم لكي يكونوا بحق أعضاء محترمين ،يرتقوا بزملائهم أمام الجميع ،وينضمون إليهم في كل المواقف التي تحتاجهم الجماعة الصحفية فيه ..
تراجع المهنة مسؤلية الصحفيين في المقام الأول ومسؤولية القائمين علي صناعة المحتوي والإعلام بكل أشكاله ،وليس نقابة الصحفيين وحدها بل مسؤلية الهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للاعلام ،وربما الحكومة التي لم تنظر إلي الصحفيين نظرة موضوعية ،فيما يتعلق بمشكلات المهنة وتحدياتها وتدريب الصحفيين وتأهيلهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم ،والسعي لإزالة عواقب من أمامهم مثل الإسراع في إصدار قانون تداول المعلومات كما نص عليه دستور ٢٠١٤ ولم يري النور حتي الان ،وتوفير بيئة عمل حقيقية للجماعة الصحفية وتأهيل بعضهم لاحترام زملاءهم من المهنة وقفل لجنة القيد لمدة ٥ سنوات ،من أجل تنقية جداولها من الدخلاء الغير مشتغلين بالمهنة اصلا من ربات البيوت والمعاشات المبكرة من الموظفين بالحكومة ،ومحاسبة من فتح لجنة القيد بالنقابة علي البحري لكل من هب ودب لتكون النتيجة كارثية ومرتع لكل دخيل علي النقابة والمهنة ،ومن ساهم في وجود لجنة القيد الاستئنافية لكي تكون بوابة عبور للمهنة لكل من يحصل علي شهادة تعليم مفتوح أو شهادة مضروبة ويلتحق بعضها بالنقابة ،فاصبحت النقابة بها قلة من ألاعضاء بشهادات مزورة وعندما فتح هذا الملف من قبل الزميل ابو السعود محمد عضو مجلس النقابة السابق ،تم فتح النيران عليه من كل الجوانب ،لايقافه ،لانه وجد ،وفقا لكلامه ،شهادات عديدة مزورة ومؤكد التزوير من الجهات الجامعية الصادرة منها !
جماعة الصحفيين لابد أن يفيقوا قبل أن تختطف مهنتهم من جماعة من الدخلاء للمهنة والعابثين والذين ليس لهم أي عمل ،لكي ينضمون لاصحاب الرأي ومهنة البحث عن المتاعب سابقا !! وحتي لا يضيع تاريخ طويل من النضال الصحفي والفكري سابقا من كتاب وصحفيين عظماء ضحوا بأنفسهم و بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ علي حقوق المجتمع والافراد وحريتهم وكرامة الصحفيين والمهنة ومستقبلها !! افيقوا يا صحفيين ..يرحمكم الله

زر الذهاب إلى الأعلى