فنون

فتاة الكافيه

 

بقلم… وسام الجمال

كان هذا المساء مختلف نوعا ما هطلت فيه الأمطار بغزارة مع لسعة برد خفيفه ممتعة جعلته يترك المنزل ويذهب إلى وسط البلد.
في طريقه مر علي أحد محلات الجيلاتي الشهيرة وأشتري واحدة كبيرة ظل يتناولها بإستمتاع غريب ثم ذهب إلى الكافيه الذي إعتاد الجلوس فيه وطلب القهوة المفضله له ظل جالسا قرابة الساعتين يتصفح مواقع التواصل ويكتب عن سعادته بهذا الجو الجميل وكانت التعليقات تصفه بالجنون لنزوله الشارع في هذا الجو وعدد من أصدقائه وصفوه بالكذب أنه متواجد في منزله مما جعله يلتقط عدد من الصور السيلفي لينشرها تأكيدا لكونه خارج المنزل.
بعدما شير العديد من الصور بدأت تنهال التعليقات وهو يتابع باهتمام حتي لاحظ شيء غريب وجود فتاه خلفه في إحدي الصور بعدما علق أحد أصدقائه على كونها جميلة كنوع من الدعابة لينظر خلفه ويجدها جالسه بالفعل هي جميلة لم يكون جمالها عاديا بل كان لافتا للنظر والاغرب أنها كانت تجلس وحيدة.
إقترب منها والقي السلام وأخبرها بأمر الصورة وخيرها بين حذفها وتركها أشارت إليه بتركها ولاداعي للقلق من هذا الأمر.
اعتذر منها وهم بالإنصراف لكن شيء ما أعاده وسألها عن سبب جلوسها وحيدة ردت عليه وانا ايضا أراك تجلس وحيدا غالبا .
دعته للجلوس جلس ودار بينهما حوار أخبرته خلاله أنها تعيش وحيدة منذ وفاة والديها وسفر شقيقها إلى خارج البلاد وطلاقها من زوجها حتي أن أبنها الوحيد يعيش مع والده.
ظل يستمع لها حتي علم أيضا أنها موظفه بأحد المصالح الحكومية ثم بدا يسرد عن نفسه وأخبرها أنه يعيش بالقاهرة بمغرده بعيدا عن أسرته التي تتواجد بأحد المحافظات الإقليمية وأنه غالبا يحب الجلوس في الكافيه وحيدا بعيدا عن صخب أصدقائه إستمر الحديث بينهما طويلا حتي أقترب موعد الفجر أستاذنته بالذهاب لكنه أخبرها أنه سيوصلها ألي منزلها بعد إلحاح منه وافقت بشرط أن يتركها أول الشارع.
خرج من الكافيه معها وهو يشعر بالانتصار بعدما إستطاع إيقاعها في شباكه بهذا الحوار وطل يتحدث معها طوال الطريق حتي وصلا إلى المنزل دعته لتناول فنجان من القهوة حاول الرفض لكنها أصرت صعد معها ألي منزلها وعندما دخل معها جلس في غرفة الجلوس وقدمت له القهوة التي شربها بشغف ليستيقظ صباحا ويجد محفظته قد غادرت مع ملابسه وبها مبلغ مالي كذلك ساعة اليد الخاصة به وهاتفه وخاتم فضه وخطاب بحواره تخبره انه سيجد ملابس باليه في دولاب الحجرة عليه أن يرتدبها سريعا والنزول من المنزل قبل قدوم صاحب الشقه المؤجرة مفروشه.
ترك الشقه وذهب إلي حال سبيله وما إن وصل إلى بيته حتي ظل يضحك وهو يتذكر الموقف الذي حدث معه من فتاة الكافيه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى