ابن البدوي وابن اياس.. رحلة عبر التاريخ المملوكي
اقيمت بمبنى القنصلية الفرنسية بالقاهرة، ندوة لمناقشة كتاب “ابن البدوي وابن اياس: في أحوال القاهرة والناس”، رحلة عبر الزمن في ” تاريخ مصر الساخر”، للمؤلف الكاتب والزميل الصحفي إيهاب البدوي، الصادر عن دار ” صفصافة ” للنشر والتوزيع، بمشاركة الدكتور محمد سعيد محفوظ، وبحضور كوكبة من المثقفين والصحفيين والإعلاميين.
والكتاب الذي يقع في صفحة من المقطع المتوسط، يبحر بك المؤلف من خلالها، في رحلة عبر التاريخ، ليتوقف بك في حكاياته عند ثمانية شواطئ، يبدأها من عصمة الدنيا والدين شجرة الدر، ثم حكاية جوازه من قطر الندى بنت خماروية عرفي، مرورا بالحسن بن الهيثم الذي قال للحاكم بأمر الله ” أنا عايز كتاكيت “، ثم سعدون البواب الذي يطارده في حفل تتويج الناصر محمد بن قلاون، وصولا إلى حكاية اختياره من السلطان قطز، أميرا على الأغوات، فقصيدته ” آه يا قفا”، التي ألقاها على مسامع المتنبي، فبايعه أميرا للشعراء في حضرة كافور الأخشيدي، لنتوقف بعدها في الشدة المستنصرية، وطلب ابن اياس عشرة كيلو كفتة، وقرص جبنة رومي وصينية مسخسخة، وأخيرا، حمله لرأس سيدنا الحسين مع الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي من عسقلان إلى القاهرة.
وكأنك في رحلة من رحلات العالم الافتراضي، يتنقل بك المؤلف عبر صفحات كتابه، ما بين دروب التاريخ، وقصور الخلافة، والإمارة، ومراكز الحكم، ليجعلك تعيش بخيالك لحظة الماضي معه، وكأنك جزء من مكونات زمانها، فترى أحداث الحارة المملوكية، ودسائس ومؤامرة السلاطين، والمماليك، وصليل سيوف في معارك التتار، وانتصار شجرة الدر على لويس ملك فرنسا، ووقوعه في الأسر، وسجنه في دار أبن لقمان.. كل ذلك في قالب روائي تاريخي ساخر .
إنها رحلة ساخرة في عمق التاريخ المصري، للكاتب الصحفي ابن البدوي، برفقة معلمه ابن اياس، وهو لقب للمؤرخ المصري زين العابدين محمد بن أحمد، المولود بالقاهرة 1448 – 1523 م ، ويعد من أشهر المؤرخين للعصر المملوكي، وأهم مؤلفاته ” بدائع الزهور في وقائع الدهور”.