من يتدبر قول الله سبحانه وتعالى ” الذى علم بالقلم + علم الإنسان مالم يعلم ” يدرك بوضوح لماذا ضعف حاليا مستوى التعليم ومستوى طالبي العلم بعد أن طرح الناس القلم وصاروا لا يعتمدون عليه فى التعليم والتعلم ،،،،
إن نتائج الإمتحانات اليوم توحي باننا أمام أجيال فذة من العلماء والعباقرة ،،، نجاح وامتيازات بالجملة فى كل مكان وفى أي تخصص ،،،، أما الواقع فحدث عنه ولا حرج أيما كان ،،،،
لا يملك من يلامس ذلك الواقع إلا أن يقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،،، وإن كان ذا ضمير حي فربما يصاب بالاكتئاب من شدة حزنه على ذلك الواقع الأليم ،،،، وما ذلك إلا لأننا تركنا القلم الذى شاء الله عز وجل أن يعلم به عباده ،،، إن ذلك هو ما يفيده وينبئ عنه بوضوح قوله تعالى ” الذى علم بالقلم “.
أبلغ ما يدل على ذلك الفهم أنه تصح قراءة الآية الكريمة دون مراعاة الفواصل الموجودة في المصحف ومع ذلك يصح المعنى ولا يتعارض مع المقصود من الآية فإنك إن قلت ” الذى علم” ووقفت صح المعنى وصدقت ولا بأس عليك فالله هو الذى علم البشر فى بداية الخلق ،،، قال سبحانه ” وعلم آدم الاسماء كلها ” ومن آدم عليه السلام توارث الناس ما علمه الله إياه كل بقدر ما شاء الله له،،، كما قال سبحانه ” واتقوا الله ويعلمكم الله”،،،،
ثم إن قلت بعد ذلك ” بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم” صح المعنى أيضا ولم يتعارض ذلك مع المقصود من الآية .
ولعل الآيات التالية التى تقول” كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى” توحى بالمزيد فى هذا الشأن بعد أن ظن الناس أنهم استغنوا عن القلم أو فى سبيلهم إلى الاستغناء عنه كلية فتركوه وبالغوا فى تركه وفى الاعتماد على غيره من الوسائل الحديثة فى التعليم والتعلم .
ليعلم الناس أن القلم هو الأساس فى ذلك وأنه هو الوسيلة التى شاء الله أن يعلم البشر وأنه لا خير ولا بركة فى طرحه ولا فى علم استغنى عنه بالكلية ،،، وأنه لابد من الرجوع إليه.
ولابد أن تعود إلى التعليم حصة الإملاء التى تعلم القراءة والكتابة وحصة الإنشاء كانت تصقل التعبير والفكير وحصة القراءة التى تصقل اللسان وطريقة الامتحان التى تعتمد على التركيز والحفظ وإلا فلا تعليم ولا تعلم.
ولنقل كلما نعود إلى الحق والصواب فى كل شيء وأينما كان ” إن إلى ربك الرجعى ” حتى يبارك المولى عز وجل رجوعنا إليه فإنه لا يصح إلا الصحيح. . إنه كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
لقد أنزله الله عز وجل ليوجه به عباده إلى ما فيه صلاح حالهم ومآلهم بأسلوب معجز كفيل بالتوجيه والإرشاد فى كل موقف وكلما أنزلته على واقع الحياة فى صوره المختلفة.
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها”.