Site icon بوابة العمال

مصطفى رستم يكتب: نداء لتوحد الحركة النقابية العربية

منذ عدة سنوات وتحديدا في عام ٢٠١٧ قرات عن الاجتياح التركي للنقابات العربية والإفريقية عبر زيارات منفصلة ،ثم بدأ التلويح بإنشاء اتحاد جديد بمضمون جديد جاء ذلك بعد الفشل في المواءمة اتحاد حق اش ذراع اردوغان النقابي.

الحركة النقابية التركية حركة مختلفة ، وتملك تركيا ثلاث اتحادات عمالية أهمها تركيش اش وهو من اقوي الاتحادات وعرفناها في مصر عن قرب من خلال بروتوكولات تعاون حقيقية كان أهمها مع نقابة الصناعات الهندسية ونقابة البناء والأخشاب.

وتميز علاقة الراحل عبد المنعم الغزالي بتبادل نقابي لعدد لا يقل عن خمسة عشر نقابي يتعرفون فيه علي الجانب النقابي المصري والعمل الصناعي والثقافي ويرسل عدد مماثل من النقابيين المصريين الي تركيا ويتبادلون المعلومات أيضا .هذا الأمر سمح بتواصل قاعدي لايقتصر علي الصف الاول فقط.

وجاء تحديث العمل من خلال نظام أردوغان بأن تكون الحركة النقابية التركية اتحاد حق اش لكي يكون بمثابة وحدات الاستطلاع الي الدولة ثم تقوم منظمة تكا هيئة المعونة التركية بمغازلة التنظيم النقابي في الدول العربية والإفريقية .

وحين قامت أحداث ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ وصل السيد الأمين العام محمود ارسلان وكان التشاور لانشاء تنظيم نقابي دولي اسلامي ،وقفنا له بالمرصاد كمسئول علاقات دولية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر.

وتأتي الرياح بما لا تشتهي أصحاب السفن نفذ الجانب التركي خطة بديلة بدعوة النقابات الأفريقية والعربية للمؤتمرات سنوية حضرت الأول منها رغما عن أنف من أرادوا ابعادي وقمت بتوجيه لوم وتوبيخ للجانب الذي أراد تشويه صورة مصر.

ولا انسي موقف الاستاذ الفاضل احمد مصطفي الذي رفض الإذعان لمطالب البعض والقي محاضرة قوية .وكان المتواجد السيد مصطفي التليلي كأنه يتصيد الأخطاء ،ولكنني اعرفه بحكم عملي.

اتخذالاتحاد قرار بوقف التعامل مع اتحاد حق اش إلا أن بعض النقابات المصرية كانت تسافر لحضور المؤتمرات التركية عبر دول أخري ثم نفاجئ يصورهم منشورة في المؤتمر.

وكان النقابي المخضرم القدير الاستاذ الفاضل محمد سالم اول من أوضح أن التعامل مع مصر نقابيا دونما اي تدخل اي كان في سيادتها فالامن القومي المصري لنقابة الزراعة خط احمر فهي النقابة التي فضحت مؤامرة اسرئيل لسرطنة مياه النيل بل واخترقت كافة الحواجز وكانت النقابة الوحيدة التي أجبرت الاتحاد الدولي لعمال الزراعة والسياحة والفنادق علي حضور المؤتمر التأسيسي الأول لاتحاد نقابات دول حوض النيل.

اعود مرة أخري لقصة السورة وتأسيس اتحاد عمال افريقيا وآسيا الذي طل مواجها لنا فجأة منذ ٢٠١٥ ، وخرج علينا باتحاد لا نملك أن نقول عنه إلا ماسمعناه فجأة عنه وفوجئت بنشره علي موسوعة ويكيبيديا فهو اتحاد بلا دستور أو لوائح نعرف عنها شئ.وبدات الحركة النقابية الكويتية تهاجم رئيسه فقط لأنه لا يحق له أن يمثل الكويت.

واتفحص الحركة العجوز المسماة بالحركة النقابية العربية ، وهي تترك اتحاد دولي لنقابات العمال العرب كي يتهاوي حيث يبحث الجميع عن مقعد هنا او هناك وتسير الشائعات لتنطلق تارة تحذر وتارة تندد من ايه ، لست ادري . حتي الاتحاد العربي للنقابات يتفرج ساكنا دون اكتراث لما يحدث علي أرض الحركة النقابية العربية.

ولا املك الا الدعاء واليقظة من الغفلة والكماشة القادمة للحركة النقابية العربية بسلاح تفتيت جديد تمارسه قوي خفية للنيل من الحركة النقابية العربية و الأفريقية.

وتجلس دائما متفرجين علي ما يدور في فلكنا منتظرين رد الفعل وليس الفعل. إن التاريخ الاسود لهذه الحقبة سيسير جنبا الي جنبا مع كل من تنازل أو تقاعس عن الدفاع عن الحقوق المسلوبة بشكل مباشر أو غير مباشر مع تردي تام في صفوف الحركة النقابية العربية ، دون الدفاع عن أوطاننا الا من خلال شعارات زائفة تمهيدا للحصول علي منصب هنا وهناك في عصر متشابه للجميع كله تمام.

إن الملف العمالي بحاجة إلي إعادة ترتيب من جانب الساسة شريطة أن يتركوا ذلك لشيوخ الحركة النقابية التي يزخر التاريخ بها ومازال العديد منهم قيد الحياة خاصة بعد أن فقدنا المؤرخين العماليين امثال السيد عزت سامي ،السيد امين طه ،السيد محمد رزق.فهم من عاصروا الحركة النقابية المصرية والعربية والافريقية وعملوا دون تحقيق أي استفادة خاصة .وعلي الصعيد العربي أخشي ما أخشاه أن انسي منهم احدا فكل امرئ يعرف أهل بيته.

وفي النهاية أطلق تحذير أو جرس انذار للالتفاف الوطني حول قضية العمالة العربية والعلاقات الصناعية العربية،التي زخرت بمرتزقة العمل النقابي لملئ كروشهم و مناصبهم مستغلين الكلام المعسول للظهور بشكل مختلف عن حقيقتهم ويحاولون العمل لصالحهم الشخصي.

ولا انسى صورة عامل بسيط في الترام كما ذكر الاستاذ صلاح الانصاري كان عمال الترام يناضلون للحصول علي زي خاص بهم يعني مطلب عام مش شخصي .

عذرا للإطالة وكتابتي لهذا المقال كي يكون جرس انذار ونقطة انطلاق لإنقاذ الحركة النقابية العربية التي تتاكل يوما بعد يوم ، وهو بمثابة رسالة من شخص قضي حياته في أروقة اليسار و غيور علي المصلحة العامة .

Exit mobile version