” ملتقى سيناء أرض التجلي ” دور تثقيفي للمتحف المصري
كتب: محمد حربي
أعرب الدكتور علي عبدالرحيم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، عن بالغ سعادته لنجاح ملتقى ” سيناء أرض التجلي الأعظم “، وأنه حقق الهدف المنشود في تسليط الضوء على هذا الموضوع، الذي يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية، وتتضافر فيه جهود وزار السياحة والآثار، ووزارة البيئة، وبالتعاون مع محافظة جنوب سيناء، ليظهر بالصورة التي تتناسب ومكانة منطقة دير سانت كاترين، وسيناء أرض الفيروز بصفة عامة، لجذب السائحين، وتكون على رأس المقاصد السياحية .
كما أشاد الدكتور علي عبدالحليم، بحسن التعاون من جانب الأب ميلاد شحاته، مدير المركز الفرنسيسكاني، وجهوده الطيبة، التي ساهمت بشكل واضح في نجاح الملتقى، كما وجه الشكر للمشاركين، الذين ساهموا بأوراقهم البحثية في تسليط الضوء على الجوانب المضيئة تاريخيا، وما تضمنته من المعلومات، مشددا على أن هذا الملتقى، يأتي في إطار الدور التثقيفي الذي يضطلع به المتحف المصري بالتحرير.
من جانبه تحدث ملاك نصحي مفتش آثار بإدارة المتاحف الكبرى، عن مخطوطات ووثائق دير سانت كاترين، موضحا أهمية الدير على أرض سيناء، التي تمثل مفتاح مصر من الجهة الشرقية، وطريق عبور الجيوش، والحج، وطريق دخول السيد المسيح أرض مصر، وأول عبور له من الشرق.
وقال ملاك نصحي، إن أهمية سيناء لا تكمن فقط في مجرد أنها أرض الفيروز التي تربط الشرق بالغرب، بل بما تحتوي عليه من كنوز التعدين، مشيرا إلى أن منطقة سانت كاترين هي أرض مقدسة، لافتا أهمية جبل موسى، أرض التجلي، التي ذكرت في التوراة الانجيل والقرآن.
وأشار نصحي إلى أن دير سانت كاترين، كان يسمى بدير السيدة العذراء، وتحتوي مكتبته على 5500مخطوطة ووثيقة، لتكون ثاني أكبر مكتبة مخطوطات عالميا بعد مكتبة الفاتيكان برومان، والمخطوطات بالعديد من اللغات، حوالي 10لغات، ودلالتها تبادل الرهبان الثقافات مع غيرهم، بالاضافة الى مخطوطات اكتشفت 1975عام ، مكتوبة على الورق، وتحتوي على نصوص للكتاب المقدس من القرن التاسع الميلادي، اقدم نصوص عربية للكتاب المقدس.
وأضاف نصحي، أنه توجد هناك حوالي 1750 مخطوطة باللغة العربية والتركية، اهمها وثيقة الرسول للرهبان في سانت كاترين، وقد ظلت هناك العهدة الاصلية الوحيدة، حتى دخول سليم الأول مصر، الذي نقلها لتركيا.
من جانبه تحدث الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، أنه وثق من خلال تحقيق أثري لرحلة خروج بني إسرائيل بسيناء وتحديد محطات الخروج بها أنها تبدأ بعيون موسى، حيث تفجرت الإثنتى عشرة عينًا وتقع على بعد 35 كم من نفق الشهيد أحمد حمدي ثم منطقة سرابيت الخادم حين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلها ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس “مدينة الطور حاليا” التي عبدوا بها العجل الذهبي بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها، ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبي الله موسى ألواح الشريعة، وانتقل بني إسرائيل إليه عبر وادي حبران من طورسيناء إلى الجبل المقدس بالوادي المقدس طوي “منطقة سانت كاترين حاليا”.
وأوضح الدكتور عبدالرحيم ريحان، أن هناك ستة أنواع من أيقونات الدير تاريخيًا وفنيًا وهي: أيقونات القرن السادس والسابع الميلاد، المسبوكة بالشمع أو المثبتة ألوانها بالحرارة، ثم أيقونات من القرن السابع حتى التاسع الميلادى، التي تعتبر من الأعمال الفنية التي تمت في معامل محلية للأديرة الشرقية في مصر وفلسطين وسوريا، وتتميز بالسمات الشعبية، وهى تقليد محلى للكنيستين القبطية والسريانية، وكان لهذه الأيقونات دورا هاما في الإسهام بشكل قاطع في تشكيل وصياغة الفن المسيحى للأجيال اللاحقة.
كما أشار إلى نوع آخر وهو أيقونات من القرن التاسع إلى الثانى عشر الميلادى، التي تتميز بدقة في الشكل ومن بين هذه الأيقونات عدد كبير أنتجته معامل بيزنطة، وأمثلتها بدير كاترين المشاهد الإثنى عشر التي تمثل حياة السيد المسيح وسير بعض القديسين، ثم أيقونات المينولوجيا، وتعنى التقويم الشهرى لخدمة الكنيسة،
وكذلك الأيقونات التي تعتبر وثائق هامة لتاريخ الدير والحياة الروحانية بمنطقة الجبل المقدس وهى ما يطلق عليها الأيقونات السينائية التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثانى عشر والخامس عشر الميلادى وتمثل شخصيات تاريخية كان لها اتصال مباشر بالدير وساهمت بدور فعّال في مسيرته الروحانية من (رهبان – رؤساء دير- بطاركة – شخصيات لها موضع التقديس مثل نبى الله موسى – القديسة كاترين- يوحنا الدرجى).
وأخيرا أيقونات الدير التي تلقى الضوء على عمق العلاقات المصرية اليونانية، وهى الأيقونات الكريتية وقد كان هناك اتصال مباشر بين الدير وأهالي كريت باليونان خصوصًا أشهر الرسامين.