مؤنس زهيري يكتب : أزمة مصر الحقيقية .. وشائعة الالتهاب السحائى
أزمة مصر الحقيقية ليست في العمليات الإرهابية … فقد وكل الله العزيز الرحيم بشعب مصر من وهبوا أرواحهم في مواجهته … منهم من إستشهد و منهم من أصيب … و بكل رضا النفس يواجهون .
أزمة مصر الحقيقية في من يطلقون علي أنفسهم نخبة المثقفين و المفكرين … و الذين تفضحهم أراؤهم و تعليقاتهم .
بغير أسف … عملت بلوك لثلاثة عقب تعليقاتهم بأنه كان لا يجوز إلغاء مباراة الأهلي و الزمالك … و حجتهم أن ذلك الإلغاء بسبب ضعف الأمن … و راحوا يقارنون بين حفلات غنائية لمطربين و مطربات أقيمت و حضرها الآلاف … و لم يلغها الأمن … بل و تطرق البعض أن سبب الإلغاء هو رئيس نادي الزمالك الذي يتحكم في منظومة لعبة كرة القدم لصالح ناديه .
أهلي مين و زمالك مين … في دولة تعيش حالة الحرب … الأمن ألغي المباراة لأسبابه … عُلم و ينفذ علي الكل كبيراً و صغيراً … و ليس مطلوباً من أجهزة الأمن أن توضح سبب القرار .
حقيقة أن المباراة كانت ستقام في ستاد بدون جمهور … لكن فات جهابذة الفكر و الثقافة … أنه كانت ستوجد تجمعات من عشرات الملايين في كل قهوة … في كل شارع … في كل حارة … في كل ميدان .. من كل محافظات مصر … ستشاهد هذه المباراة … و التجمعات الجماهيرية ما هي إلا الهدف النموذجي لأي عملية إرهابية .
من أيام قليلة وقف رئيس الجمهورية ينبه الشعب خدوا بالكم من بلدكم و إلا هيتعمل فيها أكثر مما وقع في 2011 .
و من أيام قليلة فر المئات من مقاتلي تنظيم داعش من سجون سوريا و رفضت أوروبا إستقبالهم .
و من أيام قليلة حضر وزير الدفاع مع قيادات الجيش تدريباً عملياً بالذخيرة الحية في منطقة الحدود الغربية المتاخمة لليبيا … و هي الدولة الوحيدة في العالم المؤهلة لإستقبال جحافل إرهابيي داعش …
و بعد كل ما يحدث حولنا و يحيط بنا … تجد من يجادل في إلغاء ماتش كورة …
مصــر فـــي حـالــة حـرب … و ليست كأي حرب يا مفكرين يا مثقفين … فأنتم أزمة مصر الحقيقية .
كل شهيد بيموت يترك وراءه علي الأقل خمسة شهداء أحياء هم أفراد أسرته … فإتقوا الله في شهداء مصر .
________
من أختي كاميليا إلي الإلتهاب السحائي . لأثبت لحضرتك أن حرب الهواء الطلق التي يشنها أعداء مصر عليها ليست حرباً عادية يديرها بعض ما كانوا يديرونها من زمن قريب علي فكر “أنا عاوز أختي كاميليا” ــ يا ريت تكونوا فاكرينها ــ إنما تديرها أعتي أجهزة المخابرات ذات الدراسات النفسية و التحليلات العميقة لشعب مصر .
أسأل حضرتك … لماذا تم إختيار مرض “الإلتهاب السحائي” علي وجه التحديد … و ذلك بالتزامن مع دخول عشرات الملايين من الأطفال تلاميذ المدارس الصغار و طلبة الجامعات الشباب … و الإجابة من الموسوعات الطبية المتخصصة :
1 ــ تحدُث حالات التهاب السحايا بنوعه الأول “الفيروسي” في الأطفال الأصغر من سن 5 سنوات … و يشيع التهاب السحايا بنوعه الثاني “البكتيري” في الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة …
2 ــ يُعد طلاب الجامعات الذين يعيشون في المساكن الجامعية … و الأطفال في المدارس الداخلية و أماكن رعاية الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالمرض … و يرجع هذا إلى انتقال البكتيريا عن طريق التنفُّس و انتشارها بسرعة خلال التجمُّعات الكبيرة … مثل الفصول المدرسية و قاعات المحاضرات .
الشائعة مختارة بذكاء … لإشاعة الرعب و القلق و الإرتباك بين أسر أكثر من 30 مليون بيت مصري يعيش فيه تلاميذ مدارس و طلاب جامعات مصر كلها … و بالتالي يحدث الشلل في المجتمع كله .
لقد طور الإرهاب أفكاره لإحداث الأضرار الضخمة بالمجتمع المصري كله … فإنتقل من مرحلة “أنا عاوز أختي كاميليا” وسط تجمع يضم مئات … إلي مرحلة مرض يفتك بالأطفال و الشباب وسط تجمع شعب بأكمله يضم 100 مليون مصري .