Site icon بوابة العمال

إشارة مرور

 

بقلم… وسام الجمال

خرجت من منزلها في زينتها ركبت سيارتها بجوار زوجها رجل الأعمال تحركت السيارة لمسافة خمس كيلو تقريبا لم تفتح فمها وهو لم يفتح فمه حتى توقفت السيارة في إحدى إشارات المرور نظرت إلى يسارها وجدته يركب دراجته البخارية من خلفه امرأة تبتسم تحتضنه بكل مشاعر الود والحب تغير وجهها لقد كان حبيبها لطالما ركبت خلفه نفس الدراجة لكنها رفضته لكونه موظفا عاديا وليس لدية القدرة على تنفيذ رغباتها التي كانت تطمح لها الفيلا والسيارة والتسوق وقضاء الصيف في أحلى الشواطي.
لحظات مرت في خيالها لكنها فاقت علي صوت السيارة تتحرك حاولت فتح حديث مع زوجها لكنه كان منشغلا بهاتفه فهي مثلها مثل السيارة والهاتف أمراة جميلة للمناسبات.
انقضت الليلة سريعا لم تشعر باي راحة علي الرغم من انهم كانوا في حفل ممتع غناء ورقص وسيدات ورجال من صفوة المجتمع.
مرت الليلة ذهبت إلى المنزل حاولت التحدث مع زوجه لكنه أخبرها انه يريد النوم لانشغاله بموعد في الصباح الباكر.
تركته وذهبت الي صالة الفيلا الشاسعه فتحت التلفاز بدأت تتابع المسلسل لكنها شردت بذهنها اين التسوق اين المصيف اين الحب اين الرجل الذي فضلته على حبيبها.
امسكت هاتفها اتصلت برقم حبيبها رد عليها لم تنطق بكلمه ظل يردد من المتصل لكنها اكتفت بدموعها التي زادت عندما سمعت صوت امرأة تقول له أغلق الهاتف وتعال نقضي ليلتنا السعيدة كالعادة.
ظلت طوال الليل تؤنب في نفسها لم تغمض عيناها في الصباح أخرجت سيارتها ذهبت إلى حيهم القديم لتزور أهلها وقفت في بلكونة منزلهم تبحث عنه لم تجده سالت والدتها اخبرتها انه ترك الحي منذ عام وانتقل إلى حي اخر بعدما تزوج من فتاة كانت زميلته في الجامعه ويعمل في احد البنوك الكبري ووصل إلى درجة مدير عام وله مكتب محاسبه تديره زوجته ارتمت في أحضان والدتها تبكي بحرقه على حالها فلقد تزوجت المال والسلطة لكنها فقدت نفسها لم تعد كما كانت لقد أصبحت شبحا يسير على الأرض ظل لزوجها لتنفيذ رغباته لكن هي لم تنفذ اي حلم من احلامها.
ركبت سيارتها ذهبت إلى زوجها في شركته كان لديه اجتماع لم تنتظر فتحت باب المكتب ودخلت ولم تنطق سوي كلمة واحدة طلقني استغرب الحضور لكنهم انسحبوا بهدؤ حتى يصفي مشاكله العائلية نهرها ماذا فعلتي هل هذا وقته ظل ينهر فيها لكنها لم ترد الا بنفس الكلمة الطلاق.
استعجب الزوج من اسلوبها أخذها وذهبا الي المنزل سالها لماذا فهو يعمل ليل نهار من أجل تأمين مستقبلها سالت اي مستقبل ونحن لم ننجب اي مستقبل وانت لايهمك سوي عملك اي مستقبل في سن الستين تقصد لقد تزوجتك من أجل الراحه من أجل أن أجدك لا من أجل أن نكنز مالا لانستمتع به اريد الطلاق ولا أريد غيره في تلك اللحظة شعر الزوج باصرارها اخبره انه سيسافر ثلاث ايام وبعدها يعود لتخبره بقرارها الاخير.
أصرت للمرة الأخيرة اما ان تطلقني او يكون لي دور في حياتك ليس الوقت كله عمل وتركت له هي مهلة ثلاثة ايام يقرر مايريد.
ذهب الزوج الي رحلته عاد لكنه عاد بفكر جديد عاد وقد قرر اعظاء زوجته وقتها ليمنحها الطفل والحياة التي تمنتها كانت نصيحة عجوز له في رحلته المرأة تريد رجلا يمنحها الحب قبل المال.

Exit mobile version