بقلم… السعيد عبد الغني
لا تعتذر عن لهجات صمتك المختلفة عن الخطايا
حديثك لن يحميك من السلاحف التي ورائك
هذا نصابك من من طلع الصدف والاقدار
لديك حوض كامل مليء بالنور والظلمة والرموز
يكفيك
لكي تعتدي على نفسك إن أردت
أو تكون نجمة يكتشفها أو لا
في الغيب
تائه أو نبي.
*
لديك الكثير من البراكين المتحفزة على أن تدوس الفراديس
ولا تحرس أي كائن أو أمل
أو محارة يختبيء فيها سمكة صغيرة أو حلمها
أنت نقي
ذراتك كلها واحدة
ولا يمكن أن تتعكر
كونك تبلع بلا أهمية أي شيء
مهما كان جوهره
وبدون معرفته حتى.
*
أقفز كثيرا طوال حياتي
بين المراعي
مرعى مليء بالكهنة
ومرعى مليء بالخطايا
ومرعى مليء بالكلمات الحامضة
والكثير الكثير..
لم أحصد شيئا
كون الحصاد يمنع الأضداد أن تتكون
وكنت على حياد حتى مع النباتات السامة
من أنا لأمنع شعائر الكون؟
أنا طين
في فرن نار
فلا تشم دخاني كثيرا
حتى لا تختنق غصونك.
*
الفضاء يفسد كثيرا مؤخرا
كلامك السري في أذنك يتكرر
وأنت لا تتطاير مثل السابق مع الموسيقى
عدِل الجدران ثانية
والمصائر المتخيلة والمأساوية لك
والشبابيك التي تطل على البحر.
*
لديك الكثير من المغاليق لأنك لا تغني
ولا ترتل حزنك للأصدقاء على المقاهي
وتعرف الكثير عن اللغة وحبكات البدايات
ولديك قدرة ذكية على الافتراض
مهما كان الوحي ضئيلا
والعدم حولك وفي قلبك.
*
أكثر اليأس أن ترحل عن بيتك
وليس في رأسك آفاق أخرى
تطرح فيها جسدك
أو عرش حزنك
ولست حرا أيضا من رشفة اليوتوبيا المتبقية.
ربما تقلد الحيوانات في العيش
وتمشي وراء غذائك
لكنك شاعر
والغذاء كله في الغيم
ولا تستطيع النظر بعد للسماء
ولا تستطيع المضي على الأرض.
*
اصطفت الخيل في صدري
واستعدوا للسفر
في كعوبهم خرز كثير برائحة القرنفل
يجروا كائنات نوح
لشمعة الماوراء الوحيدة والمتجددة
التي طبخت من هيولها
فصائل كثيرة
وما نقصت إلا مسؤوليتها
عن السبط والأنسجة والفوانيس..
ساهرة
حتى ترى ما كونت غدتها
من جمال
وأسرار لا يريدها إلا المجانين.
وصل خيلي سريعا
وخاف من عينه
أن تدرك النور الضئيل المتبقي
المسكوب
من قلب القطبان البعيد.
*